كرم اهل المناقل..احمد مصطفي اب كاشي مثالا
حينما احيل الوالد للمعاش من وزارة الرى والتي قضاها باقسام المشروع وبامتداد المناقل،كان خياره ان يرحل لمدينة المناقل لتكون سكنا واقامه له بعد مغادرة البيت الحكومه بتفاتيش واقسام المشروع،كان برنامج الاسره في ذلك الوقت،ان تكون المناقل وجهه مؤقته لبعض الوقت ومن ثم الرحيل منها،ولكن شاءت الاقدار ان تطول اقامتنا فيها سنينا عددا من عمرنا، ولم نرحل منها مؤخرا الا (للشديد القوى) كما يقولون، ورغم مرور السنين الطويله علي رحيلنا منها،الا انها مازالت في القلب كمدينه اصنفها دوما في كتاباتي انها من اخر المدن الفاضله التي تبقت من مدن السودان المتريفه والمتمدنه والمشبعه بقيم الانسانيه والتراث الجميل،وانسان المناقل تكاد تعرفه من ملامحه اذا التقيته، او من مواقفه البطوليه اذا قرات عنه،فان حواسك لاتخطئ انسان المناقل،وهذا ماحدث لي،وحتي اكون بارتباط مع اهل المناقل واخباره واخبار المنطقه اكاد اكون مشترك في كل قروبات المناقل بكافة الوسائط واكثر من ثلاثه ارباع اصدقائي من المناقل وقراها واغلبهم لم التق بهم وجواز مرورهم انهم من المناقل وهذا يكفي.
حينما قامت جامعة المناقل،اشتهرت المنطقه وعرفها الناس بكرمهم وطيبتهم وحسن ضيافتهم،وزالت المخاوف لدي الطلاب من الجنسين واهليهم بالضروره من انهم في منطقه امنه وان ابنائهم في ايدى امينه،وفي كل يوم تروى القصص التي تعكس اصالة انسان محلية المناقل بقراها البالغ عددها اكثر من 440 قريه.
في قروب رئيس يضم كل ابناء المناقل،نشرت احدى الطالبات وثلاثه من رفيقاتها بانهن بصدد الوصول او في طريقهن للمناقل حيث تم قبولهن بالجامعه ويبحثن عن منزل للايجار يكون قريبا من الجامعه،وبعد مده قصيره انهالت علي الطالبه العروض من اهل المناقل واغلبهم رحب بهن باستضافتهن ومنهم صديقي المنقالي الجميل احمد مصطفي اب كاشي والذي كان رده (علي الحرام يجو منزلي والتزم بكل مايلزمهن ومسؤول عن كل مايهمهن من ترحيل وخلافه وسكن واعاشه) كان تعليقي للطالبات بانهن في المناقل حيث ان كل بيت فيها عباره عن ديوان ومضيفه للضيوف.
التحيه لاهل المناقل فردا فردا وبيت وبيت وحله حله وكنبو كنبو،اتمني في زمن المسغبه هذا ان تعلن المناقل وبقيه المدن بانها خاليه من بيوت الايجار للطلاب واستضافة الطلاب من خارج المنطقه واحياء قيم التكافل والتراحم في زمن المسغبه هذا الي ان تنقشع سحابة هذا الحزن.