غارات جوية وقصف عنيف بمدن العاصمة الثلاث
تجددت الاشتباكات العنيفة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بعدة مناطق في العاصمة الخرطوم، الأحد، فيما سُمع دوي إطلاق النار شمال غرب ووسط أم درمان.
وأفاد مراسل “الشرق” في الخرطوم، بأن مناطق “السوق الشعبي” و”شارع العرضه” والمنطقة الصناعية في أم درمان شهدت قصفاً عنيفاً منذ ساعات الفجر الأولى، مع سماع أصوات انفجارات عنيفة في المنطقة.
كما شهدت عدة مناطق في مدينة الخرطوم بحري المجاورة والمدينة الرياضية وحي الشجرة بالخرطوم اشتباكات وقصفاً مدفعياً قوياً، حيث ارتفعت سحب الدخان قرب مستودعات الشجرة واليرموك ومقر قوات الاحتياطي المركزي جنوبي الخرطوم.
وتصاعدت حدة القتال في البلاد في وقت قال مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، إن وفد بلاده الذي يزور موسكو طلب، خلال اجتماع الخميس مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، مساعدة روسيا في إيقاف الحرب بالسودان.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن عقار الذي يزور روسيا، قوله: “شرحنا للافروف خلفية المشكلة في السودان وناقشنا قضايا ذات علاقات ثنائية بعيداً عن الصراع، ووجدنا استجابة”.
وقال عقار إن روسيا إحدى الدول الكبرى التي تقود السياسة الدولية وتتمتع بعلاقات سياسية واقتصادية مع السودان.
وكان السودانيون يعلقون آمالاً كبيرة على مناسبة عيد الأضحى حتى يجدوا متنفساً، ولو قصير الأمد، في ظل الحرب الدائرة بين الطرفين، إلا أن أول أيام العيد، الأربعاء، شهد غارات جوية وتبادلاً لإطلاق النار في أم درمان، على الرغم من إعلان كل معسكر على حدة هدنة بمناسبة العيد.
وأفاد شهود، الخميس، بأن “مقاتلات تابعة للجيش تقصف مواقع تابعة للدعم السريع في حي الفتيحاب جنوب أم درمان”.
وأودت الحرب بحياة نحو 2800 شخص وتسببت بنزوح أكثر من 2.8 مليون هرباً من الحرب الدائرة بين الطرفين.
ودعا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، في خطاب متلفز “جميع شباب بلادي وكل من يستطيع الدفاع ألا يتردد أو يتأخر في أن يقوم بهذا الدور الوطني في مكان سكنه أو بالانضمام للوحدات العسكرية”.
وكانت وزارة الدفاع قد وجهت دعوة مماثلة الشهر الماضي، لم تلق تجاوباً واسع النطاق.
ويعاني ملايين من سكان الخرطوم العالقين في العاصمة تقنيناً في التغذية بالتيار الكهربائي وبالمياه في أجواء من الحر الشديد.
وأبرم المعسكران المتحاربان أكثر من هدنة بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، لكن سرعان ما كان يتمّ خرقها.
ويحتاج 25 مليون شخص في السودان لمساعدة إنسانية وحماية، بحسب الأمم المتحدة.
ومن بين النازحين لجأ أكثر من 600 ألف شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً، إذ لا يزال الوضع يزداد سوءاً في إقليم دارفور غرب البلاد.
وباتت مدن بكاملها تحت الحصار، بحسب الأمم المتحدة، وقد أُحرقت أحياء وسويت أرضاً.
وكانت تقارير للأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى أفادت بتعرّض مدنيين للاستهداف والقتل بسبب اتنيتهم على يد قوات الدعم السريع ومليشيات عربية متحالفة معها، الأمر الذي يذكر بما شهده إقليم دارفور من مآس.