الأعمدة

كلام للعقول قبل القلوب ..

قد تكون الحروب واحدة من اسباب إيجاد التوازن البشري من اجل ان تتسع البسيطة لاستيعاب اعداد جديدة من القادمين إليها ليحلوا في اماكن الذين يغادرونها بتعدد الاسباب من الكوارث الطبيعية والامراض والحوادث وغيرها الخ تلك المصفوفة من الابتلاءات مع ان النتيجة واحدة وهي الموت المحتوم باجل وكتاب .
بعض تلك الاسباب تكون مثل الحفرة التي نعدها نحن البشر لهلاكنا ..ومنها الحروب بالطبع .
وهي بالرغم من انها نوع من القدر المكتوب في ازل البقاء وعاقبة الفناء ولكن الله بحكمته المتجلية جعل من مفتاحيها في اياد البشر نفسهم ليختبرهم في عقولهم وتحكمهم في مشاعرهم تجاه بعضهم وكيف انه يعطيهم الفرصة لاستخدام وعيهم الذي يختلفون به عن صراع الحيوانات من اجل البقاء كغريزة فطرية ..فلا يندفعوا مثلها في تصفية حساباتهم بفرضية البقاء للاقوى او الظالم المالك لسلاح التفوق ..وانما ليتبصروا امورهم ببسط العدالة في اقتسام عناصر الحياة الكريمة ولو في حدها المعقول من حيث تدوال السلطة واقتسام الموارد واحترام التنوع دون اضطهاد عرق لآخر او سخرية الفصبح من الاعجمي ولا استعباد ابيض لاسود او العكس !
الان نحن نعيش حربا هي ليست جديدة على البشرية وليست غريبة علينا كسودانيبن ولكن تكمن فرادتها في اننا بتنا نكتوي بنارها في لحمنا مباشرة نحن اهل الوسط بعد ان كنا نشم فقط رائحة لحوم ضحاياها في الاطراف البعيدة دون ان نتحسب لزحفها الذي حذر منه العقلاء وهم ييتشرفون قدومها لا محالة لانهم يرون ببصائرهم قبل العيون وميادين قتالها يتم إعدادها بتوفير كل مخاطر اندلاعها و في قلب حاضرة البلاد التي اكتظت بالمهمشين المعدمين والفارين من اتونها في ديارهم فضلا عن تكدس اسلحتها خلف كل ممرات العاصمة التي ظنناها في غفلة صراعاتنا آمنة من شرور زماننا التي صنعناها بقصر حبال وطنيتنا و تعالي فئة منا على فئات هي منا وفينا وبتخوين ضمائر وافكار من يختلفون معنا كثيرا حول مصالح الذات وقليلا حول مستقبل ترابنا الذي تبلله الان دماء الاحتراب الخالي من منطقية الاهداف و تسقيه دموع الحسرة المتاخرة نوعا ما و تفسد نسائم شوارعنا نتانة الجثث التي عجزنا عن مجرد موارة سوأتها ونحن الذين من حسناتنا التي نباهي بها غيرنا اننا لم نعرف مهنة الحانوتي ولا الذين يستاجرو ن لحفر القبور بالمقابل المادي وانما بالجهد المبذول بالمروءة وعرق
النخوة وابتغاء الاجر ايس إلا .
فهل سميتفيد من هذا الدرس القاسي بعد ان اصبحت هذه الحرب حزمن من الشوك مجرورة فينا بتاذى منها كل الجسد وليس في طرف بعينه .
ولعلنا نستشعر من جديد بان الوطن للجميع وندرك ان القوة هي اضعف ادوات تجميع الوطن في وجدان ابنائه وبناته ..وان الحب لا يكون فقط في الخطب الجوفاء نفاقا بينما وراء الاكمة سكاكين البغض الصدئة و السامة تتربص بالظهور بغتة والبطون تتضور جوعا و العروق تجف عطشا والخير تحت يداس باقدام الجهالة بقيمته التي يتلمظ لها الطامعون في غمرة انشغالنا امساكا بخناق بعضنا .
والله من وراء القصد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى