الأعمدة

فضفضة مشروعة ..

قبل اليوم كان عنوان عمودي هذا فضفضة مشروعة تركت داخله مساحات حرة لنناقش مانريد ومانحب ونفتح اسرار الجرائم المجتمعية بوعي وحذر ..
لكني بعد صراع طويل من الايام وبعد ان تملكني اليأس من تغيير الواقع المجتمعي الي اطار الوعي المقنن حولت اسمي عمودي الي شوشرة
مجرد حروف متناثرة تلسع احيانا ..وتططبب احيانا اخري الي ان تستقيم الرؤي ونعرف اين نحن وكيف ..
واليوم استعدت زاكرتي فضفضة مشروعة لااكتب كلمات مشروعة جدا ..
قد فقدت الحياة كثيرا جدا من الامان وقد ضاع البشر بين تكوينهم التربوي وبين احداثيات التطور وقد اصبح أصل الناس مرهون بقيمتهم المادية …
لذلك انحطت الانساب وسادت فوضي البشر حتي تغيرت المعتقدات وماتت القيم وتمدد الضباب الي الشرائع الدينة ..وسقط الكرامة ..واصبح الكذب تفاخرا ..واللص قائد والشريف مجرم ..والجاهل يحترم بماله ..والعالم ينصرف عنه الناس لفقره ..
ورثنا اليتم في كل شئ حولنا لدرجة اننا لانعرف لمن ننتمي ومن يعولنا ويصلحنا ..
الصداقة اصبحت اكبر كوارث الأرض بالخذلان والغدر
والحب عملة صعبة يكسر بها الاغلبية رتابة ايامهم ثم يمضون دون مسؤلية ..
والعمل اصبح مثل الفعل الحرام اذا كان رزقه حلال ..ولاتحترم الا عندما يموت ضميرك ويكثر مالك ..ويبرق هندامك ….
والاهل سكنو غابات الغدر ينتظرون فرصتهم فيك ليقتلوك من نقطة ضعفك ….
والكل يركب ألة الزمن الاغبر هذا ..فمن يمسك نفسه من سوء الطريق يقع رغما عنه ضحية الحذر ..
ومن يفتح ذراعيه يمتطي رقاب البشر بالحوجات والشهرة المصطنعة ..
ومن يدرك مانحن عليه اليوم فليأتي يجلس معي علي أريكة الانتظار الممل بدل هذا الجهد الضائع في مجاراة الحياة ..
لاني ايقنت أن دائرة البحث تلك لن اجني منها سوي الهلاك
لذلك اكتفيت بقليل من القهوة المطحونة يدويا ..
بعض البخور المعتق بصندل ومسك ..
والكثير من الكتب …
والكثير الكثير من الوحدة والزهد ..
وبعض الهدوء القاتل اوقاتا كثيرة ….
ثم نظارة سوداء احرك عيناي من خلالها دون ان يلتفت لي احد ..اسرق من خلالها تعابير الوجوه المتعبة …الاقنعة المزيفة …لمعة الغدر التي تستطون بؤرة اعينهم ..
كل سلوك منهم اراه ..اضحك مرة اصمت اخري ..احزن مرة وانسي كثيرا ..
ثم اقول لنفسي انها فضفضة مشروعة تطورت لمجرد شوشرة ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى