
242 راكباً كانوا على متنها بينهم 11 طفلاً من جنسيات هندية وبريطانية وبرتغالية وكندية وستارمر يصف الحادثة بـ”المدمرة”
عرضت إحدى القنوات لقطات تظهر الطائرة المنكوبة وهي تقلع فوق منطقة سكنية ثم تختفي عن الشاشة قبل أن تتصاعد سحابة ضخمة من النيران في السماء من خلف المنازل.
قال مسؤول بالشرطة لـ”رويترز” إن أكثر من 290 شخصاً قتلوا في حادثة تحطم الطائرة بمدينة أحمد أباد في رحلة متجهة إلى لندن اليوم الخميس.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول صحي قوله اليوم إن شخصاً واحداً نجا من حادثة تحطم الطائرة في مدينة أحمد أباد، وأضاف المسؤول في دائرة الصحة في ولاية غوجارات دانانجاي دويفيدي، “نعم، تأكدت نجاة شخص”، موضحاً أنه يتلقى العلاج في المستشفى، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
كانت تقارير صحافية نقلت عن شرطة مدينة أحمد أباد اليوم تأكيد وفاة جميع ركاب طائرة الهند وعددهم 242 شخصاً.
وأعلنت شرطة المدينة أنه من غير المتوقع أن يكون أي من ركاب طائرة تحطمت بعد وقت قصير من إقلاعها في رحلة إلى لندن قد نجا، معبرة عن مخاوف إزاء مزيد من الوفيات في موقع التحطم.
وقال مفوض شرطة المدينة جي أس مالك “بما أن الطائرة تحطمت في منطقة سكنية تضم عدداً من المكاتب، فقد سقط المزيد من الضحايا”. ولم يُدلِ بتفاصيل في شأن الوفيات على الأرض.
وذكرت صحيفة إنديان إكسبريس نقلاً عن الشرطة الهندية أن جميع من كانوا على متن طائرة الخطوط الجوية الهندية لقوا حتفهم.
وفي وقت سابق أعلنت الخطوط الجوية الهندية والشرطة أن طائرة تابعة للشركة كانت متجهة إلى لندن وعلى متنها 242 شخصاً، تحطمت بعد دقائق من إقلاعها من مدينة أحمد أباد غرب الهند اليوم. وقال وزير الصحة الهندي إن هناك “كثراً” من الضحايا.
وأكد قائد شرطة أحمد أباد العثور على جثث 204 من ركاب الطائرة. وقالت الشرطة إنه جرى نقل أكثر من 100 جثة إلى مستشفى في أحمد أباد بعد تحطم الطائرة. وأشار قائد شرطة المدينة إلى “ضحايا” على الأرض في مكان الحادثة.
وفيما قالت شركة الطيران إن الطائرة كانت متجهة إلى مطار غاتويك في بريطانيا، ذكر مسؤولون في الشرطة أن الطائرة تحطمت في منطقة سكنية قرب المطار.
وأوضح ضابط كبير في الشرطة للصحافيين “المبنى الذي تحطمت فيه الطائرة هو نزل للأطباء… أخلينا ما يقارب 70 إلى 80 في المئة من المنطقة وسنخلي بقيتها قريباً”.
وقال مصدر آخر إن عدد ركاب الطائرة كان 242 شخصاً منهم 217 بالغاً و11 طفلاً، وفق “رويترز”. وذكرت الخطوط الجوية الهندية أن الركاب 169 هندياً و53 بريطانياً وسبعة برتغاليين وكندي واحد.
بدوره، أوضح موقع (فلايت رادار 24) المتخصص في تتبع حركة الطيران أن الطائرة المنكوبة من طراز “بوينغ 787-8 دريملاينر”، وهي واحدة من أحدث طائرات الركاب في الخدمة.
وقالت الخطوط الجوية الهندية عبر منصة “إكس”، “نتحقق حالياً من التفاصيل وسننشر مزيداً من التحديثات… ويجري نقل المصابين إلى أقرب المستشفيات”. بينما ذكرت قنوات تلفزيونية أن الحادثة وقعت بعد إقلاع الطائرة مباشرة.
سحابة نيران
وعرضت إحدى القنوات لقطات تظهر الطائرة المنكوبة وهي تقلع فوق منطقة سكنية ثم تختفي عن الشاشة قبل أن تتصاعد سحابة ضخمة من النيران في السماء من خلف المنازل.
وأظهرت اللقطات أيضاً حطاماً مشتعلاً ودخاناً أسود كثيفاً يتصاعد إلى السماء قرب المطار. وكذلك أظهرت أشخاصاً يجري نقلهم على محفات إلى سيارات إسعاف.
ولفتت مراقبة الحركة الجوية في مطار أحمد أباد في الهند إلى أن الطائرة غادرت خلال الساعة 1.39 ظهراً (08:09 بتوقيت غرينيتش) من المدرج 23. وأطلقت الطائرة نداء “استغاثة”، في إشارة إلى حال طوارئ، ولكن بعد ذلك لم تصدر أية استجابة من الطائرة.
مشاهد مدمرة
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن “المشاهد الواردة لطائرة كانت متوجهة إلى لندن تحمل عدداً من المواطنين البريطانيين، والتي تحطمت في مدينة أحمد أباد الهندية، مدمرة”.
من جانبه، أعرب وزير الطيران الهندي رام موهان نايدو كينجارابو عن “صدمته وحزنه العميق” حيال الحادثة في أحمد أباد.
وذكرت هيئة الطيران المدني الهندية أن “242 شخصاً كانوا في الطائرة” بينهم طياران و10 من أفراد الطاقم.
وتعد أحمد أباد المدينة الرئيسة داخل ولاية غوجارات الهندية، وبها نحو 8 ملايين نسمة وتحيط بمطارها مناطق سكنية مكتظة.
ووجه وزير الطيران “كل وكالات الطيران والطوارئ للتحرك بصورة سريعة ومنسقة”. وأضاف “جرت تعبئة فرق الإنقاذ وتبذل كل الجهود لضمان إيصال المساعدات الطبية والإغاثة إلى الموقع في أسرع وقت”. وتابع “أتضامن وأصلي لكل من كانوا على متنها وأفراد عائلاتهم”.
أرقام ضخمة
وشهدت الهند سلسلة حوادث طيران دموية على مر الأعوام بما في ذلك كارثة وقعت عام 1996، عندما اصطدمت طائرتان في الجو فوق نيودلهي مما أسفر عن وفاة نحو 350 شخصاً.
وعام 2010، تحطمت طائرة تابعة لشركة “إير إنديا إكسبرس” واندلعت فيها النيران داخل مطار مانغالور جنوب غربي الهند، مما أسفر عن وفاة 158 من ركابها وأفراد طاقمها.
وقبل عقود على ذلك، تحطمت في البحر قبالة إيرلندا طائرة بوينغ 747 تابعة للخطوط الهندية، كانت متوجهة من مونتريال إلى لندن خلال يونيو (حزيران) 1985. وكانت الطائرة تقل 329 شخصاً لم ينج أي منهم.
وخلصت لجنة تحقيق هندية إلى أن عناصر من السيخ زرعوا قنبلة في حقيبة على متن الطائرة.
في المقابل، شهد قطاع الطيران الهندي ازدهاراً خلال الأعوام الأخيرة، إذ وصف المدير العام لاتحاد النقل الجوي “إياتا” ويلي والش خلال مايو (أيار) الماضي هذا النمو بـ”المذهل”.
وبفضل نمو اقتصادها، باتت الهند وسكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة رابع أكبر سوق طيران في العالم سواء داخلياً أو دولياً، فيما تتوقع “إياتا” بأن تصعد إلى المرتبة الثالثة خلال عقد.
وطلبت الخطوط الهندية 100 طائرة إضافية من طراز “إيرباص” خلال عام 2024، بعد عقد ضخم عام 2023 للحصول على 470 طائرة (250 ’إيرباص‘ و220 ’بوينغ‘).
وبلغت حركة ركاب الطيران الداخلي عتبة جديدة عام 2024 لتتجاوز 500 ألف راكب خلال يوم واحد، بحسب وزارة الطيران المدني الهندية.