الأعمدة

الخرطوم راحت.. في حق الله.. اقرعوا الجزيرة وباقي الولايات !

وقت ان كانت الحروب تدور رحاها في الاصقاع البعيدة والاطراف النائية عن جسد الوسط هنا.. كنا لا نتفاعل معها كشان وطني يعنينا بصورة مباشرة وهذه حقيقة مرة لابد من مواجهتها بشجاعة.. وكنا نتعامل تجاهها مثل اخبار حرب البوسنة والهرسك او مجازر راوندا. مثلا!
لان شوك قتادها المؤلم لم يكن مجرورا لا في جلد الخرطوم ولا تطأ فوقه اقدام شندي وكانت فرضية ان يتطاير جمرها الينا ضربا من المحال!
الان عاصمة البلاد يجلس اهلها على ذلك الجمر اللاهب وحين تحركوا هربا منها كانوا يسيرون على ماهو احر من ذلك الجمر.. التشرد و ترك عزوة المؤئل!
واصبحنا على قناعة نجترها في حلوق الحسرة في طعم يصبح العلقم بالنسبة له في حلاوة السكر.!
وادركنا ان تطاير شرارة الحرب التي ظنناها بعيدة عن عشة غفلتتا هاهي تسقط عليها و تحرقها بمن فبها وما فيها!
وبتنا نضع ايادينا على القلوب الواجفة بعد ان ثبت لنا ان الذي كان يحدث في الجنينة او جبال النوبة او جنوب النيل الازرق ونشاهده في شريط الاخبار عرضا.. قد وصل الينا..! وها نحن ندرك اخيرا ان مدني و سنار و مروي وبورت سودان هي الاقرب من الخطر الذي دمر الخرطوم مثلما هي قريبة من تلك المناطق الملتهبة وكنا نراها بعيدة..!
وهاهم الدعامة الحاقدون على استقرار الوسط كله بلا استثناء قد تجاوزوا حدود ولاية الخرطوم وتوغلوا الى قرى الجزيرة المتاخمة للعاصمة .. فبدا اهل الباقير و المسعودية والنوبة يزحفون نحو الداخل تاركين قراهم هربا من تلك الهجمات البربرية المتوقعة بل التي بدأت حقيقة وسقط ضحاياها من الشهداء بكل الاسف الموجع.. ولدينا شهود عيان من القادمين اصبحوا بيننا لحما ودما وهم ليسوا ضيوفا وانما اهل الديار.بين عشيرتهم وفي بيوتهم.
وبكل استغراب يقال ان اقرب نقطة ارتكاز للجيش متمركزة في مدينة الكاملين كما افاد العابرون.. وكأنها ترحب باولئك الاوباش ليتقدموا ناحيتهافي عمق الجزيرة بدلا من ان تسد عليهم حدودها منذ بدايتها قبل ان يكسروا حاجزها الوهمي!
والجزيرة بها عدة معسكرات للصبية الصغار الذين يعكف المروجون لتوسيع رقعة الحرب على تجهيزهم لمحارق جديدة.. واذا وصلت كتائب الدعم السريع الى اماكن تلك المعسكرات فستكون حققت هدفها المنشود بحرق اكباد امهات واباء اولئك الطيور الزعب وهذا ما تسعى لتحقيقه لتطفي غليل حقدها الدفين لتنتقم في براءتهم على من جندوهم لقتالها .. قالتها الله !
والباقي ممكن اكماله من كنانة الحذر الواجب اتخاذه!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى