الشاعر أزهري محمد علي يرثي الراحل المقيم فوزي المرضي رحمه الله
كتب الشاعر الجميل ازهري محمد علي فى رحيل الكابتن فوزي المرضى والمغفور له باذن الله يقول :
بعض الناس تسبقهم ارواحهم اليك ..تحسهم حولك كأنهم هالة من الضوء ..او دائرة مغنطيسية جاذبة ..شئ من الحب لا تعرف اسبابه ولا تدرك كنهه ..لكنه يحيط بك ويكمن في خلايا الروح ، وفجاءة يشتعل كعود ثقاب يشتعل ويشعل ذاكرتك ووجدانك .. هكذا كان فوزي المرضي يدخل كالقبس النوري فيضئ ما حوله كأنه كوكب دري ..، مثلي والكثير من عشاق كرة القدم وعشاق الهلال بشكل خاص حجز فوزي مكانه في وجداني بما سطره من جسارة وصدق استحق به اسم الاسد ..لم يكن له من هذا الاسم نصيب فحسب بل كان نصيبه منه اسد بكل تمامه وكماله ..صال وجال ودافع عن اسم السودان والهلال لاعبا ومدربا واداريا ورئيسا للقطاع الرياضي ..متفانياً في كل مهامه وصادقاً ومحباً ومحترماً في محيطه و عند منافسيه ..يعمل في صمت ولا يتحدث عن نفسه ولكن تحدث عنه اعماله ..كان فوزي سداد فرقات كلما حزب الناس امر ذهبوا اليه فلبى النداء كجندي لا تقعده الاعذار والحجج ..جمعني بفوزي نادي الهلال حين كنت رئيساً للقطاع الثقافي بنادي الهلال كنت قريبا منه وكانحاضرًا مشاركا ومحفزا ..سافرنا كثيرا داخل وخارج السودان ، والاسفار تكشف معدن الرجال واصالتهم ..فكان كل مايظهر عنه أصيلاً نبيلاً يؤثر الناس على نفسه ولا يتقدمهم الا عند النوائب والتضحيات ولايتقدم للمغانم ولايتسابق علي الموائد ..يعمل كثيرا ويتحدث قليلا كنا ضمن بعثة نادي الهلال الى سوريا لمباراة الرد ضد المجد السوري ..ومنها الى تونس للقاء النجم الساحلي في دوري الابطال ونحن في دمشق جاءه خبر ان والدته مريضة بالمستشفى قرر العودة من دمشق ورتب حاله قاطعًا رحلته..لم يرق لي عودته وحده في هذا الظرف ، استأذنت الأخ صلاح إدريس رئيس البعثة بمرافقة فوزي حتى لا يكون وحده ..رحب الاخ صلاح بالفكرة فعدت بصحبة فوزي واتجهنا من مطار الخرطوم لمستشفى آسيا ، قدر الله ان يقضي تلك الليلة مع والدته ينال رضاها قبل ان تصعد روحها في اليوم الثاني الى بارئها .ظل فوزي يحفظ ذلك بكل الود ويعلي من قيمة الروابط بيننا كلما توفر بيننا الوصل.. هاهي الحرب تمنعنا من وداع الاصدقاء وتمنحنا الف غصة في الحلق .ذهب فوزي مكلوما بغصة رحيل بنته واصابة زوجته في هذه الحرب الملعونة .. الف رحمة تنزل عليك ايها الرجل الجميل في المخبر والمظهر ونسأل الله أن يجزيك عن صبرك ودماثة خلقك الجنة ..ويعوضنا عن فقدك خيرا عميماً يستحقه اهل السودان ..ويليق بهم..
وانا لله وانا إليه راجعون
أزهري محمد علي
6 مايو2023
