الأخبار

لماذا الهدنة ضرورية ولماذا تم اختراقها مرتين وما هو الحل؟

رصدت مونتي كاروو نقاشاً لمجموعة من المدافعين عن حقوق الإنسان وخبراء في مجالات العون والغوث الإنساني على منصة كلوب هاوس، حول الهدنة المقترحة لمساعدة المدنيين والعاملين في مجالات الغوث والعون الإنساني والخدمات خلال النزاع الدائر الآن بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وقد لخصت مونتي كاروو جزءأ من هذا النقاش الذي انحصر حول مجموعة من الأسئلة والنقاشات والحلول المقترحة، وأضافت عليه بعض المعلومات التي حصلت عليها مونتي كاروو من مصادر موثوقة من الجانبين
لماذا الهدنة ضرورية؟
الهدنة هدفها الرئيس وقف الأعمال العدائية بين الطرفين لمدة معلومة ومحددة، وهي ليست بالضرورة نهاية الحرب بل ربما بعدها يتواصل النزاع، هي فقط لأجل أسباب إنسانية بحتة وللسماح لمرور الأدوية والمساعدات والعون والغوث الإنساني للمدنيين، ولضمان وصول عمال الإغاثة والعون الإنساني والعاملين في المجال الطبي والإنساني والإسعاف.
لماذا تم اختراق الهدنة مرتين؟
الهدنة في العادة تحتاج لإرادة الطرفين المتنازعين ولكن هذه الإرادة لا تأتي من فراغ خاصة في الأوقات الأولى للصراع والهيجان والرغبة في الانتصار، ولكن هناك عامل أكثر أهمية يساعد على الدفع بتوفر الإرادة ألا وهي الضغط الجماعي من المجموعات المتأثرة بالصراع.. طبعاً قد يعتقد البعض أن المجموعات المتأثرة هي السكان المدنيين فقط، ولكن الحقيقة التي تغيب عن الكثيرين أن الجنود في الميدان متأثرون كذلك، مرة بسبب الانهاك المتواصل والحاجة للراحة، ومرة بسبب الأثر النفسي من فقدانهم لرفاقهم في الميدان وأهلهم كذلك (الجندي هو أكثر شخص يعلم أضرار الحرب والآن جثث الجنود تملأ الطرقات وتزكم أنوف رفاقهم ما سيتحول إلى كارثة بيئية).
السبب الرئيس لاختراق الهدنة(مع أسباب أخرى) هو صعوبة التواصل بين القيادة والجنود لأحد أطراف النزاع، وهذا بارز عند قوات الدعم السريع( صرح قائد الدعم السريع بأنه يجد صعوبة في التواصل مع جنوده على الأرض)، أحد الأسباب كذلك لاختراق الهدنة وجود مجموعات بين الأطراف المتنازعة ترفض الهدنة وترغب في مواصلة النزاع حتى القضاء على الطرف الآخر، وهذا يبرز عند قوات الجيش، وهنا من الضروري القول إن كتائب الدفاع الشعبي وهيئة العمليات السابقة بجهاز المخابرات التي أعيد أفرادها للعمل مشاركون في الحرب، وهذه قوة لا يُستهان بها ولديها رغبة في مواصلة الحرب حتى ولو تم ذلك بمخالفة أوامر القيادة الميدانية العسكرية؛ ولكن هناك مجموعات لا صلة لها بهذه المجموعات ولكنها ترغب في مواصلة الحرب بسبب الغبن والرغبة في الانتقام!
هذه الأسباب مع محاولات التجييش عبر الإعلام وصياح الموتورين الذي يحاول أن يكون عالياً أدت لاختراق الهدنة مرتين، وستؤدي لاختراق أي هدنة قادمة.
*الأوضاع الآن:*
وزارة الطاقة لديها مشكلة جاز للمحطات الكهربائية، ومحطات المياه تتعرض للدمار، ومخازن الغذاء في الأحياء والمنازل ستواجه شحاً، وشبح المعاناة الشاملة يحوم على الجميع، حتى الأفراد المدنيين الذي يدعمون استمرار الحرب وأسرهم وأقاربهم. العاملون في المجالات الخدمية يواجهون صعوبة في الوصول كما يواجهون خطر القتل والتعرض للانتهاك والنهب وبهذا وبعد وقت قصير لن تجد المؤسسات الخدمية أيادي عاملة ما يعني توقف كل الخدمات كلياً.
اكثر من ستة عشر مستشفى توقفت تماماً عن العمل والأسواق تتعرض للنهب وقتل العاملين فيها وبدأ اقتحام البيوت من بعض الفارين من نيران القتال ما سيؤدي إلى فوضى عارمة يصعب السيطرة عليها، وسيكون القصف والدانات والرصاص الطائش أقل خطراً مما سيحدث خلال المواجهات المباشرة بين المواطنين العُزل وأسرهم والمقاتلين الفارين الباحثين عن طعام ومأوى.
*الحل:*
1- الضغط الشعبي وعلو الأصوات المطالبة بتوقف الحرب حتى ولو لمواقيت محددة حتى يتسنى للمدنيين الوصول للمساعدات الإنسانية والخدمات، وحتى يتسنى لهم ترتيب ما يؤمن حياتهم وحياة أسرهم وأطفالهم احترازاً من تداعيات النزاع المذكورة عالياً،
2- الهدنة لا تتم بالصورة التي كانت في المرتين الماضيتين، ولكن لابد من وجود لجان وساطة موثوق فيها من جانب الطرفين تشرك مكونة من هيئات الأمم المتحدة العاملة في المجال الإنساني والصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوداني على أن يكون مع هذه اللجنة ممثلين للطرفين المتنازعين للاتفاق على مواقيت محددة وكافية للهدنة وتحديد مسارات آمنة للحركة وخرائط تنشر للمواطنين، وتكون هذه اللجنة في حالة انعقاد مستمر
3- أحد شروط الهدنة أن يظل الجنود من الطرفين في أماكن تواجدهم وتحظر عليهم الحركة تماماً، على أن تشرف لجان الوساطة وحدها على العاملين في المجالات الإنسانية لتفريغ جثث الجنود ودفنها
4- توفير قنوات اتصال تشرف عليها هذه اللجنة لإبلاغ القيادات الميدانية والجنود بما تم الاتفاق عليه، مع التهديد بعقوبات رادعة ومباشرة وفورية لكل من يخالف هذه الأوامر، على أن يقتصر دور هذه القنوات والاتصالات على الإبلاغ بما تم الاتفاق إليه حتى لا تتزعزع ثقة الأطراف المتنازعة والمواطنين في دوافع الهدنة وأهدافها،
5- في حالة حدوث خرق للهدنة تكون أحد مهام اللجنة إبلاغ قيادة الطرف المعتدي ومعالجة الخرق فوراً حتى لا تنهار الهدنة (يجب أن تستمر الهدنة حتى في حالة وجود خروقات محدودة)
6- وجود مراقبين محترفين من الجهات المحلية والدولية لضمان سريان الهدنة وتحقيق أهدافها والتقرير بأي انتهاك أو خرق لها.
مونتي كاروو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى