لا وقت للتلاوم ولا فائدة من الهروب ..!
لم يعد من المفيد محاولة إحراز نصر اعلامي من هذا الطرف أو ذاك ..لأن النشوة المؤقتة إحساسا بالظفر هي فقاعة كاذبة لن تلبث أن تطير في فضاءات الوهم مع أبخرة دخان احتراق الوطن في معركة يصبح الكل فيها مهزوم باحلامه أنه سيحكم وطنا لن يجده حينما تضع المعارك أوزارها على بقايا حوائط الطموح .لن يجدي الان التلاوم ولا فائدة ترجى من أن يرمي كل طرف تبعات ما يجري على الاخر هروبا من السنة النيران التي تحرق كل الوجوه لن تستثني ثوارا ولا فلولا !
فالكل يتحمل وزر الكارثة .. فحقيقة العسكريين انهم لم يختلفوا في القضايا الوطنية بل دافعهم الاول هو مصالحهم الخاصة التي جعلوا من مناصبهم ومؤسساتها درعا لحمايتها و مصدا لنيران الطرف الآخر ..فكلا الطرفين هما انقلابيان آثمان ..ومن صفقوا لهما منذ اعتصام القصر هم يمكن تصنيفهم من فصيلة النافخين في مستصغر الشرر من وقت مبكر .
و يتحمل مسئؤلية الحاصل جماعة الإطاري الذين ضيقوا سعته التي كان من الممكن أن تصبح شراعا وافرا للعبور بمركب الأزمة إلى أقرب جزيرة تنجي الوطن ولو مؤقتا ومن ثم تمهد لبلوغه ضفة الامان بتكاتف اياد الجميع في تحريك الدفة التي أراد البعض التعالي على الآخرين و الاستئثار بها دون غيره وهو يعلم أن بقية الايادي التي رفضوا مصافحتها باستثناء فلول النظام الآفل ستعرقل لا محالة ذلك الإبحار المتعثر وهاهي نتيجة عدم التقدير و غياب الحكمة التي تقتضي التواضع الى درجة التنازل !
الان لابد من إيجاد مخرج يسعى إلى أحداثه في حائط المشهد جميع من شاركوا في ذلك الانسداد ..لا ليتدافعوا للخروج عبره هروبا من الحريق الذي اشعلوه وانما ليخرجوا من بوابته ما تبقى من جسد هذا الوطن ..لأن في احتراقه سيفنى الجميع ..القاتل قبل المقتول . حيث لن يجدي الندم في ضحى يوم التباكي .
حما الله السودان من شرور ابنائه اما اعدائه فهم معلومون ولن يطالوا أهدافهم متى ما كنا نحن أهل البلاد درقة لضمان سلامتها لا سيفا مسلطا علي رقبتها النازفة اصلا .
أنه المولى المجيب الكريم . وهو من وراء القصد .