الأعمدة

رؤى متجددة : أبشر رفاي / طرفها أردوغان وكيلتشدار الأتراك وصرعة مطرق الديمقراطية بنقعة تركيا العاقر .

????لحظات قليلة تفصل الأتراك والرئيس المنتهية ولايته رجب طيب اردوغان ومنافسه كمال كيلتشدار اوغلو تفصلهم عن جولة الإعادة الفاصلة للتنافس على المقعد الرئاسي . ونود في سياق العملية الديمقراطية تقصير ظل مفاهيمها عموما والتركية على وجه الخصوص وذلك بإستخدام ادوات ثقافة كرة القدم والمصارعة السودانية .
ترتكز كرة القدم في الأساس على ثلاث خطط ، الخطة الأساسية وهذه تبدأ بالبيئة الداخلية للنادي مرور بمعسكرات الإعداد وتنتهي بأطلاق صافرة حكم المباراة معلنا عن ضربة البداية والتي تبدأ مع بدايتها الخطة الثانية وهي الخطة البديلة التي يقرأ من خلالها الملعب ومجريات الأحداث التي مدتها الزمن القانوني للمباراة بما في ذلك الضربات الترجيحية والقرعة .
أما الخطة الخبيثة فهي خطة دائما خارج المفهوم والسلوك الرياضي المعروف قد يمارسها الفريق بأكمله بتوجيه من المدرب او بين المدرب ولاعب واحد فقط داخل الملعب طوال الزمن القانوني للمباراة ، و تاريخ المنافسات الكروية فازت إيطاليا على فرنسا في نهائى كأس العالم بهذه الخطة (راجع واقعة اللاعب الفرنسي الشهير زين الدين زيدان وقلب الدفاع الإيطالي ) .
وبالمقاربة والمقارنة تقوم الخطة الأساسية للعبة الديمقراطية على الفكرة ومخطتها وتخطيط الإستراتيجي الخاص بالأبعاد السياسية والتنظيمية والبرامجية ونظمها الأدارية والفنية والقانونية والمالية وحركة الاداء الفعلي والخطة التنسيقية التكاملية مع شركاء العملية الديمقراطية شركاء الوطن ، وقد تلاحظ من خلال هذه الخطة وهي الخطة الأساسية التي تقابل الخطة الأساسية في كرة القدم تلاحظ هناك تفوق واضح من قبل فريق أردوغان تجاه فريق كمال كيلتشدار أوغلو ومن أساسيات التفوق عمليات التوسع الرأسي والأفقي لجمهور الفكرة وقوة القناعة والعزيمة وكثافة التدافع الفردي والجماعي ببعدين بعد روحي وآخر دنيوي والإثنان قاعدتهما الإيمانية أعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا ولآخرتك كأنك تموت غدا وقوة تنسيقية العمل الوطني المشترك مع شركاء العملية الديمقراطية شركاء الوطن ، فضلا عن الأثر الإيجابي مقابل السلبي لمحصلة الأداء والإنجازات التراكمية في المجالات الحيوية موضوع الخطاب السياسي الإنتخابي للرئيس أردوغان خلال الدورات الإنتخابية السابقة إضافة لعامل الخبرة العملية لفريق أردوغان وأسلوب لعبه ، وقد تلاحظ في هذا الصدد حينما أحرز فريق كيلتشدار أوغلو هدفين قاتلين في مرمي فريق أردوغان في الجولة الأولى في إستنانبول العاصمة التاريخية والإقتصادية وأنقرا العاصمة السياسية الوطنية ثم لجأ إلي الخطة الدفاعية الديمقراطية المستميتة ، فتح الرئيس اوردوغان وفريقه اللعب على نطاق القطر مهاجما خصمه بلإطراف مع تماسك خط الوسط وتنويع اللعب الذي نجح في إستغلال التمريرات السياسية الخاطئة والضربات الثابتة المباشرة في مرمى فريق كيلتشدار ، وبالمقابل نجح فريق كيلتشدار في الجولة الأولى من الإستفادة القصوى من بعض الأخفاقات التراكمية لحقبة أردوغان وإختلاق بعضها لأغراض التنافس الإنتخابي وكذلك الإستفادة من فرص وفرط المزاج الشعبي والجماهيري العام للتطلع نحو التغيير صرف النظر عن نتائجه ومآلاته والذي تركز خطته على مدة الدورات الإنتخابية المتتالية الطويلة لأردوغان في قمة الرئاسة صرف النظر نجحت ام لم تنجح تمثل اخطر وأهم النقاط التي ظل يستغلها دعاة التغيير على الرغم من النجاحات الكلية والتاريخية التي حققها الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه وشركاؤه التي أشاده بهت الأعداء قبل الأصدقاء .
فريق كيلتشدار اوغلو استخدم الخطط الثلاث التي أشرنا إليها في الجولة الأولى ، وقد تجلت الخطة الخبيثة في محورين المحور الداخلي اللعب على كرت القضاء والقدر ممثلا في ضحايا الزلزال وكذلك توظيف تطرف السياسات القومية الإستبعادية وهذه في الفكر السياسي السوداني تعرف بغسيل المشاعر والإتجار فيها ( ملف اللاجئين ) على حساب المسؤوليات الأقليمية والدولية المتصلة بالدولة ، وفي المحور الخارجي استخدم فريق كيلتشدار خطاب الفوبينة السياسية وخطاب ترغيب الغرب الكبير والمجتمعات الأخرى ذات الأهتمام المشترك بشأن الموضوع ، فريق كيلتشدار تنقصه الخبرة الأساسية والمتقدمة ، متسرع غير متوازن في العملية الديمقراطية جهده مشتت بين الهجوم والدفاع وفتح اللعب وقتله .
نصيحتنا لأردوغان وفريقه الذي من المتوقع وبنسبة مريحة بإذن الفوز وتغطي عقبة فريق كمال كيليشدار أوغلو ولكن حزب التنمية والعدالة وتحالفاته تتطلب مراجعة عميقه وإلا فقدت المستقبل في أقرب فرصة قادمة والدليل المنافسة الشرسة لخصمه الذي بلغت به مرحلة الإعادة وهذا مؤشر سياسي خطير يحسب على المدى القريب والبعيد نسبيا لصالح منافسيه . أما بالنسبة للسيد كيلتشدار أوغلو وفريقه اذا ارادوا النجاح مستقبلا فعليهم تقويم التجربة برمتها في مقدمتها الفكرة والسياسات والأطر التنظيمية وتحالفاتها وعلاقتها بالمواطن والناخب التركي وخياراته المستقبلية في كافة ضروب الحياة .
وعن عبارة صرعة المطرق التي وردت في عنوان القراءة عبارة مستمدة من ثقافة المصارعة السودانية وهي الصرعة الفاصلة بين جميع المتنافسين من مختلف المناطق والقبائل تختم بجولة أخيرة تجري بين فارسين حققا اعلى نتيجة في المنافسة . سميت بصرعة المطرق ، والمطرق بمعنى السوط والذي له أستخدامات متعددة في عالم المصارعة من بينها كسره قطعه في نهاية المباراة الفاصلة بسقوط احد الفارسين ( اردوغان — ومنافسه كيلتشدار ) إيذانا بنهاية وختام المنافسة . الطريف في صرعة المطرق قبل المنازلة كل فارس يتوجه إلى أعلى نقطة تمنحة أقصى درجات التعبئة والحماسة وهذا ما فعله الرئيس أردوغان في الجولة الأولى حينما توجه إلى رمزية ايا صوفيا وبالمقابل ذهب كيلتشدار أوغلو إلى ضريح كمال اتاتورك رمز العلمانية التركية وهذا في ثقافة المصارعة السودانية الذهاب إلى حيث تواجد المشجعين والمشجعات من النساء على وجه التحديد محليا يعرف ( بجهالي ) بضم الجيم وجهالى بمعنى شبابي الذين هم في قلب المعركة وهذه فقرة مليئة بصور التشجيع وانماطه لا تتوقف ابدا كما رابطة المشجعين في كرة القدم وعند قادة التعبئة وحراس صناديق الإنتخابات في التنافس الديمقراطي .
أما النقعة العاقر هى حيز جغرافي طبيعي جرداء دلجة أطلق عليها مسمى العاقر لأن مساحتها لا تنبت بها زروع ولا قش طبيعي طيلة فصل الخريف ولو في منطقة السافنا الغنية ، فلذلك أي نقعة او ساحة من هذا النوع لا ينازل ويصارع من خلالها إلا فارس مكتملة العدة والبنيات والا أسقطت فيها والسقوط عليها له تبعات كثيرة منها الكسور والرضوض والكدمات وسلخ الجلد والذي يعرف محليا بالتبرط والتظلط والفسخان وهذا مايحدث بالضبط للمصارعين في صرعة مطرق التنافس الديمقراطي الإنتخابي في جولات الإعادة والتي تبدو الأقرب دائما إلى وضعية النقعة العاقر واليوم أردوغان وكيليجدار يقفان عليها ومن خلفهم جمهور المشجعين واللحظات الأخيرة لقطع مطرق المنافسة ، التي سيقوم بها رئيس المفوضية القومية للإنتخابات التركية والذي يقابل في كرة القدم حكم الساحة وفي رياضة المصارعة السودانية السباري جمعها سبارة وهم جماعة المنظمين للمنافسة .
قراءة أخيرة :- حكم الأتراك السودان ٦٤ عاما في الفترة من ١٨٢١ حتى ١٨٨٥ للأسف الشديد لا أثر للغة التركية ولا حتى الثقافة الا ربما في نطاق فوق الصفوي صحيح هناك مفردات متناثرة هنا وهناك في حكم الإنجليزي السودان بعد الأتراك لمدة ٥٧ عاما في الفترة ١٨٩٩ حتى ١٩٥٦ فالثقافة الأنجليزية واللغة حاضرة بقوة والسبب بالنسبة للحالة التركية مجهول لم نجد من حبوباتنا ولا جدداتنا من يتحدث التركية ، بالنسبة لي زرت دولة تركيا الجميلة بالصدفة مرة في العام ٢٠٠٩ قادما من الولايات المتحدة الأمريكية بعد المشاركة في احد مؤتمرات الامم المتحدة وقد منحتي البعثة التركية الدائمة بنيويورك بالتنسيق مع البعثة السودانية تأشيرة دخول لمدة عشر ايام عن طريق الخطوط التركية نيويورك استانبول الخرطوم ولكن حدث مقلب طريف جدا وهو في حال أقامتي بتركيا لمدة عشر ايام ودي فرصة طارت هذا يعني مضاعفة قيمة تذكرة وإلا السفر في مساء يوم بنفس التذكرة فكان الحل الوحيد هو إستئجار عربة لموزين للطواف وزيارة اهم معالم مدينة إستنانبول الجميلة ما أمكن حتي ميعاد المغادرة في المساء وفعلا قمنا بجولة جميلة ولكن لضيق الوقت قطعنا الجولة وتوجهنا مباشرة للمطار التحية للشعب التركي الشقيق التحية للرئيس الرقم رجب طيب أردوغان التحية لمنافسه كمال كيلتشدار وللسفير التركي بالسودان مع كامل الإعتذار لما لحق به والسفارة جراء الأحداث المؤسفة التي تعيشها البلاد وللجالية التركية بالسودان وللسفير وأسرة السفارة والجالية السودانية بتركيا….

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى