الأعمدة

لاخير فينا أن لم نقلها الآن / عثمان فضل الله

عثمان فضل الله:
لاخير فينا أن لم نقلها الآن ..

بلاشك كلنا يكون سعيدا
أن يكتب ما يصفق له الناس
وبه يفرحون .. والجميع الآن
يريد أن يسمع حتى لوكذبا..
أن الجيش انتصر وسحق المليشيا .. لكن بعد 56 يوما
من الحرب فقدنا فيها مافقدنا
من بنية تحتية ومن اخلاق وعلائق مجتمعية ناهيك عن
بحور الدم السائل الذي كاد أن
يصل بنا الي مرحلة أن بين كل بيت وبيت بيت مفجوع .. نجد أن الحصاد والناتج تحرير كبري الحلفايا ..
والكل في رقصة هياجه تلك ..
يفتقد الي ابسط خصال الإنسانية وهو ينشر بتشفي
شديد جثث قتلى الطرف الآخر
متناسيا او ناسيا في لحظة تجرده من الإنسانية أن الجسد
المسجى أمامه هذا هو حياة كاملة منذ فرحة امه بصرخة ميلاده والي لحظة خروج روحه هذه برصاصة ..
أن الحرب ابشع ما انتجه العقل
البشرى من أساليب بسط النفوذ
وأحكام السيطرة ..
هذه المقدمة لابد منها لان الاتي ربما لايرضي ويريح الكثيرين وسأتعرض فيه الي نقد لاذع ولكن كما بدأت اقول
لاخير فينا أن لم نقل مايجب يقال في اللحظة التي يجب أن
يقال فيها .. وما يجب أن يقال
أن المعركة الحالية ليست في صالح القوات المسلحة ولا في
مصلحة تماسكها ومن ورائها الوطن وما سأورده هنا يعلمه الجميع ولكنهم يتغافلون عنه ويتناسونه بعضهم لمصلحة وبعضهم لعمالة وآخرين لأنهم
يريدون أن يعيشوا حالمين ..والعسكريين يمنعهم كبريائهم عنه.
الواقع يقول
أن القصر الجمهوري بكاملة لايزال في قبضة المليشيا وان
جزءا لابستهان به من القيادة العامة وان قيادة جهاز المخابرات تحت سيطرتها الي جانب مطار الخرطوم وقيادة سلاح الطيران بالإضافة الي منطقة الخرطوم المركزية ومباني وزارة الداخلية وقيادة قوات الاحتياط(الدفاع الشعبي سابقا) والكتيبة الاستراتيجية وجميع مقرات الأجهزة العسكرية في شارع، 61 العمارات وتضم عددا لايستهان به من المقرات الإدارية للقوات المسلحة ووصلت المليشيا الي استلام مجمع اليرموك الصناعي وجزء كبير من سلاح الإشارة ومقر منظومة الصناعات الدفاعية ومصفاة الجيلي وقاعدة قري العسكرية وتسيطر المليشيا على كبري سوبا وشرق النيل والمك نمر والفتيحاب من جهة الخرطوم .. وكبري شمبات وسلاح المظلات ومرفق مع كل ذلك مقر الإذاعة والتلفزيون وماجاوره من مباني حكومية ..
ونسقط هنا انتشار قوات المليشيا في شوارع العاصمة واحيائها المختلفة باعتباره غير ذي تأثير..
تكاد المليشيا تكون مسيطرة عل. جميع مداخل العاصمة حيث تسيطر على المدخل الجنوبي على طريق مدني،وتنشر قواتها على المداخل الغربية طريقي باره وشريان الشمال وتنتشر كذلك على مدخل طريق التحدي شمالا .. هذا على مستوى الخرطوم ..
في الولايات تفرض المليشيا
حصارا محكما على مدينة الأبيض واستولت بالكامل على كتم وسيطرت على أجزاء واسعة من مدينة الجنينة.
هذا هو الواقع على الأرض واذا
نظرنا الي الأمر مجردين من العاطفة مرفقا مع نتائج معركة اليوم السبت نجد أن النصر الذي نمني أنفسنا به وندغدغ
به عواطف الشعب المغلوب على أمره لن يكون في القريب العاجل هذا إن حدث بعد إعمال النظر كرتين في ان الناطق الرسمي للقوات المسلحة الي الآن لايجد مكانا ليعقد فيه مؤتمرا صحافيا ليشرح فيه موقف قواته ومصير ومسير العمليات الحربية ..
يبقى علينا التفكير مليا في العواقب المرتبة في الاستمرار بهذه الحرب والي أين ستقودنا
اذا ما حدث ما لايحمد عقباه وجميعنا نخشاه.. عندها لن يفلح عض أصابع الندم ولا خطة مهاويس النظام المباد القائمة بحسب ما ينسرب من دهاليزهم اعلان حكومة في إحدى مدن الشمال أو حكومة من إحدى دول الجوار لان حميدتي ليست بالحوثي ولا الصراع مع المليشيا تغزيه الروح الطائفية ..
نعم سيطرة المليشيا على السلطة ربما يؤدي بالبلاد الي
سيناريوهات كارثية ولكنه أيضا لن يدعم خطة من أججوا
الحرب في نزع الأقاليم الشمالية عن جسد هذا الوطن .. ونقول طالما كان
هناك طريق يجعل بالإمكان تحاشي كل ذلك وجب على الجميع أن يدفعوا باتجاهه
الا هل بلغت اللهم فاشهد
وبس
#لازم_تقيف
#جدة_اخير
#قلبي_على_وطني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى