الأعمدة

حسام حسن : 41 بطولة + 21 خناقة ومحضر!

ـ حسام حسن حسنين أحمد (10 أغسطس 1966) مواليد العزبة البحرية التابعة لمنطقة حلوان جنوب القاهرة.. ابراهيم حسن حسنين ، توأمه ، في المولد والروح والفكر .. جسدان برأس واحدة.
ـ شارك حسام وابراهيم مع زملاءهما في الأهلي والزمالك والمنتخب في الحصول على 41 لقب بطولة وكأس .. حسام الأكثر نجومية وشهرة وتوج بلقب عميد لاعبي العالم في 2001 .. ولمزيد من إنجازاته الشخصية ، يمكن الرجوع إلى أي موقع كروي على الشبكة الألكترونية ، المتواجدة على الساحة ، للإطلاع على التفاصيل والتواريخ.
ـ تاريخ التوأمين له سجل آخر ، حافل بالمشاكل ، يمكن إيجازه في 21 محضروخناقة ، تم تحريرها ضدهما في أقسام الشرطة ، لتعديه بالضرب على مواطنين ورجال شرطة ، والتعدي بالسب على مدربين وحكام وإداريين ، وله مصادمات كارثية في الملاعب العربية وصلت مستوى سحب السلاح من أحد جنود الشرطة اللبنانية المكلفين بأمن الملاعب ، ولمزيد من التفاصيل عن المشاغبات، راجع ما سرده الصحفي محمد أنور على موقع بوابة أخبار اليوم ( 12 يناير 2018 ) وما كتبه الصحفي حسام مجدي على الموقع الالكتروني (القاهرة 24 ) بتاريخ 4/1/2023.
ـ إسناد المهمة لحسام بالأمر المباشر ، جاء باعتباره الرجل الذي تنتظره الجماهير لتخليصها من حالة الانكسار، وإستعادة الهيبة المفقودة في أفريقيا ، وتقديم الكرة الجميلة الممتعة التي قدمناها مع حسن شحاته ، قبل التأهل المضمون للمونديال برأي الخبراء والنقاد.
ـ إلا أن للكابتن حسام صورتان داخل الذهن الجمعي لجماهير كرة القدم الغفيرة ، بمختلف تنوعاتها الاجتماعية .. صورة لمحارب ، وأخرى لظل محارب ، عند البعض ، بطل تحدى الفقر ، عصامي ، بدأ من الصفر ، لم يصعد سلم الحياة الاجتماعية بالتعليم ، ولا بثروة ورثها ، يشق طريقه بعرق جبينه ، يتحدى الفشل بعرق جبينه .. وعند آخرين ، “أزمة وكارثة” ، اعتداء وسب ، حماقة وتهور يمتد إلى خارج الحدود، وقد امتد من قبل مرة واثنتين ، وثلاث .. ورغم كل ذلك ، قررت القيادة السياسية تولي حسام حسن تدريب منتخبنا الكروي ، ما يشير إلى أن المقصد يتجاوز كرة القدم ، باعتبار أن القيادة السياسية منشغلة بقضايا الأمن القومي ، وأن الهدف يمتد للسياسة والدولار ،وربما الدستور.
نبدأ بالسياسة :
في أعقاب نكسة “كوت ديفوار” وخروج منتخبنا من المنافسة مطأطىء الرأس ، وتصاعد حالة الغضب العارم من وكسة الكرة ، على إيقاع غضب شعبي بسببب الغلاء الفاحش والأوضاع الاقتصادية المأزومة ، رأت دوائر صنع القرار ضرورة تهدئة الرأي العام الكروي بالاستجابة لتوجهات غالبيته في تعيين حسام (البطل) حيث أن مساحة الغضب مكتظة بشرائح اجتماعية متضررة من الأوضاع المعيشية ، تضعها على أهبة الاستعداد للتظاهر والإعتراض بصوت عال ، و”المشرحة مش ناقصة قتلى” ، خصوصا في ظل مستجدات الحرب الإجرامية للصهاينة على غزة ورفح ، وانفتاح كل السيناريوهات االمتشاءمة ، لمآلات ، التطورات هناك وتهور نتينياهو ، ما يستلزم تقليل حدة الاحتقان على الجبهة الداخلية لمصر، بنظرية الاحتواء.
المدهش في الأمر أن سبق وعاش الوسط الرياضي، أزمة الرئيس السابق للزمالك ، مرتضى منصور، مع المجتمع الرياضي ،بجميع أطرافه تقريبا ، وعجز الوزير (وقتها) عن التصدي لحالة مرتضى منصور، وفتش عن “الاستقواء” بالسياسة، لكنها لم يجدها ، فلجأ إلى الاسترضاء، والاستجداء .
القوانين والتشريعات:
يستمد السيد الوزير شرعيته من التعيين ، بموجب قرار رئاسي ، ويستمد المجتمع الأهلي الرياضي شرعيته من الانتخابات ، وبين الاثنين تدور عجلة الرياضة في مصر بمقود “كرة القدم” .. مرة نجد “شرعية التعيين” لديها الحق في مصادرة قرارات تم اعتمادها من هيئات وكيانات رياضية تشكلت بموجب إرادة حرة ، من ملايين المواطنين المصريين ، وعلى سبيل المثال ، سجلت محاضر اجتماع بعض الجمعيات العمموية حالات رفض للميزانية المقدمة من مجلس الإدارة للأعضاء، ما يستدعي تدخل الجهة الإدارية لإنفاذ إرادة أعضاء الجعيات العوممية ، لكن الجهة الإدارية نحت ننفسها باللائحة التنفيذية .. ومرة نجد “شرعية المعينين” تتغول على “شرعية المنتخبين” وتمارس اختصاصاتها ،على النحو الذي جاء بحسام حسن إلى مقعد المدير الفني للمنتخب ، وعلى غير رغبة اتحاد كرة القدم (صاحب الاختصاص) الذي سبق وأن أكد قبل 48 ساعة ممن قرار تعيين حسام ، أن المدرب القادم للمنتخب خواجه وليس وطني.
التشريعات الرياضية في مصر يتم تجريفها من أهدافها الاجتماعية واالثقافية ، باللوائح التنفيذية ، التي تفتح أبواب الاستثناءات ، بما يخل بمبدأ المساواة بين المواطنين ، ..لوائح تعلي قبضة التعيين ، على إرادة المنتخبين.
ننتقل إلى الاقتصاد:
ـ تم توظيف الأزمة الدولارية في المشهد كله ، حيث استخدت ورقة “العملة الصعبة” لتمرير الكابتن ، تحت حجة الراتب االضخم للخواجة البرتغالي فيتوريا الذي يتكلف 220 ألف يورو شهريا (الأعلى بين مدربي قارة أفريقيا) ، وكأن كل تلك “اليوروهات” ، عند توفيرها من الجبلاية ، ستدخل الخزانة العامة للدولة ، وجحا أولى بلحم طوره ( لمؤاخذة ) ، وحتى لو دخلت البنك المركزي (خيال علمي) هناك 600 ألف دولار شهريا ، تسددها الأندية رواتب وأجور 11 “خواجة” يدربون الأندية المصرية في الدوري العام .. حجة الدولار ، ينسفها واقع الإنفاق على “الخواجات” في الكرة ، وربما في غيرها ، منذ بداية الأزمة الاقتصادية العام 2015.
*****
ـ استحضرت الحكومة حسام حسن ، تلبية لرغبة “نصف” الرأي العام ، واستجابة لجماعة الضغط الكروي ، المتمثلة في الإعلام والميديا عموما إلى جانب النجوم السابقين كمحللين للمباريات ، باعتبارأن كرة القدم ، طبق الفول الشعبي ، بالزيت الحار، الذي يسد رمق الناس ويساندهم طوال اليوم في مواجهة مشقة الحياة.، ومن غير الملائم أن يتم تقديم طبق الفول على “سرفيس” فرنساوي أو خواجاتي .. يا طعامة الفول من عربة جائلة على ناصية الشارع ،في طبق صغير مشكوك في نظافته ، مع البصل الاخضر..ولا ننسى أن كرة القدم تجلب البهجة على الشعب دون أن تتكلف الدولة أعباء مالية بشرط عدم فرض ضرائب أو رسوم على البهجة.
أحمد عادل هاشم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى