الأعمدة

رؤى متجددة : أبشر رفاي / جدل المفاهيم نصيحة للإيكواس بتبني خطة إنهاء الإنقلابات بدلا عن إنهاء الإنقلاب

????بعد مضى أكثر من شهر على انقلاب النيجر والأزمة تتزايد بمعدلات مخيفة من قبل جميع الأطراف وفي خضمها يبرز سؤال أساسي ، هل سيؤتى أمن وإستقرار دول غرب أفريقيا وأفريقيا عموما من باب إيكواس وآخرين من دونهم . فالإجابة على السؤال تجدونها عند الرؤاية الشعبية الطريفة التي تقول بأن حيوان (الضبع المرفعين ) حينما تتم محاصرته ليلا من جميع الاتجاهات سيخرج من باب الشخص الذي ينادي على الذين يطوقونه بأعلى صوته ( خلو بالكم لا يخرج المرفعين من باب وفرجة أحدكم ) فمن هنا يتيقن المرفعين بأن المخرج من هذه الثغرة .
هذه حقيقة مجربة عند مجتمعات البوادي والفرقان في أكثر من واقعة والعهدة لدى الراوي .اليوم مرفعين فتنة النيجر محاصر من جميع الاتجاهات بالداخل النيجري ومن دول الجوار وغرب أفريقيا وأفريقيا ومن الأشقاء والأصدقاء كل واحد يحمل رؤية محددة حول الحل مثل الحل عن طريق سياسة الأمر الواقع والحل الدبلوماسي المقتدر والحل الدبلوماسي التكتيكي الإستدراجي المسيس والحل بالخوف والتخويف (والبهبار ) والحل بأدوات الضغط الإقتصادي والإمن الغذائى والإنساني والحل بأدوات الضغط الشعبي والحل بالتهديد وبالتدخل العسكري والحل بإستدعاء ذاكرة الفوضى الأمنية وفوضى الإرهاب والمخاطر الوجودية لبعض دول غرب أفريقيا وغيرها من صور وإنماط حلول مشكلة النيجر .في خضم هذه الأجواء المشحونة بالتحديات والمهددات وتلك الباحثة عن خيارات الحلول الموضوعية وغير الموضوعية ، ولكن ستظل الحلول المطروحة من قبل الإيكواس ومن خلفها فرنسا وغيرها هي الأكثر إثارة للدجل وللجدل وللهشاشة السياسية والأمنية والدهشة بسبب غياب وتغييب صوت العقل والحكمة وبعد النظر وعمقه في أكثر الأقات والظروف التي كان ينبغي أن تكون حضورا وسيدة الموقف . ولكي لايطلق الحديث على عواهنه فإن منظومة الإيكواس والإتحاد الأفريقي وفرنسا قد تعاملت مع الإنقلاب والإنقلابين منذ البداية بطريقة وأساليب ولغة متعجلة لا تحل ولا تعبد الطريق لمستقبل خيارات الحلول الموضوعية المنطقية الذكية ، خاصة أنهم يعلمون أو يتعمدون التعاطي الخطير مع طبيعة التركيبة الذهنية والنفسية لبيئة الإنقلابات عموما وإنقلاب النيجر على وجه الخصوص ودوافعه السياسية والإجتماعية والتاريخية والتي يمكن أن يقرأها مبتدئ العملية السياسية بوضوح تام من خلال تفاصيل المشهد السياسي والإجتماعي الميداني ، فالقرارات الأرتجالية المتعجلة القائمة على لغة التهديد وتحديد المواعيد لا تتماشى وطبيعة الاحداث .
والشاهد هنا كان ينبغي ومن الوهلة الأولى أن تفرق الإيكواس بين الإنقلاب الذي إستولى بالفعل على السلطة والمحاولة الإنقلابية والإنقلاب الذي لم يتمكن بعد من الإستيلاء على مقاليد الأمور بالبلاد ، وبتالي من حقها وواجبها وفقا لنظامها الأساس ولوائحها أن تصدر ما تشاء من الأحكام والقرارات والتهديد والوعيد ، كما من غير المفهوم أن تصب القيادة السياسية لدول الإيكواس جام غضبها وتهديها على قيادة إنقلاب النيجر بحجة الحفاظ على الديمقراطية ومنع انتشار جرثومة الإنقلابات بالإقليم برأيها ، في حين هناك أكثر من حكومة إنقلابية حية ترزق بدول منظومة الإيكواس ، ولكن الشئ الأقرب للحقيقة والمفسر للمواقف المتشددة لدول الإيكواس ومن خلفهم فرنسا تجاه إنقلاب النيجر من منظور سياسي إستراتيجي هو أن رسالة التشدد في ظاهرها موجهة إلى إنقلابيي النيجر وفي باطنها للبيئة العسكرية بالمنظومة وتحديدا للمغامرين داخل جيوش المنظومة والذي تعتبر عملية التساهل مع موجة الإنقلابات المتكررة بالإقليم محفز جيد ، وكذلك يمكن أن تفسر بعض المواقف المتشددة من بعض دول الإيكواس والمتماهية بل المتبنية للموقف الفرنسي المصلحي تحت ستار إعادة الديمقراطية بالنيجر يمكن أن يفسر بأن ثمة دوافع مبطنة وفروض ولاء سياسي معين او بموجب إتفاقيات دفاع ثنائية مشتركة حول المصالح مع الغرب وفرنسا تحديدا ، او ربما الموقف مبعثه الغيرة والحسد وإستكثار الملك الذي هو في الأصل بيد الله يؤتيه من يشاء وتعقد له الأسباب ليس من بينها إستشارة النصير والمتضرر والمستفيد .
أما الموقف الفرنسي وتهديده المستمر فهو لا يخرج من النقاط التالية :- سيادة روح العقلية الإستعمارية المشكلة والمفسرة للمواقف السياسية والدبلوماسية وتشجيع التدخل العسكري بالوكالة والأصالة وبالإثنين معا في الشئون الداخلية لدولة مستقلة ذات سيادة صحيح هي من المستعمارات الفرنسية السابقة في عهود وعقود غابرة كانت أفريقيا مجاهل ظلم وظلام كأن من خلقوا بها لم يخلقوا ، النقطة الثانية المفسرة للتهديد والإطماع الفرنسية المكشوفة بالنيجر ، هناك خلل واضح داخل البنية والبيئة السياسية والإجتماعية لدولة النيجر بعضها إرتهن القرار الوطني والسيادي مؤربنن الشعب النيجري ومكتسباته للأجنبي وهذا هو بالضبط ( الباب الذي سيخرج ويدخل منه ثعلب الفتنة ومرفعينها الفرنسي والمتفرنس ) .
فرنسي وللاسف الشديد ومن خلال رصد خطابها السياسي والإعلامي والدبلوماسي ودبلو سياسي ، تلعب على عدة كروت وحبال سحرة موسى ، مثل كرت التأمين العسكري الوجودي لدول غرب افريقيا وكرت الحياة المعيشية وكرت تبادل المصالح المشتركة الرمادية من جهة وغير المتكافئة من الأخرى .
أما تحديات الجبهة الداخلية للنيجر بصراحة شديدة كثيرة وقد بدأت الحقائق تتكشف عنها بشكل أوضح منها الحديث عن تعقيدات البيئة السياسية الداخلية والحديث الصريح عن هيمنة الحزب الحاكم على مقاليد السلطة بالبلاد وتكريسها بأساليب مختلفة داخلية وخارجية وصلت لحد الحديث حول شفافية ونزاهة أنتخاب الرئيس المبعد بازوم في الإنتخابات الأخيرة ، و هى ذات الدوافع والمبررات المؤيد للإنقلاب والتي ساوت بينه وبين تلك الإنتخابات قبل أن تأتي وتؤيد الإنقلاب نتيجة لتأييد الشعب له من باب فقه الضرورة وباب علي وعلى أعدائى وباب أفضل السيئين .
نصيحتنا للشعب النيجري المؤيد للجيش والإنقلاب والحفاظ على دولته ومؤسساته وعاصمته وسط هذه العاصفة الهوجاء وإعاصيرها الشيطانية أن يتحلى بروح الصبر والمسئولية والانضباط ويتحرى الحصافة والدربة والفطنة حتى لا يحرج من يؤيده ويكون سببا لخروج ثعلب ومرفعين الفتنة من بابه .
نصيحتنا للمناوئين للإنقلاب من قطاعات الشعب النيجري بأن يتحلوا بالصبر وضبط النفس وأن لايجعلوا من الإنقلاب ومواقفه بابا لضرب شعب النيجر وجيشه ودولة وعاصمته الجميلة نيامي من الأمثال السودانية ( الفشة غبينتو خرب مدينتو ) وما أكثر دعاة خراب الأوطان في هذا الزمان الذي نعيبه نحن الأفارقة والعيب فينا ، واليوم بلا شك هنا وهناك من يقفون على حر الصيف في إنتظار إنطلاق صافرة خراب النيجر ودول غرب أفريقيا بل أفريقيا وعواصمها ( خذوها منا نصيحة وبيننا وبينكم الأيام ) .
أما عن فرص الحل المناسب الذي يجنب الجميع شرور الحروب وتبعاتها الخطيرة وهو حل سبق وأن تقدمت به الرؤى المتجددة السودانية وعمر الإنقلاب لم يتجاوز الثلاثة أيام ، حلول سودانية سابقة لكافة الحلول التي أتت لاحقا ولم تتوقف بعد آخرها حلول مبادرة دولة الشقيقة الجزائر عبر وزير خارجيتها . حلول الرؤى المتجددة قائمة على أساس منع الإنقلابات بالقارة وليس مجرد إنقلاب النيجر ، حلول من أهدافها خروج الوضع السياسي المحتقن من عنق الزجاجة ، وأمنيا من دائرة خطر التدخل العسكري السياسي المزدوج شديد الخطورة واسعة الإضرار بالنيجر وشعوب الإقليم والقارة .الخطوة الأولي من حزم حلول مبادرة الرؤى المتجددة السودانية ١— ضرورة إلتقاء الرئيس المعزول محمد بازوم وقائد الإنقلاب رئيس المجلس الوطني الجنرال عبد الرحمن تياني بمبادرة وطنية داخلية يلتقيان على مبدأ الإحترام المتبادل بدلا عن مبدأ الأعتراف إحترام يراعي المصلحة العليا للنيجر وللشعب النيحري الشقيق . هذا إمتحان من مادة الوطنية وترقية المواطنة .
٢— نزولا لمبدأ الإحترام المتبادل ينبغي أصدار بيان مشترك يتضمن الشكر والأعتزار الشديد للشعب النيجري والشعوب الصديقة والشقيقة علي حالة الأزمة التي تعيشها البلاد على خلفية الإنقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم المنتخب بواسطة الشعب وكذلك الإنقلاب وحيثياته التي وجدت القبول والتأييد من الشعب نفسه مع فارق ضيل حول مفهوم الفصل الإجرائي بين الأغلبية والأقلية المؤيدة والمعارضة .
٣– ضمان تعزيز معاملة الرئيس المعزول معاملة كريم بمقتضى أخلاق وقيم شعب النيجر مع تأكيد حريته الشخصية والاسرية .
٤— الإعلان عن مبادرة وطنية داخلية لإحتواء ومعالجة الأزمة تشترك فيها كافة المكونات السياسية والإجتماعية والاهلية والمرجعيات الدينية والعلمية ليتحول بموجبها دور الأشقاء والأصدقاء والإيكواس والإتحاد الأفريقي إلى وسطاء وميسرين .
٥— الإعلان بموجب تلك المبادرة عن فترة إنتقالية تتراوح مابين سنتان وثلاث سنوات برئاسة الجنرال التوافقي عبد الرحمن تياني .
٦— تشكيل حكومة وحدة وطنية من قوى المجلس الوطني وقوى الحزب الحاكم لبازوم ومن الكفاءات الوطنية لشعب النيجر .
٧– عقد مؤتمر حوار إنتقالي سياسي قومي دستوري لإقرار سياسات ومرجعيات ونظم إدارة الفترة الإنتقالية يعقبه مؤتمر حوار قومي سيادي دستوري شامل حول المصالحة الوطنية .
٨— إصدار عفو عام يشمل بازوم وحكومته وقادة الإنقلاب وحكومته وكل من له صلة سياسية ببيئة الأزمة .
٩— على صعيد العلاقات الخارجية احترام كافة المواثيق والمعاهدات المبرمة بين النيجر والدول الأخرى لحين النظر فيها بواسطة مؤسسات حوار الإنتقال وحوار المصالحة
الوطنية الشاملة .
٩— إصدار عفو عام دون الحق الخاص يشمل بازوم وحكومته وقادة الإنقلاب وحكومتهم وكل من له صلة بالأزمة .
١٠— الإعلان عن إجراء إنتخابات عامة حرة شفافة برقابة محلية وإقليمية ودولية يتنافس من خلالها الجميع على كافة المستويات في مقدمتها كتلتي الرئيس المعزول محمد بازوم ورئيس المجلس الوطني الإنقلابي الجنرال عبد الرحمن تياني طبعا بمسميات وطنية تصالحية جديدة .
بهذه الخطوات يكون الجميع قد عمل بصورة إستباقية منعية إستراتيجية على حزم وحسم موضوع الإنقلابات العسكرية والمدنية بكدمول عسكري المحتملة بغرب أفريقيا وأفريقيا على وجه العموم ، وليس العمل على تبديد الجهود وتفجير الأوضاع سياسيا وإجتماعيا وأمنيا بأعمال غير محسوبة ومحوسبة لإبطال إنقلاب دولة النيجر .
ولكم منا والشعب السوداني الف سلامة وسلام ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى