رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

الصمت القاتل: ماذا يحدث في أم درمان..؟!! وباءٌ غامض، مستشفى النو، والأسئلة التي لا تُطرح

المستشار القانوني/مهيد شبارقة
محزن جدا ان أصبح الصمت أثقل من الهواء ذاته في أم درمان تلك المدينة التي لطالما صمدت في وجه التاريخ،تجد نفسها اليوم محاصرة، لا بالحرب وحدها، بل بوباء خفيّ لا اسم له، لا ملامح واضحة، ولاتفسير رسمي..!!!! فخلف أسوار مستشفى النو، تتوارى الحكايات مرضى يسقطون تباعاً،وأطباء تائهون بين أعراض لاتشبه ما عرفوه، وحالات حرجة تتزايد دون إجابة شافية….!!
#مستشفى النو: قلعة في مهب الغموض..!!
في قلب أم درمان، يقف مستشفى النو كجدارٍ صلب أخير أمام الانهيار المشهود فتقارير وشهادات من داخل أروقته تشير لانتشار حالات /نزيف داخلي،/فشل عضوي مفاجئ،/وارتفاع حاد في درجات الحرارة، في ظل غياب فحوصات دقيقة أو تشخيص حاسم..!! بعض الأطباء يتحدثون على استحياء عن أعراض تشبه أمراضاً مثل /الإيبولا أو /حمى الوادي المتصدع، فيما الآخرون يفضلون الصمت، خوفاً أو عجزاً.
#العقوبات الدولية: هل تعمّق الأزمة؟
العقوبات المفروضة مؤخراً على السودان، رغم أنها موجّهة ضد كيانات عسكرية، لكن كان لها أثر مباشر على القطاع الصحي حيث توقفت الإمدادات، وتراجعت فرص الدعم اللوجستي، وغابت القدرة على الوصول إلى مختبرات متقدمة للفحص والتحليل…!! والنتيجة: مستشفيات عاجزة، مرضى بلا أدوية، وأطباء يقاتلون في الظل بأسلحة منتهية الصلاحية….!!!
#أسلحة محرّمة وأوبئة
صامتة فهل من رابط؟
من بين الأسئلة المُقلقة التي بدأت تطرح نفسها في الخفاء هل للأمر علاقة بنوع الأسلحة المستخدمة مؤخراً في النزاع؟
هناك أحاديث متزايدة، وإن لم تُوثق بعد، عن استخدام أسلحة قد تحتوي على مواد سامة أو مشعة أو بيولوجية، خصوصاً في مناطق قريبة من مستشفى النو إن صحّ ذلك، فإن ما نشهده ليس وباءً طبيعياً، بل هو كارثة إنسانية وانتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية فالصمت في هذه الحالة لا يُعد تقصيراً فحسب، بل هو تستراً على جريمة لاتقل بشاعة عن القتل المباشر…!!
#الخوف من الحقيقة… أخطر من الوباء:
يبدو أن الصمت، هذه المرة، ليس فقط نتاج الجهل، بل نتاج سياسة خاطئة متعمدة ربما خوفاً من الهلع الشعبي، أو من انكشاف ضعف النظام الصحي، أومن تبعات الاعتراف باستخدام أسلحة محظورة،لكن التجاهل لن يُوقِف تفشي المرض، بل سيسرّع من انتشاره، ويحرم المواطنين المغلوب على امرهم من حقهم في الحماية والمعلومة والكرامة الإنسانية..!!
#نداء لا يحتمل التأجيل:
إن لم تكن سلطة بورسودان التي جثمت على البلد قادرة على المواجهة، فعلى الأطباء، والصحفيين، والعاملين في منظمات المجتمع المدني أن يتكلموا زأن يطالبوا بتحقيقٍ مستقل، وفحصٍ علمي نزيه، وشفافية كاملة فما يحدث بأم درمان ليس شأناً محلياً، بل هو مأساة إنسانية تتطلب صوتاً أعلى من الخوف،وأنبل من الصمت فالنشر مسؤولية، والصمت جريمة وما نكتبه اليوم قد يُنقذ غداً.

زر الذهاب إلى الأعلى