موطيء قلم ) محمد عبد الله برقاوي .. أنه الخوف من العسكر .. فالمدنيون لا ينقلبون !
ربما من نافلة القول ليس إلا التعقيب على تلون وتقلب خطابات قائد الانقلاب البرهان بين ما يصدر منه ببزته العسكرية وبين ما يؤكده خلال الجلسات التفاوضية منذ توقيعه ونائبه حميدتي على الإتفاق الإطاري.. بل قد يقول لنا البعض ان الكتابة حول لولوة الرجل المكشوفة هي من قبيل مضيعة الوقت إذا ما نظرنا إلى عدم توازن مواقف الرجل الذي يبدو مشدودا إلى عقلية مخاوفه الذاتية الباطنة بالقدر الذي أربك بوصلته و شتتها عن تحديد الوجهة التي يريد أن ينيخ فيها بعير مستقبله الرمادي ما بين رغبته الجامحة في حكم لم يملك الكفاءة لتوطيده بالتراضي الوفاقي في زمن الشراكة و لا هو وفر له الروافع الشعبية التي تدفع به إلى أن يصبح ديكتاتورا كامل الدسم كسابقيه بعد أن راهن على البندقية التي اتكأ عليها منفردا بالحكم لاسيما بعد أن تباعدت لغة الانسجام بينه وبين شريكه في الإنقلاب قائد الدعم السريع الذي نفض كلتا يديه عنه .
غير ان حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد تحتم على كل قلم يهمه أن يخرج من عنق الزجاجة بالسلامة هذا الوطن المنكوب بوصاية عسكره و نرجسية سياسيه . لذا تجدنا نخضع كل كلمة تقال للتحليل البعيد عن التأويل الذي يقوم على هوى النفس الإمارة بالسوء .
وعطفا على خطاب الرجل الذي أطلقه على الهواء اليوم من إحدى جولاته في معسكرات الجيش ..فمن الواضح أنه خطاب اراد منه القائد العام استثارة حمية الجيش ليضمن تعاطفه ويأمن جانبه وقد شعر بوجوب الإحتماء برفاق السلاح وهو يلمح لهم بأنهم مستهدفون في وحدتهم و كرامتهم وليبين لهم أنه المعني بضمان حمايتهم من كل السهام التي تنتاشهم من هذا الطرف أو ذاك ..وكأنه يشعر بململة داخل وحدات قواته المختلفة بعد أن ضاقت ذرعا بميوعة إدارته للدولة التي تركها نهبا لقيادات الحركات المسلحة وهي تعبث باقتصادها وامنها و تجبر المواطن على دفع فاتورة طيشهم وهو الذي لم يعد ظهره المكشوف يحتمل المزيد من السياط .
وهو كقائد وبصفته السياسية والأمنية لم يحرك ساكنا لفرض هيبة الدولة وليس لديه الجرأة على مغادرة المشهد خوفا من عاقبة ذلك .
اذا هو خطاب موجه للجيش و فيه تحذير مبطن لقائد الدعم السريع ..اما مسألة إقحام حياده بين الكتل المدنية فهو من قبيل الرمية التي تسبق اغنية الحقيبة أو ما يسمى بلزوم ما لا يلزم في قوافي القريض ..لانه يعلم أن المدنيين ببساطة لا يملكون ادوات الانقلابات عليه رغم استمرار فوران ثورتهم !