الأعمدة

كوارث الطبيعة الإلهية.. وحروب حماقات بني الانسان..!

الحياة والفناء هي ثنائية هذه الدنيا التي الى زوال كلها.
ولكل انسان قدره المحتوم و المسطر في كتاب الازل.
ذهب الناس في الريف المغربي قبل ساعات فقط يتوسدون اذرع الامل بان يستيقظوا على صباحات جديدة.. ولكن غضبة الطبيعة لحكمة بعلمها المولى العزيز الرحيم والجبار اقتحمت غفوتهم فلم ينهض الكثيرون ابدا.. والذين نجوا كانوا بلا وعي لاستيعاب الكارثة او حتى عقول تميز لدرجة انهم لا زالوا يتصورون انهم في حلم بل كابوس مرعب.. الرحمة لمن قضوا و العزاء لمن فجعوا والشفاء للمعطوبين منهم.
و في ليبيا ارسل الله ريحا صرصرا عاتية و فانتفض لها البحر من اعماقة محتضنا بكل امواجه انفجار السماء ليدفع به الى اليابسة فتكالبت تلك القوى وجرت ضعف الانسان وهشاشة البنيان الى غياهب الضياع و مسحت معالم الحياة و النماء في دقائق معدودات.
ذهب الالاف وربما ارتاحوا من عذاب الساسة الذبن قسموا جسد البلاد و تحكموا في رقاب العباد.
نسال الله لهم حسن الخاتمة و نرسل الدعوات للسماء بان يتعافى المنكوبين.
وهاهم القادة يقفون مذهولين كالحمر المهلوعة من زئير السباع يتساءلون من يحكمون وكيف واين يضعون كراسيهم. بعد ان ضاقت عليهم الضفاف الواسعة.
ونحن بدورنا نسألهم.. هل سيوحدهم هذا الانذار الرباني الى قبلة العقل من اجل ترتيب كراسي السلطة في خيمة مصلحة الوطن و واثراء وليمة المواطن بالامن و الاستقرار.. لا من اجل ذات الحكام الاجلاف او ارضاء طموحات الاحلاف ومشبوهات الصلات!
وهنا في وطننا المنكوب بحماقات واحلام عدم يقظة العسكر الذين يفكرون بعقلية السلاح ولا يسخرون سلاح العقل لحماية التراب.
و المكتوي ايصا بجحيم الساسة الذين جانبهم فهم الصلاح و ابتعدوا عن جادة الفلاح.. فهل ينتظرون كلهم كارثة اكثر من هذه الحرائق. التي اشعلوها و طفقوا يتراكضون للبحث عن من يطفئها لهم وهم المهزومون جميعا في نزالها بعد ان كان المنتصر الوحيد فيها هو وقودها الذي جلبوه على صدورهم الخاوية من القلوب وحملوه فوق رؤوسهم التي غادرتها الامخاخ حينما أدركت انهم محص حمالين للحطب وليسو متحملين لمسئؤلياتهم تجاه الوطن و الشعب !
فمثلما للانسان حماقاته التي يرتكبها في حق نفسه و قد يدفع ثمنها غيره.. فالطبيعة لها ناموسها التي تسيره حكمة الإله ليقول من خلالها لغرور بني البشر.. انتم لا شيء مهما تجبرتم حاكمين في بعضكم او غفلتم عن قدرتي كخلق عاديين. ونسيتم ان دنياكم كلها عندي لاتساوي جناح بعوضة.. ومااهتزازات الارض او نفخة الرياح او زخات المطر.. إلا ملامح يسيرة جدا من نفخة الصور الكبرى.. فهل تنفع الذكرى لكم حاكما ومحكوما لان بعضكم ينشأ من ظلم الكل لنفسه الامارة بالسوء او تحكم الٱخر في اخيه.

سبحانه القوي فوق كل مدعي للقوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى