الأعمدة

*عندما عادت أسراب طائر الهوى .( ٤ ): الأستاذ / صلاح محمد الحسن

كانت الأوراق يقبع من خلفها الطريق إلى الويلات والبعثرة فهم يدرون أم لا يدرون ؟
وكانت المخططات يقبع من خلفها الطريق إلى المتغيرات والمصالح فهم يدرون أم لا يدرون ؟
وبعد أن جلسوا على مقاليد السلطة الانتقالية ٢٠١٩م بالبلاد ماذا كانت النتيجة وماذا فعلوا ، والمتلازمين معهم .؟ هل مهدوا الطريق إلى تدمير السودان بحجة التغيير وهم لا يشعرون ، أم يقصدون ذلك بمراحل متوالية ؟
بعد إسقاط نظام البشير والحملة الإعلامية والحيازة علي الوثيقة الدستورية والسيطرة وتحقيق المكاسب من اللجان التي شكلتها وانتهاز الفرصة في تنفيذ الإقصاءات والقضاء على كل المشاركين في النظام السابق والمناوئين وإبعاد الفلول
لا شيء يضيع السودان غير أهله لأنهم غير متفقين فيما بينهم . مما أفرز من ذلك التخبط السياسي أحزاب ومكونات متنافرة ومنقسمة فيما بينها .
كيف يستقيم هذا الأمر في وطن يسعى أهله لتطويره وتنميته في نهضة وطنية شاملة ، تجعل منه علما بارزا وسط العالمين العربي والإسلامي وسائر الأمم ؟
جاءت الوثيقة الدستورية عام ٢٠١٩ م وعدم الإلتزام بها جعلها وثيقة معطوبة غير أنها مخادعة كاذبة بالرغم من اتخاذها شكلا بروتوكوليا فقط في الاحتفالات والتوقيع عليها ، ولم تتخذ من التنفيذ لمضامين بنودها الملزمة للأطراف الموقعة عليها بين المكونين .
كانت أول الخروقات للفصل الخامس المادة ( ١٥ ) الفقرة ( ١ ) من الوثيقة الدستورية الانتقالية عدم الالتزام بالكفاءات الوطنية المستقلة .
ثم بدأت بعد ذلك المعركة . معركة عدم الالتزام بمتبقي البنود المهمة . كان ذلك نتيجة لفقدان الثقة بين الأطراف الموقعة .
وكان لكل من الأطراف الموقعة أجندة يلعب بها لصالحه من خلال تجاوز هذه البنود .
وبعد مرور عام على ذلك ، والحاضنة السياسية ( قحًت ) أدخلت رئيس الوزراء الدكتور / عبد الله حمدوك ، في ضغط سياسي أثرت عليه وأفقدته إرادة التصرف واتخاذ القرار السليم ، مما أوقعتهم في أخطاء وتخبط سياسي غير مدروس منهم ، ولا من عواقبه .
نتجت من ذلك أزمات أضرت بأجزاء من الوطن في أمنه واستقراره وكذلك في ( معايش الناس ) .
كل المآلات يتحمل وزرها الحاضنة السياسية ( قحًت ) فهي في ذلك الوقت كادت أن تتسبب في الإطاحة بحمدوك من إدارة الدولة . سواء كان بتقديم استقالته أسوة بالوزراء الذين أجبروا على تقديم استقالاتهم أو غيرها .
فكيف لرئيس الوزراء أن يعمل بهدوء وحنكة وحرية وخبرة اكتسبها من عمله على المستوى الإقليمي والعالمي تحت ظل هذه المضايقات السلبية الخاطئة من الحاضنة السياسية ( قحت ) التي تعاني من عدم التوافق بين مكوناتها ولا تستند على هيكلة تنظيمية قوية ثابتة .
وإنما توافق سياسي مرحلي بدأ متأخرا أثناء اشتعال الثورة في شهر يناير من عام ٢٠١٩ م ببيانهم الممهور منهم في يوم ١٨ / أبريل من تاريخ الشهر نفسه .
في ظل تناقض التكوين السياسي والأحزاب المتشرذمة والسباق السلطوي والمكاسب الضيقة وفي الصراع الواضح الذي يضع الوطن بين المطرقة والسندان في أن يكون أو لا يكون .
فقد كان كل ما حدث ونشاهده متوقعا .
ثم ماذا بعد .؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى