الأعمدة

ما السر وراء حصار جزيرة توتي !

الناس قد ملت وضاقت من تطاول زمن هذه الحرب اللعينة دون بارقة امل تلوح في الافق القريب وفقا لتصاعد الاحداث و تضارب الانباء وتباين التوقعات .
فقد تعطلت المصالح و تأثرت حركة الحياة في حاضرة البلاد وعاصمتها التي لم تألف مثل هذه الحروب الطويلة .
صحيح انها عايشت الكثير من الصدامات والصدمات العارضة سواء كانت حركات انقلابية او غزوات وخلاف ذلك من الاحداث التي تحتويها السلطات القائمة إن لم يكن في ساعات فلن يستغرق الامر معها الا اياما معدودات على اكثر تقدير .
طبعا هذا لا ينسينا ان انحاء اخرى عزيزة بذات حرصنا على امن وسلامة العاصمة تنزف لها قلوبنا وهي التي عانت ويلات الحروب عقودا من الزمان و التي لا تهدا نيرانها فيها قليلا الا و اشتعل وميضها من تحت رماد الفتن من جديد !
الان هذه الحرب المجنونة تجاوزت ما يقارب الشهرين وهي تحرق وتدمر في مدن وتخوم الخرطوم وكلما تملكت الناس موجة تفاؤل بقرب انتصار الجيش على بنت الرحم المتمردة عليه ..الا ويصدمنا خبر بتعدي المتمردين على موقع استراتيجي وفي قلب العاصمة .
فجزيرة توتي ليست في اول منابع ولا اخر مصبات النيل ..فهي في واجهة قصر الصداقة وجسرها ليس ببعيد عن القصر الرئاسي هذا ان كان لا يزال فيه فعلا بقايا ظل يسكنه رئيس .
ومع ذلك تحبطنا الانباء بان هذا الموقع المكشوف يحتله جنود التمرد. بكل بجاحة وتحد سافر للجيش ..فيمنعون الدخول لهذه الجزيرة الوادعة او الخروج منها و يحاصرون اهلها الطيبين بلا ذنب ولا جريرة .
فلم نسمع يوما ان فيها كتيبة جيش او مركز استخبارات حتى يعاقب اهلها بهذا النحو الا إذا كان القصد هو منع منتجاتهم الزراعية من الوصول الى اسواق العاصمة بغرض تجويع السكان حسب تفكير هولاء المتمردين الذين طاشت بهم بوصلة العقل إلى مرحلة الجنون !
ولكن بالمقابل حق لنا ان نتساءل هل استعصى هذا الموقع المكشوف على القوات المسلحة تحريره وفك حصار اهالي توتي ..ام ان السلطات العسكرية المعنية بالامر تخشى ان يقوم المتمردون بنسف الجسر الرابط بين الخرطوم والجزيرة المسالمة او انها تخاف ان تصيبه طائراتها او راجمتها بسوء يحسب عليها !
اسئلة كثيرة تبحث عن إجابات في هذا الصدد لا تحتمل الانتظار ..فاحتلال موقع بهذا الوضوح من قارعة الطريق لهو امر محير حتى بالنسبة للفندق القريب من الجسر والذي لابد انه يبادله نظرات المواساة و يشاطره المخاوف والاحزان !

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى