الأعمدة

جيشنا الوطني.. اهو.. مهزوم ام ملجم ومحكوم !

احيانا الخطاب قد يقرأ من عنوانه.. وهي عبارة صارت مثلا سارت به الركبان على مدى الازمان.
ولعلها قد تصدق في موقف قائد جيشنا الوطني واركان حربه قبل وعند بداية هذه الحرب الخبيثة.
فكيف لهذه القيادة ان تغض الطرف عن تمدد وتحركات الدعم السريع وانتشار قواته في عدة ارجاء ومواقع حيوية من العاصمة والاقاليم دون ان تتحسب ولو بنسبة خمسين بالمائة من حالة الاستعداد المطلوبة لمواجهة اسوا الاحتمالات من الوجهة التحوطية ..
و مظهر الموقف السياسي كان يتعقد تباعا وفي حالة توتر ببن القوى السياسية المتبنية لفكرة الاتفاق الاطاري من ناحية.. ومن جانب اخر درجة التاهب بالتهديد والوعيد من طرف القوى المناهضة لذلك الاتفاق الذي يعني تكامل دورة نموه القضاء على مصالح ماضيها و مسح خطط مستقبلها في التواجد ضمن الخارطة السياسية على الاقل في المدى القريب التي كانت ستمثله مرحلة الانتقال المزمع الدخول فيها بموجب ذلك الاطاري المؤود !
ورغما عن ذلك كله وما تبعه من تباعد خطوط الالتقاء بين موقف قيادة الجيش وقيادة الدعم السريع في هذا الصدد وما طفى الى سطح المشهد من توتر ينبي بان الامور تسير في اتجاه الطلاق البائن.. ولكن قائد الجيش حينما انطلق مدفع الصيام عن التعايش السلمي بين الفريقين والذي اطلقه طرف ثالث كما هو معلوم.. يتفاجأ قائد. الجيش وغرف عملياته مثل غيرهم من النيام في ذلك الصباح الحالك باشتعال الحرب مثلما كان الكثيرون يتفاجئون بثبوت الشهر دون ان يكونوا مستعدين لاستقبال رمضان على سبيل المثال .
الان وبعد دخول الحرب الى شهرها الثامن .. نجد ان قائد الجيش يقيم خارج العاصمة الجريحة وهي رمز السيادة ومنصة القيادة جالسا بعيدا عن المعارك مادا رجليه في مياه شاطي الاحمر الباردة.. بينما تحترق اقدام جنوده الحافية في حرائق الهزائم المتلاحقة غربا وقد فرغت خزانات اسلحتهم من الذخيرة مثلما افرغت نفوسهم من الثقة في قيادتهم التي بات اكثر المتشددين في دعمها من الكتاب والمدونين وعامة الناس يتشككون في نواياها وتحديدا القائد العام شخصيا والارتياب في دوره الذي يلعبه سلبا فيما بتعرض له جيشنا من اذلال و مهانة.
نعم نحن نؤمن على ان البحث عن السلام في جدة مطلوب بعد ان تأكد بيانا بالفشل ان حسم المعارك بالسلاح بات امرا غير ممكن ان لم يكن مستحيلا.
ولكن ذلك لا يعني بالضرورة ان يكون التفاوض للحل هو تسليم مفاتيح الحاميات و المدن والمناطق لقوات التمرد لتبسط نفوذها فيها وبالتالي تجعل من موقفها على طاولة التفاوض هو الاوفر حظا نحو فرض شروطها وهي مرتاحة في جلستها.
ومن المؤكد اننا رغم اختلافنا مع قيادة هذا الجيش التي نصبها الواقع المزري بعد تصديق مسرحية انحيازها لخيار الشعب في ثورته ضد نظام الانقاذ والتي تكشفت فصولها الزائفة تباعا بدءا من جريمة فض الاعتصام و مرورا بانقلاب 25
اكتوبر وليس انتهاء بهذه الحرب اللعينة..
ولكننا ابدا لم نشك يوما في بسالة ووطنية الشرفاء من ضباطنا وجنودنا الذين لا نافة تحزب ايدلوجي لهم ولا جمل لصراعات القادة المثبطين لهممهم.. ومن ورائهم اصحاب الاجندة والمصالح التي لم تعد خافية في اطالة امد هذه المحرقة…!
بل و نحن على يقين ان عقيدة اولئك الابطال الانقياء من شوائب الغرض الذاتي بحكم تربيتهم العسكرية الخالصة و الراسخة لن تهزم متى ما صدرت لهم الاوامر المباشرة وتوفرت امامهم اللوازم الداعمة لارادتهم العالية و المحفزة لسواعدهم القوية .
مثلما لا يسرنا ان يكون جيشنا الوطني مهزوما في اي نزال على المستوى الخارجي والداخلي. و.. لكن الذي يشهده واقع الحال الماثل في صور المعارك الحالية يؤكد ان هذا الجيش محكوم وملجم بعناصر قيادية مشبوهة الاهداف و غارقة في مخاوفها الخاصة التي تجعلها بما لا يدع مجالا للشك لا ترقي لشرف قيادته في هذه الظروف الحساسة من تاريخ وطننا المكلوم بهم والتي تمثل الحد الفاصل بين ان يكون او لا يكون.
هذا على مستوى وضعية تلك القيادات عسكريا.. اما موقعها من اعراب المعرفة والتجارب السياسة فهو صفر كبير.
سيعيد حتما ولا محالة الى مسامع الفضاء الثوري من جديد هتاف ( العسكر للثكنات وكل المليشيات للحل)
وعلى السياسيين المدنيين ايضا مراعاة فروق معطيات الزمن الذي سبق الحرب و ما سيعقبها من واقع مختلف.
فانهم ان لم يستفيدوا من قسوة دروس تلك الفوارق.. فعلى ما تبقى من وحدة ترابنا الف سلام.
ولكن رغم كل ذلك الأسى الممض..فاننا بكل الصدق والتجرد من كل غاية نتمنى لبلادنا وباسمى عبارات التفاؤل السلامة من كل شر.
والله من وراء القصد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى