العبور للضفة الاخري…يوميات صبي الدعم السريع.
قصة قصيرة : صديق الحلو
نقرة علي الرمال تحدثها دويبة الأرض من يجدها
تتحقق أمانيه ،البحث عنها في تلك النقر بترقيق الخيط باللعاب ،هي بثمانية أرجل قبيحة المنظر كابو الدرداق ولكنهم يتفاءلون بها .بحثنا عنها ووجدناها ثلاثتنا
حميدون7سنوات لم يختن بعد حامد انا15 سنه ،امي تناديني
حيموده . احمدو ادريس20سنه.
أبي ياسين يربي البهائم ويزرع مساحات صغيرة
في موسم الامطار
يزرع الدخن والسمسم والفول السوداني
والبطيخ.
موسم الأمطار ذلك العام كان شحيحا والجدب
والقحط الذي أصابنا جعلني انا حيموده ،احمدو ادريس وحميدون ان نفكر في الجندية .ماالذي
يحدث اذا ذهبنا
ولم نعد قال حميدون. احمدو
قال انه رأي في الحلم ان الشمس
تشرق من الغرب
وان الغول يلتهم
الناس والأشجار والعمارات.
احمدو دائم التشاؤم والانفعال. هذه المدينة المتوحشة صرنا
فيها منعزلين ومع ذلك علينا ان ندفن البغض والكراهيه ،الجثث
متحللة علي الطرقات ،ذلك ماتنتهي به الصراعات لانتيجة
سوي الفناء.
قالوا لنا؛ عامين في الخدمة ثم منها الي ارض الحرمين (السعودية)لعامين
ثم نعود لنشتري أبقارا وسيارة ونتزوج.
فاجاتنا الحرب في الخرطوم.لم نجد فيها ناقة ولاجمل، ولم تنهار
احلامنا.لم يكن لدينا وقت لدخول المدرسة
وتعلم القراءة او الكتابة.جئنا الي هنا وساعات الهدنات المتعدده تكون اعذب الاوقات نحتسي القهوة نتذكر مراعي الصبا في الديار.
ندندن شقيش قول لي يامروح.
تهنا ولكننا لنا اهل
وبيوت! اكتنفتنا الحيرة من هذه
الحرب العبثية التي لاترحم. الطائرات ترسل جام غضبها نارا علينا الدخان يتصاعد يملأ عنان
السماء. يتملكني
حنين جارف ان اطير الي الديار لاعانق فطومه
حياتي اضحت فارغة. قمرية تقوقي علي شجرة
النيم في السكن
والقمر بدرا علي كبد السماء القمرية تؤنس
وحدتي…كانت ايامنا شاقة ومرهقه. المشي عبر الرصاص صادم ومؤلم تمتليء أرواحنا بالدوار والدنيا نعيم زائل .حولنا كل شيء
منهاره ،ونكون دائمًا علي حافة الموت. حماقات
الانسان لاتنتهي
والنفس بغموضها توردنا
مورد الهلاك.
خودة امي ودعتني علي مشارف الفريق قالت لي حيموده لاتقرب بنات الخرطوم كن
مؤدبا وانت غريب
أبا ياسين من ناحيته ضمني بقوة وهمس لي
حافظ علي صلواتك.الصلاة علي النبي والاستغفار وكن بطلا. وحدها فطومة ودعتني
علي طريقتها الخاصة ،انتصبت
واقفا لوداعها ،اهدتني
خرزة خضراء تميمة من العين
والإصابة ، مع حجاب السبعة آيات المنجيات،
ودعتني بابتسامة
ونظرة ولع وحزن.
وازداد حبي لها التهابا. سقط في كرش الفيل احمدو ذاب في العتمات. حميدون يحب الموسيقي وغناء
ندي القلعة. روحة
ممزقة ويود ملاذ
آمن. رغم عواصف الرعب
الارض لله وهذا وطننا رغم الاغتراب والاحتراب. وللخلاص لابد من الاندماج ،عندما نتأمل حالنا نجد اننا قد فقدنا البوصلة ،إنسان هذا البلد الجميل لايستاهل كل هذا الدمار.
وانما البقاء علي قيد الحياة ،حبها والتمسك بها نماؤها وزرعها بشكل نهائي فاعل
ومؤثر.كنا نحس بأننا أفضل منهم.
لم نفهم الا مؤخرا
إن المأساة عدم
القدرة علي التواصل.
وبدات الحرب التي كنا نخشاها
الكل حولي ينزف
الوجع الدموي.
شباب صغار في مثل عمرنا يوزعون طلقات الرصاص الفارغة
هدايا بدل الحلوي في العيد.
يهتفون بعضهم نواحا. حميدون اصابته رصاصة جعلته يحبو،يخبو
يترنح في ظلمات ثلاث يحلم بالنور
وبغد افضل يصرخ لا احد يغيث. نخاف من القبو المظلم ذلك القبر. فطومه
متشبثه بالأمل في عودتي قريبا لم تيأس.طيفها يأتيني هنا في الخرطوم رغم ويلات الحرب واستمرار المعارك، ارتفع عددٍ الضحايا كثيرًا والخرطوم تغلي علي سطح صفيح ساخن في ابريل. مما يقلقني
تنامي اليأس وتواري الأمل في انتهاءها. اشتم رائحة التآمر والفساد ولكننا جنود مأمورون.
كلهم يحبون السيطرة. والعدو
متغطرس ،صلف،
ومتعالي.
الحرب لاترحم .الاشتباكات،الاخفاقات، والهويات المتعدده.إننا علي شفا فورة عنف لاتبقي ولاتزر ولا مبرر لها.
أيامنا صارت قاسية اضطربت
فيها العاطفة. ستذهر هذه البلاد الرائعة يوما رغم الفوضي . وسنسيطر علي غضبنا الراهن لأننا نعرف كيف نصطاد الغزلان والسمك.وكيف نزرع الأرض بزورا واملا واطفالا وتمني.
وكيف نعبر النهر
للضفة الاخري.