الأعمدة

هي حرب البرهان وحميدتي وشركاؤهم .. ليست حرباً تخوضها الدولة السودانية !!! محمد الفاتح حضرة

طيلة أيام حرب البرهان حميدتي ، غابت الدولة تماماً..
لا وجود ولاظهور البتة البتة لأي جهاز من أجهزة الدولة يقدمة خدمة عامة للمواطنين ..
غياب وإنقطاع تااام لكل الخدمات العامة ..
حتي الخدمات المدفوعة القيمة مُقدماً..توقفت
لا خدمات عامة من صحة او تعليم ولا أمن ولا تأمين ..
لا كهرباء ولامياه شرب..
لا وقود للسيارات الخاصة أو للمركبات العامة..
لا وقود للمستشفيات ولا لمحطات المياه وإنتاج الكهرباء..
لا نقل عام و لا مواصلات ولا طيران ولا قطارات ولا إسعاف ..
لا تنظيم لأية عمليات إغاثة او نقل او إجلاء للمدنيين والمرضي من اماكن الإشتباكات !!!
أين غابت الحكومة الإتحادية
أين هي حكومة ولاية الخرطوم
أين قوات الشرطة والمطافيء
أين سيارات الإسعاف والطوارئ
أين هي مركبات وناقلات الجنود التي يتم تسخيرها لنقل وإجلاء الشعب في هكذا ظروف
أين ذهب الجيش وبصاته السياحية المكيفة التي ينقل بها العساكر والجنود ..
أين هي أطقم وأرتال الأطباء والمسعفين الذين يعملون في السلاح الطبي ويتحمل المواطن مرتباتهم ومخصصاتهم من السيارات والإمتيازات

أين قوات الدعم السريع وسيارات إسعافها وحافلات نقل المواطنين مجاناً التي كانت قد ظهرت بعد جريمة فض اعتصام القيادة العامة
يا سادتي ..
كلا طرفي هذه الحرب إنما هو مشغول فقط بقتل وتدمير الآخر وحماية ورعاية مصالحه ومصالح شركائه ، سواءً السودانيون منهم أو الأجانب
ياسادتي..
كل هذه الاجهزة والمؤسسات والجيوش والقوات النظامية التي أُنشئت لخدمة المواطنين وحمايتهم وتأمينهم ، إنما هي الآن مكرسة بالكااااااامل لخدمة فئة محدودة من السودانيين ، هي فئة القادة ورؤساء السلطة في السودان وفئة تجار الحروب والأزمات
لماذا أدعم أو أناصر جيشاً لا أجده حينما أحتاج اليه
جيش البرهان ..
إنما يدعم ويحمي فئة محدودة جداً من الشعب السوداني وهي تدعمه الآن في هذه الحرب العبثية.
كذلك..
قوات الدعم السريع إنما تحمي فئة محدودة جداً من الشعب السوداني ، وهي الآن تدعمهم وتناصرهم.
كذلك الساسة والنشطاء السودانيين ، كلاً حسب أجندته ومصالحه تجده ينحاز الي أحد طرفي هذه الحرب
قحت ..
تناصر جيش حميدتي لأن بينهما مصالح مشتركة خاصةً بهما..
الكيزان والمتأسلمين ..
يناصرون البرهان ويرونه سبيلهم الوحيد للقضاء علي قحت وعلي جماعات الجذريين والعلمانيين ..
ولأنه سبيلهم الوحيد الآن للعودة إلى كراسي الحكم..
إنهم أحرارٌ بشأن إختياراتهم..
لهم مناصرة ودعم من يشاؤون..
ولكن ليس من حقهم أن يلزموا أحداً من بقية جماهير الشعب السوداني ان ينحاز الي أحد هذين الطرفين المتقاتلين في هذه الحرب العبثية
يا ايها المتقاتلون ..
لا تتهموا أحداً من أفراد الشعب بالخيانة ، لأجل انه آثر النأي بنفسه عن فتنة الحرب الدائرة بين فصيلين من فصائل القوات النظامية في السودان كان واجبهما حماية الشعب وتراب الوطن ، فحنث كلاً منهما بقسمه وتمرد وخالف القانون والدستور..
ودخل كلاهما في صراعٍ علي السلطة والسيطرة على موارد البلاد وطفقا ضرباً وقذفاً بالقنابل والدبابات والمدفعية الثقيلة والطائرات لا يعبئان بالوطن ولا بالمواطنين ضحايا هذه الحرب
من إختار مناصرة ودعم أحد الطرفين المتقاتلين ، فهو حرٌ ويتحمل أمام الله تبعة هذا الإختيار ..
و لكن يجب عليه كذلك إحترام قرارات كل مواطن سوداني آثر النأي بنفسه وعدم إقحامها في معركة يري انها لن تعود عليه ولا علي وطنه بأية فائدة علي الإطلاق ..
بل يري أنها حرب خبيثة وفتنة عظيمة ستدمر الوطن وتنزلق به نحو أتون حرب أهلية ستمتد ربما الي عشرات السنين
ياسادتي..
كلاً منّا سيأتي عليه يوم يقف فيه بين يديّ الله ، يسأله الله ويحاسبه عن كل صغيرة وكبيرة..
سيسألنا الله عن كل قراراتنا فيما يتعلق بحرب البرهان وحميدتي..
و سيتعين علي كل واحدٍ منّا الإجابة بنفسه و تقديم مبررات إعتزاله لهذه الحرب او مناصرته لأحد الطرفين المتقاتلين..
في ذلك الموقف العظيم ، لن يأتي البرهان او حميدتي او أحد غيرهما ليجادل الله عنك..
بل سيتعين عليك أنت شخصياً تقديم قضية دفاعك
ولن يُقبل منك القول :-
إنما كنت أخوض مع الخائضين
لن يُقبل منك القول:-
لقد كنت ضعيفاً مستضعفاً ، ومضطرٌ للإنحياز الي احد الطرفين
وأنت أيها الجندي الذي نفذ اوامر قادته فأطلق القنابل والرصاص ودمر علي الناس بيوتهم وقتل الأبرياء والمدنيين..
فأعلم أن حسابك مُعجلٌ ، و سيبدأ فوراً لحظة وفاتك ونزع روحك وقبل موتك
لن ينفعك القول :
(( رَبَّنَا ..إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا)).
ستقول لك ملائكة الله :
((إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) .اللهم أهلك الظالمين بالظالمين..
وأخرجنا من هذه الفتنة ساااالمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى