الأعمدة

هل كان انكسار انس عمر للضرورة !

كنا في مقال سابق قد تساءلنا عن اهمية اعتقال القيادي في الحركة الإسلامية اللواء امني متقاعد انس عمر ..وهل من الممكن ان تحصل الجهة التي قامت باعتقاله وهي قوات الدعم السريع على معلومات تخدمها في كشف اي دور للجماعة الإسلامية و فلول النظام البائد في إشعال هذه الحرب اللعينة لتدفع بذلك كحجة تبرئ فيها نفسها من إطلاق الشرارة الاولى كما تتهمها الاطراف المعادية لها في الميدان .
وبالفعل تم تسريب تسجيل مصور بتاريخ اليوم العشرين من مايو الجاري ظهر فيه الرجل بملابس الميدان وهو يدلي بحقائق وان كانت معروفة ضمنا في جوانب كثيرة منها ولكن الفرق انه زج فيها باسماء قيادات عسكرية سياسية شملت حتى رئيس مجلس السيادة واركان حربه من اعضاء المجلس كاشفا ان تنسيقا قد تم بين جماعته واولئك القادة للتآمر من اجل اسقاط حكومة حمدوك الاولى والثانية اي ما معناه ان الجميع شاركوا في انقلاب 25 اكتوبر المشئوم وامتد ذلك التنسيق حتى مرحلة قطع الطريق على مساعي التوقيع النهائي على الاتفاق الإطاري مما تسبب في اشتعال هذه الفتنة التي تحرق العاصمة و اطراف اخرى من البلاد وتهدد مستقبل الوطن كله .
فتباينت الآراء حول ظهور الرجل والذي لايبدو من ملامحه وهدوء وتماسك نبرته انه قد تعرض لاي عنف جسدي .

فبينما برر جماعة الرجل ان ما ذكره كان من البديهيات في حالة الضغط النفسي وإيثار سلامة الروح وهو الاسير الذي لا حول ولا قوة له .
فيما اخذ عليه فريق آخر من المناوئين لتوجهات الرجل الجهادية المتشددة و لغته الصارخة في الفتك باعداء الإسلاميين التي عرف بها ولاموه على انكساره وهو الذي لطالما تباهى بالإستعداد للشهادة و الثبات في مواجهة الموت إعلاء لراية الاسلام التي نذروا لها المهج والارواح في زعمهم الدائم كلما هللوا وكبروا واستنفروا الحشود !
ولعل الذي حجبته الجهة التي نشرت تلك الاعترافات من معلومات قد يكون افاد بها ذلك القيادي البارز في الحركة الإسلامية ربما يكون هو اكثر اهمية من الذي تسرب ولكن اعلام الدعم السريع حجبها لاعتبارات لا تخفى اسبابها على احد .
ولكن فريق آخر من منتقدي ظهور ذلك القيادي في تلك الصورة التي يرونها مذلة و مستفزة يقول إن الصمود في مثل هذه الحالات تمترسا خلف الصمت ايا كانت درجة العنف او التهديد لا يكون انتحارا لشخص في مكانة انس عمر ..بل سيكون من العار ان يموت جبانا بعد كل الذي افضى به من معلومات قد لا ينجيه من ايد عدوه في مثل هذا الظرف الضاغط وحالة التشنج السائدة في كل المشهد الملتهب بين الخصمين لو قدر له الهلاك ..وكان من الاشرف له كما يرى ذلك الفريق إن يستشهد صامتا ليخلد ذكره على الاقل فداء للفكرة التي ظل يتشدق بالموت دون سقوط رايتها .
فيصبح موقفه مدعاة للفخر بين رفاقه بدلا عن ادخالهم في حرج و مأزق البحث عن مبررات لتبرئة انكساره للضرورات التي تجيز المحظورات ضربا بامثال من التاريخ القديم دون مراعاة اختلاف الازمنة والامكنة و تفاوت المواقف والحالات !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى