الأعمدة

هدنة ..

تابعت احد الافلام الأجنبيه شدني جدا ماتابعته ..
كان يحبها جدا يهتم بكل تفاصيلها ويتابع حركه جسدها تعبيرها ينظر لها بعمق ويترجم كل شئ دون ان تتكلم حتي ..لكنها كانت تمل كل ذلك وتمادي في مللها منه ادرجة تحزنه ..
انفصلت عنه لفترة فعرفت قيمهة ما فعلت وعادت نادمة لكنه لم يكن هناك قال لها احتجت لهدنة فتركتك لنفسك ولكني كنت ايضا مع نفسي حاسبتها علي الافراط في المشاعر ولمتها علي اهمال وجودها واعطيتها هي الأخري هدنة فعدتي انتي تبحثين عني وخرجت هي تبحن عن وجودها …
عندما انتهي الفيلم قلت لنفسي مامعني كلمه هدنة وكيف نحصل عليها لنعرف اين نحن ومن نكون لنفهم ماحولنا ونوع البشر الذين يستعمرون حياتنا ..
وماذا لو اخدنا هدنة من كل شئ ..العمل ومتاعبه …التفكير ومصاعبه ..الاجهاد النفسي في تحقيق مانحب …التقرب من الناس الذين نريد …مجاملاتنا المزيفة ..
اسلوبنا المصطنع ..اقنعتنا المستعارة …
تلميع خطواتنا المرهقة ..المكابرة المتعبة ..
رصيد الوخذات الذي يعترضنا ..
التجميل الكاذب ..الكلمات المنمقة ..
لبس عبائة الدين الزائفة…
لغط السلطة وفوضي الكراسي ..تعظيم الجهلاء والروبيضاء …
تقمص الادوار ..تصنع الود .
فتح شراع المحرمات ..الصمت عن الحق ..تدوير قمامة النقاشات وانشاء الضغائن ..
ماذا عن هدنة للسلام النفسي …..
للتجرد من شوائب ممارسه الحياة ..عن لمس الله وعدله في خطانا ..
ماذا لو اخدنا هدنة من معاملة البشر …والبقاء علي ضفاف فطرتنا الأنسانية..
توقعت لو اخذنا هذه الهدنه أن نعود لأنفسنا ان يجد كل بشر حقيقته
أن نكف عن الاذي وعن الغدر وعن البعد وعن مسابقة القدر وعن الخوف والقهر
ان تقف الحروب ويتصالح الناس وتتغير الارض وتعود الطبيعه ويسجد البشر ويرزقون الرحمه والعدل ..
نحتاج لهدنة حقا ..هدنة تجعلنا نعود انقياء كما خلقنا
نحب بصدق ..ونطبق العدل ..وتصح القلوب ويتسامح الكل ..
اظننا سنجو اذا من الله علينا بهدنة …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى