الأعمدة

وزنك بصل ..

عرضت القنوات الفضائية خبرا مصورا لعريس باكستاني مقيم في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة اراد أن يعبر عن حبه واعتزازه بعروسته الجميلة بأن قرر أن يكون مهرها ما يعادل وزنها ذهبا ..و رغم أن التعليقات تفاوتت مابين مصدق لحقيقة القوالب الصفراء التي وضعها في كفة الميزان المقابلة لثقل العروسة المحظوظة بينما قال فريق آخر أن تلك السبائك ما هي إلا قوالب حديد مصبوغة بطلاء اصفر لمجرد الاستعراض الدعائي .
ولكن من جانب آخر شاهدنا ازدحاما مصورا يتدافع فيه مواطنون سوريون ليس للحصول على ذهب يتم توزيعه عليهم ..وانما كان تدافعا للحصول على كيس او مجرد كيلو … كيلو بصل فقط اي والله نعم .
فقد بلغ سعر الكيلو منه في سوريا ولبنان ما يعادل دولار ونصف بالتمام والكمال لأن مرد الازمة هو غرق حقول البصل في الهند اكبر مصدر له وكذلك باكستان بسبب الفيضانات التي اجتاحت البلدين . إضافة إلى نقص الأسمدة والبذور التي كانت ترد من روسيا وأوكرانيا بعد اندلاع تلك الحرب اللعينة هناك .
إحدى الفتيات من بلاد الشام علقت قائلة إنها تتمنى أن تكون شبكة عرسها ومهرها و كسوتها ومؤخر صداقها بصلا وهي سخرية تعكس مدى روح الدعابة التي تخلفها الأزمات في تلك الشعوب العربية التي كانت في يوم من الايام تهزأ بالأشياء الحقيرة وتصفها بأنها لا تساوي البصلة . فصار ت اليوم عرائسها تتمنى أن يكون ( وزنها بصلا) وليس ذهبا !
ونتمنى أن يسمع تجار البصل الذي يعاني سوقه كسادا عندنا بتلك الحكاية ليس لجعل سعره بالدولار أو يبالغوا في تسعيرته بالعملة المحلية وانما ليشدوا العزم على تصديره إلى بلاد الشام مثلا و يزيدوا من صادر الناتج القومي و يرفدوا الخزينة العامة بالعملة الصعبة على أمل أن يكون السيد جبريل قد ترك
في أولوياتهم بينما في بلاد أخرى يساوي وزنه بصلا !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى