الأعمدة

اقصر الطرق لتفادي زلزال السودان المدمر

الاسبوع الماضي انشغل الناس، بل تابع الملايين عبر قنوات فضائيه كثيره،الاضرابات التي انتظمت بريطانيا،او الامبرطوريه العظمي التي كانت في يوم ما لاتغيب عنها الشمس لكثرة مستعمراتها،ولكن يبدو او انه تاكد فعلا ان دوام الحال من المحال، ولم تعد بريطانيا، من الان فصاعدا انها الامبراطوريه العظمي،من واقع انتهاج قادتها لسياسه رعناء افضت بخروجها من الاتحاد الاوربي منذ ثلاثه اعوام،مما عرضها لهزات اصابت اقتصادها في مقتل ،بحيث بلغت خسارتها جراء البريكست مايقدر بمأئة مليار دولار سنويا،الامر الذي ولاسباب اخرى زاد من نسبة التضخم بارقام قياسيه،نتج عن ذلك موجة الاضرابات التي انتظمت كل القطاعات الحكوميه والخاصه واضراب المعلمين وكل الفئات،بل تاهب الجيش لاول مره بسبب موجة الاضرابات،وقد قدرت خساير اضرابات المعلمين بنحو1.7مليار دولار خلال ثمانية اشهر،بمشاركة ثلاثمأئة الف معلم،مطالبين برفع اجورهم وتحسين بيئة العمل،هذه الاحداث واسباب اخرى ربما وضعت انجلترا ولاول مره في موقف ان تطلب عون من صندوق النقد الدولي ودعم امريكا والدول الصديقه.
بداية هذا الاسبوع صدم المجتمع الدولي بفاجعة الزلازل المدمره التي ضربت سوريا وتركيا وخلفت عشرات الالاف من القتلي والجرحي وفقدان اكثر من ثلاثة عشر مليون شخص لمنازلهم جراء سلسلة ارتدادات زلازل ضربت تركيا وسوريا،بخلاف المناظر المؤلمه التي صاحبتها والاثار المترتبه عليها،مما جعل تركيا وسوريا في موقف لايحسد عليه.
واذا استرجعنا الكوارث والاوبئه والامراض ومنها الكرونا وماسياتي بعدها،يمكن قراءة ماسيمر به العالم من كوارث طبيعيه وبيئيه خلال العقد القادم لتغير المناخ،مما يدفع كل دول العالم لتغيير سياساتها التي تؤمن اقتصادياتها وتحمي شعوبها من الكوارث،وهذا يتطلب ان تنكفئ اي دوله في الحفاظ علي مواردها واستغلالها في كل مايؤمن اقتصادها ويكفيها شر الكوارث والامراض والسيول والزلازل،بتوفير كل المعينات لمجابهة هذه الاخطار التي لايسلم منها اي دوله مهما عظمت،وهذا سيترتب عليه،انه لن يكون في مقدور اي دوله من دعم اخرى الا في حدود ضيقه جدا وملحه للغايه،وهذا مالم ينتبه له الذين يتصارعون الان حول قسمة الثروه والسلطه تعينهم علي الدعم الخارجي وليس لديهم اي خطه سوي الاعتماد كليا علي الدعم والذي لن يكون كما يتوقعوه،الامر الذي سيفشل معه كل برامجهم التي بنوها علي الدعم الخارجي لدول باتت مهدده وفي حاجه لدعمها في نفسها ناهيك عن تقديم عون لدوله اخرى.
وهذا مايفسر لك حضور كل مناديب دول العالم وزياراتهم المكوكيه وجلوسهم مع اي ناشط او خبير ليس لايجاد حل لمشكلتنا والتي- اي- مشكلتنا حلها في يدنا- انما كل هذه الوفود اتت لتامين وضمان مصلحة بلادها من الكوارث ،في استغلال موارد وارضي هذا البلد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى