لو يعرفوننا !
عاشت العاصمة الخرطوم أجواء لطيفة في بعض أيام رمضان.. فازدانت القلوب بربيع أنساها لفحات الصيف اللاهب.
شهدت الكهرباء بعض الاستقرار.. فانفرجت الأسارير رضا وسعادة.
حدثت وفرة في بعض السلع الغذائية رغم لسعة الأسعار، فارتفعت الروح المعنوية لعنان السماء.
حدث استقرار لبعض الأسعار في الأسواق ، فعم الفرح وراغت العيون عن كلمة (الكساد).
مخطئون من يظنون أن سقف الرضا شاهق عند السودانيين.
معظمنا بسطاء.. لا نرتجي من الحياة سوى أن نعيشها بسلام وهدوء، لا ننتظر أن نتقلب في مفارش الحرير، ولا تعرف مخادعنا أحلام الرفاهية الناعمة رغم أحقيتنا.
لو علم بعضنا بساطة هذا الشعب، وأحلامه الصغيرة، ومحبته للحياة بنكهات الاستقرار والأمن والسلام.. لما أغرقونا في الحفر المفخخة تحت المياه التي نسبح فيها.
مشكلتهم أنهم لم يعرفونا جيدا..
ومشكلتنا أننا لم نشرح بساطتنا لهم جيداً..
هل هم المقصرون .. أم نحن؟
يوم نعرف الإجابة .. سنعرف الطريق.