اشتباكات - حروب

أمرابط..اوناحي( المخ والعضلات).. طلال العولقي

لا يمكنك أن تتجاهل الدور التكاملي الذي يلعبه ثنائي خط وسط المنتخب المغربي في وصول أسود الأطلس إلى مربع الكبار في مونديال قطر الحالي..
عزالدين اوناحي و سفيان أمرابط..المخ و العضلات ثنائي يكمل بعضه الآخر..
لعل أحد أسباب هذا التفوق المغربي الرائع في هذا المونديال يعود إلى كمية التناسق في الأدوار بين مخ اوناحي و عضلات أمرابط..!
يقال إن في حرب كرة القدم يجب أن تكسب معركة منتصف الملعب حتى (تحتل) ملعب الخصم و تهزمه شر هزيمة..!
القائد وليد الركراكي نجح في أن يصنع أجمل خط وسط في المونديال بأكمله بصنع (مثلث برمودا) سفيان مرابط و عزالدين اوناحي وثالهم سليم املاح..مثلث لعب دور قطع الكرات و إماتة الهجمات و احياءها كهجمات مغربية دمرت حصون الخصوم حتى وصل (جيش الأسود)إلى مربع الكبار ولا زال للمتعة بقية..!
ما شد انتباهي ولفت نظري كمية التناقض (المحبب)بين عضلات سفيان أمرابط و مخ عزالدين اوناحي وكما قيل (الشيء بالضد يبرز وتظهر) وهنا مربط فرس وسط الأسود الذي نجح في أن يكون من افضل خطوط الوسط في كأس العالم إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق..!
مخ اوناحي و عضلات أمرابط تجعل وسط المغرب أشبه بالكمال الكروي الرائع الذي يجب أن يكون فيه هناك من يلعب دور (الفتوة) يقوم بكل التدخلات العنيفة والقوية لإرهاب الخصوم داخل الملعب وهنا أمرابط فتوة هذا المونديال دون جدال..ويجب أن يكون فيه هناك عازف وبناء للألحان والهجمات…منصة تبني اللعب و تختزل المسافات بتمريرات عرضية و طولية ناجحة لا تقبل الفشل وهنا يقوم بدور البناء عزالدين اوناحي وهو ما شد انتباه العالم لهذا (النحيل) الذي يجري مثل الفراشة ويلسع مثل النحلة..!
اتذكر في مونديال فرنسا 98 عندما كان الراحل طاهر لخلج ينتزع الآهات والإعجاب باتقانه التمرير المركز و المتقن وهنا تذكرت لخلج وانا انظر إلى تمريرات اوناحي التي تلتف بحرير ويتفوق اوناحي من ناحية القدرات الفنية في المراوغة والتي جعلت مدربي المنتخبات الأخرى لا يكادون يصدقون ما يفعله هذا النحيل بكل خطوطهم التي كانوا يعتقدون أنها لا تقبل الهزيمة..
المخ اوناحي و العضلات أمرابط جعلا التفوق المغربي في كل الخطوط يقود الأسود إلى التفوق والظهور وكان وسط المغرب مليء بالالغام التي تفرمل تقدم كل الخصوم و يحسب للركراكي أن جعل هذا (التضاد) يصب في خانة (المرونة) التكتيكية التي تجعل المغرب لا يستعصي عليها عند الحاجة أن تجد ذلك الفتوة والعضلاتي الذي يقوم بدور تحطيم (غرور) نجوم عالمية ظنت أنها ستفرد عضلاتها على وسط الأسود..وهذا التكوين الرائع تجعل المغرب عند الحاجة إلى البناء الفني و قيادة غزوات (الهجوم) وتحطيم اسوار محوري الخصوم أن تلتفت إلى مخ اوناحي ليعطي أوامره إلى مهاراته الفنية ليعزف احلى الحان كرة القدم التي في طريقها لأن تشهد عزف تاريخي اخر في محاولة كتابة تاريخ جديد بالوصول إلى نهائي المونديال عبر تحطيم ديوك فرنسا في نصف نهائي سيكون للمخ اوناحي و العضلات أمرابط دورا بارزا في حكاية إكمال فرحة الوصول إلى نهائي مونديال المفاجآت بقطر..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى