الأعمدة

السودان فى انتظار المعتصم

نجاة الحاج
هذا اكثر الاعياد التى عاصرتها فى السودان عمقا فى المعنى وتاثيرا على عقلى وعاطفتى وابلغ قول قيل فى حالتنا هذه ماقاله شاعر العرب نزار قبانى الذى استدعيت كلماته التى اطلقت لمشاعري عنانها فى قلب المحنة :
يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا..
واستوطن اﻷرض أغراب وأشباحُ…
ياعيد ماتت أزاهير الرُّبى كمداً..
وأوُصِدَ الباب ما للباب مفتاحُ…
أين المراجيح في ساحات حارتنا..
وضجَّة العيد والتَّكبير صدَّاحُ…
بدلا من فرحة الاطفال بمقدم العيد صحونا على هدم وقتل واجتياح لمنازلنا وهتك باعراضنا باغتصاب الحرائر علنا وترويع العجايز ولا مجيب لاستغاثاتهن .
وقديما تقول القصة : “يحكى فى الأثر أن رجلا قدم للمعتصم بالله قال له “يا أمير المؤمنين كنت بعمورية فرأيت امرأة عربية فى السوق مهيبة جليلة تسحل إلى السجن فصاحت فى لهفة “وامعتصماه وامعتصماه”، فأرسل المعتصم رسالة إلى أمير عمورية قائلا، من أمير المؤمنين إلى كلب الروم أخرج المرأة من السجن وإلا أتيتك بجيش بدايته عندك ونهايته عندى، فلم يستجب الأمير الرومى وانطلق المعتصم بجيشه لل لمحاصرة عمورية فى عام ٢٢٣ هج فى معركة هزم فيها الروم ومهما كان الخلاف على تفاصيل الرواية فان العبرة هنا الاشارة الى الغيرة على المال والارض والعرض فالاستغاثة بالله اولا ولكن امير المؤمنين هو المسؤول عن الرعية لو تعثرت بقرة فى العراق يظن ان الله سائله عنها كما كان يقول بن الخطاب
عشت المى الذى لن يفارقنى بقية حياتى من صور الاغتصاب مع كلمات نزار قبانى ولسان حالى يصرخ وامعتصماه ؛
لكن أفئدة بالحزن مظلمة..
وأدمع العين باﻷسرار قد باحُوا…
أين الذين إذا ما الدَّهر آلمنا..
نبكي على صدرهم نغفو ونرتاحُ…
وأين أسيافنا والجَّيش عنترة..
وأين حاتمنا هل كلهم راحُوا…
لن يتملكني الياس طالما ان الام السودانية ولادة
حتما فان نور الصباح يلوح و المعتصم قادم وسوف نغنى لفرحة العيد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى