الأعمدة

رؤى متجددة : أبشر رفاي / حليب الكلمات الدسم وسمها النقوع الهدنة والمهادنة التهدئة والتهديد ؟

????ذكرت في قراءات سابقة بأن ثمة فرق بين مفهوم مهارات المهنة وفكرها ، مثال مهنة الزراعة والفكر الزراعي مهنة الطب والفكر الطبي مهنة القانون والفكر القانوني مهنة العسكرية والفكر العسكري ، أما فكرها فيعني الترقية والتطوير والمواكبة وفتح الآفاق ، فمن هنا إستمد الفكر التشريعي والقانوني فلسفته التبويبية المعروفة باب التعريفات والتطبيق التعريفي بغرض ضبط معاني الكلمات وإتجاهات العبارات فيقال مالم يقتض السياق معنى آخر الكلمة الفلانية والعبارة العلانية يقصد بها الشئ الفلاني رفعت الأقلام وجفت الصحف ..
.فحينما تدخل عالم السياسة بمفاهيمها المتعددة والمعقدة مثل مفهوم فن الممكن وعلم الموازنات السياسية المستمرة واللعبة القذرة والتعريف الفكري الحصري الرسالي والإنساني للرؤى المتجددة والذي اطلقت عليها بموجبه مفهوم آلية تصريف شئون الأمانة والذي ومن أولى أماناتها أمانة الذات فإذا صلحت أمانة الذات صلحت سائر شئون الأمانات ومنها بالطبع أمانة تصريف شئون الأوطان والعباد أمنا وإستقرارا ومعاشا .
النتيجة التي توصلت إليها مفاوضات جدة بالتوقيع على هدنة إنسانية مدتها أسبوع قابلة للتجديد مقارنة بالواقع الذي عاشه ويعيشه المواطن يعتبر جهدا مقدرا ومرحبا به تماما صحيح هناك بعض الملاحظات تختلف من شخص لأخر ولكن في مجملها تصب في مصلحة الهدنة والتي يمكن أجلاؤها عن طريق بعض التوضيحات والإستفسارات والأسئلة المستندة من إعلان المبادئ الموقع بواسطة الطرفين ، مثال هل بروتكول جدة التنفيذي للهدنة الإنسانية متسقا مع إعلان المبادئ وموفيا لكيله ولميزان مدفوعاته الإنسانية أم هناك نقص وتطفيف قد وقع في نقطة ما تتعلق بالطرفين او بأحدهما او بالمواطن صاحب الحق بالمكرمة الإنسانية لاتفاق الهدنة . وهذا ما نود الحديث عنه بإيجاز والشاهد هنا كما يقولون هدنة لهدنة دونها المهادنة والتهديد ، خاصة في حالة الحرب الخبيثة التي ضربت البلاد والعباد بغتة وهي من اخطر وأقذر وأسوأ أنواع الحروبات الداخلية لأنها قامت على الغدر والخيانة والقتاتة والمكر السياسي الأكثر سوء” وبتالي أي محاولة لمعالجة هكذا نوع من الصراع السياسي العسكري المسلح وبالغ التسليح يجب أن يتم التعامل معه ليس من باب فوبيا الحذر ولكن بالقدر المعقول لتوخيه ، فالمبادرة السعودية الأمريكية موضوع الهدنة سبقتها مبادرات وطنية كبيرة منها المبادرة الوطنية التي كتبناها بأقلام الحق وطرحناها على صحائف لهيب الحرب المشتعلة في وقت سابق لكافة المبادرات بمن فيها المبادرة السعودية الأمريكية طرحناها بإسم المستقلين الشرفاء ، ولكن كما قالوا زامر الحي لايطرب وفارس الدور محقور ، والعين بصيرة والإيد قصيرة ، فالفرقاء السودانيين على إمتداد تجاربنا الوطنية وكما جرت العادة السياسية يفضلون الحلول الخارجية ، فيما عدا حالة حالتين كحالة الراحل المقيم عمنا فتح الرحمن البشير الذي نجح في إدارة مشروع المصالحة الوطنية بين الرئيس نميري والجبهة الوطنية في العام ١٩٧٧ جهد وطني خالص .
وفي هذا السياق فأن الرؤى المتجددة وآخرون كثر ومنذ أمد بعيد ظلت تقدم المقترحات وخيارات الحلول عبر قراءات تحليلية ظرفية مستقبلية عميقة لأجل الوطن والمواطن ومكتسباته قراءات بعيون زرقاء يمامة هذا العصر الملبد بغيوم شرور أنفسنا وشرور خصومنا دون جدوى فأنت في واد والمشهدت وماعنيت من رسائل في واد آخر خالص ، في ظل النظام السابق قدمت الرؤى خارطة طريق مكتملة الأركان والبنيات من خمس نقاط هدفت لترفيع في حينها فكريا وسياسيا واخلاقيا الحوار الوطني من وضعية الحوار الوطني حول المصالح إلى حوارا وطنيا حول الحقيقة والمصالحة لينتهي الأمر إلى محطة الخروج الآمن له وللوطن والمواطن ومكتسباته بدلا عن فكرة والمحاولات المتكررة الفاشلة لفهوم الهبوط الناعم وماهو بناعم ولا آمن للبلاد والعباد ..
في ظل التغيير وماهو بتغيير ولكن الضليل والمكر السياسي شديد الكل يشهد بأننا وغيرنا كثر قدموا تحذيرات وخيارات حلول وأبواب طوارئ مبكرا للوطن والموطن طيلة الأربع سنين العجاف من عهد التغيير ، ولكن للأسف الشديد كما أشرنا المكر السياسي السئ وسوء الظن وسيادة روح التشفي والإنتقام والتصنيف السياسي الحزبي والحزبي الإيدلوجي المرضي وأجندة التدخل الأجنبي السافر كانت بمثابة دقل الدرب والعقبة الكؤود .

اليوم دعونا من قصص وحكاية مبادراتنا الداخلية هذه لأننا لا نقدر جهدنا ولا نؤمن بقدراتنا الذاتية بالأساس ، فالنتحرك بكلياتنا لدعم وإسناد المبادرة السعودية الأمريكية سمه ما شئت خوفا طمعا إستغفالا طالما المبادرة في سماتها العامة تخدم قضايا الإنسانية ولا صوت يعلو صوت هذه القضايا في الوقت الراهن . فالمبادرة وهدنتها الإنسانية بكل صراحة أذا لم تحولها لا حقا الاجندة السياسية الخفية والمتخفية تحولها من هدنة إنسانية إلى مهادنة وتهديد سياسي بكل صراحة تستحق الدعم والإسناد لصالح الوطن والمواطن ، هذا ومن إيجابيات وثيقة الهدنة الإنسانية وإضافة من لم يرد بها من باب التنبيه والإحاطة للأهمية ، الوقف الفوري والفعلي لأطلاق النار للأغراض الإنسانية وبقناعة الطرفين ولمدة أسبوع قابلة للتجديد يسري بعد ٤٨ ساعة من تاريخ التوقيع الأثنين ٢٢ مايو ، الوقف والمنع الفوري لأي عمليات عسكرية تستبق ميقات سريان الهدنة لدوافع عسكرية وسياسية وتكتيكية ( وهذه من أولى الخروقات أمس واليوم وهي بكل صراحة ظهرت جليا ومن (قولة تيت) من نقاط ضعف الهدنة الحالية تبادل للنيران كالمعتاد وكأن ليس هناك اي هدنة ، التأكيد والتشديد على عمليات الرقابة على وقف إطلاق النار والخروقات المحتملة من جهات موثوقة لدى الطرفين وذلك حسب طبيعة ورداءة أخلاقيات هذه الحرب عطفا لما ظهر فيها ومن خلالها من ممارسات يتبرأ منها إبليس والأبالسة وصغارهم والقانون الإنساني الدولي ، توفير ونقل المساعدات الإنسانية علاجية وغذائية فورا وبصورة ملموسة إلى حيث الوافدين بالداخل واللاجئين بدول الجوار سندفع لا حقا بمقترحات يمكن أضافتها لخطة التواصل والتوصيل ،، إخراج المقاتلين فورا وبضمانات أمنية أخراجهم من المشافي ومراكز خدمات المواطنين ومساكنهم التي أتخذت دروعا بشرية ومهددا خطيرا لأمنهم النفسي والشخصي والإجتماعي والمعيشي الحياتي وكذلك الطرقات بإماطة عنها الأذي العسكري والأمني والنفسي الإرهابي المهين المنتهك للقانون الإنساني الدولي وللأعراف المحلية كذلك ، إزالة كافة المظاهر العسكرية القتالية بالإرتكازات المنتشرة والتي تتباين اجراءاتها وممارساتها وأمزجتها بحق المواطن الأمر الذي يحد من حقوقه وحرياته وحركته المنصوص عليها في القانون الإنساني الدولي و والاعراف المحلية وإعلان المبادئ والإتفاق التنفيذي للهدنة الإنسانية بجدة ،، ثم الخطة الإعلامية المركزية والفدرالية وبملحقيات الأعلام الخارجي وذلك لتعزيز رسالة الهدنة الإنسانية وهذا يتطلب اخلاء وتهيئة المؤسسات المختصة ولا نظن أن إتفاق الهدنة لم ينتبه ويتنبه إلى هذه النقطة المهمة فلا معنى لأي خطة وهدنة إنسانية إستراتيجية غير نمطية بدون خطة وحملة أعلامية إعلانية مصاحبة فضلا عن إضافة أي تدابير أنسانية أخرى من شأنها تعظم ورفع قدر الهدنة المعلنة ، سر أسرار القول أن الأوضاع في ظل الهدنة الخامسة او السادسة لسلسلة الهدن الفاشلة لا تقبل الإنتكاسات الحمقاء الماكرة كما الحرب اللعينة التي تضمر الشر وتتربص بالهدنة الإنسانية لتجعل منها مساحة لممارسة العمليات السياسية والعسكرية العدائية ، فأي كلام من هذا النوع لا قدر الله سيعرض الوطن الجريح والمواطن المنهك والمكلوم والمظلوم أصلا جراء هذه الحرب العبثية الملعونة في الدارين سيعرضه للخطر الأكيد مجددا ، وبتالي الهدنة المعلنة يجب أن تأخذ في هذه المرحلة بعدين تجريبيين البعد الأول يتعلق باختبار النوايا وخائنة الأعين وماتخفي الصدور فضلا عن الفاعلية والمصداقية وسلامة وسلاسة التنفيذ بواسطة الطرفين والمراقبين والمواطنين ومدى إلتزام الجميع حرفيا بما جاء في إتفاق الهدنة ، البعد الثاني ضرورة ثبات المواطنين بمواقعهم الحالية فلايجوز تركها إلا للضرورة القصوى وللأغراض الإنسانية العلاجية والإغاثية في فترة الهدنة للسبعة أيام الاولى بهدف إختبار هشاشة الأوضاع الأمنية العملياتية والجنائية في إنتظار الفترة التجديدية الثانية والتي يقاس على أساسها مطلوبات الفترة والهدنة التمديدية اللاحقة ، وفيما يلي المساعدات الإنسانية يقترح للسلطات والجهات المختصة بذل أقصى الجهود وأخلصها لتوصيلها وتوزيعها بعدالة متناهية لأقرب وحدة جغرافية إجتماعية ممكنة يتواجد بها العالقين داخل الخرطوم والوافدين بالولايات واللاجئين حيث اللجوء وذلك لعدم تعريض المواطن مجددا لأي محاولة ومجازفة قد تفقده مجددا خياراته الحياتية الراهنة التي إختارها بصورة تلقائية وبنفسه وبمجازفة شديدة أثناء إندلاع الحرب دون أي توجيه وتدخل من جهة..
قراءة أخيرة نؤكد لقيادة مبادرة الهدنة على الرغم من فاجعة الحرب اللعينة لكننا شعب يرتكز على موروث إنساني مترع بالحكمة والحصافة والفطنة والكياسة والخبرة الطويلة الممتازة وهذا اصله ثابت في قيمنا وموروثاتنا التي تجود وتتجود بها الأمثال الشعبية الذكية ، منها بتلقاها وهي طايرة ومن أمثالهم التي تتناسب مع أكثر من زمان ومكان وحال (حسادك أجاويدك ) ، والبحاوت الجافلات بيلقى الجفلن ، والدرب حسود بلمك في كتال أبوك ،، ده بدبه وده في الدبة ،، لابدة وفسيتها برة ،، مثل شعبي يرادف ( دفن الرؤوس في الرمال ) وأخيرا يقولون ( الداير لبن الإتفاق الإطاري الذي إتقلج من على منقد كانون الحرب محدثا حروقا عميقة في كل الإتجاهات وبالأخص الحابكين والمتحلقين حول كانونه الذي يريد لبنه يدبي له ببليلة المبادرة السعودية الأمريكية وهدنة جدة ، دوافع تلك الأمثال الشعبية السودانية العريقة التي نضربها للناس هناك أحاديث بل معلومات كثيرة أخذت تدور بقوة وسط المجتمع السوداني بالداخل والخارج تفيد بصراحة شديدة بأن الذي يجري اليوم بجدة هي عبارة عن الخطة D دال بعد فشل الخطط ألف وباء وجيم للاتفاق الإطاري ، حيث تقول التحليلات والله يكضب الشينة بأن كل سحرة الفتنة النائمة والقائمة قد ألقوا بحبالهم السياسية والمسيسة حيات تسعى بجدة ، ( حالفة برأس أبوها) أن تأتي بمحتوي الإتفاق الأطاري مجددا صرة في خيط بعد أن مات وشبع موت تأتي به عبر التدخل والتداخل الأجنبي والمؤجنب ، هذه المرة عن طريق العملية الإنسانية او من خلال أقرب فرصة تفاوضية سياسية سمها واسعة أكثر إتساعا ، فمن هنا نقول لأصحاب المبادرة الكرام وآخرين من دونهم ، القضية السودانية بصراحة قضية تاريخية دستورية لا ينبغي ان تحاط بالتضليل وبالتعمية والإختزال السياسي في حقبة وشخوص وتوجه وفئة محددة هذا كلام لاينطلي على احد ملم بأساسيات علم السياسية وطبيعة وتركيبة القضية السودانية ولذلك يقال في المثل الشعبي ( الضيف مابشيل رأس الميت لأنه ببساطة ما عارف المقابر بوين أين هي ، فاللقضية أطراف عديدة متشابكة طرفها الاول تركيا ١٨٢١ — ١٨٨٥ والثاني الحكم الثنائي الإنجليزي المصري ١٨٩٩ — ١٩٥٦ والثالث الحكومات الوطنية المتعاقبة من لدن المهدية ١٨٨٥ — ١٨٩٨ تضاف لها الحقب الوطنية اللاحقة في الفترة من ١٩٥٦ حتى اليوم هذا بجانب التدخلات الأجنبية المباشرة وبالوكالة على إمتداد تلك الحقب والأزمنة وإلى يومنا هذا ، أذن المشكلة تاريخية معقدة تتطلب حوار وطنيا شاملا عميق لا يستثني أحدا حوار بنيويا حول الحقيقة والمصارحة والمصالحة تخضع فيه كل تلك الحقب والراهن السياسي تخضع جميعها لأعمال مبدأ وأحكام العدالتين العدالة التوافقية الإنتقالية والتي ينبغي أن تنجز أعمالها وفقا للقانون والأعراف وكذلك العدالة الدستورية الديمقراطية الإنتخابية المستدامة ، فأي كلام خلاف ذلك حتما سيجد الوسيط نفسه بما في ذلك أصحاب مبادرة الهدنة يجدون أنفسهم حاملين عن طريق اطراف القضية وأخرين يجدون أنفسهم حاملين لقفة الهتش السياسي بسوق الإحراج السياسي عفوا الحراج بجدة وكذلك بأسواق التايمز كوار عفوا كوير بمنهاتن بنيويورك . مع وافر الشكر وعميق التقدير .. ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى