
حرب الأكاذيب تتكشف أكاذيبها يوماً بعد يوم وتسقط ورقة التوت عنها لتتضح كحرب إجرامية سلطوية ليس إلا..
قال دعاة الحرب إن هذه الحرب يجب أن تستمر حتى القضاء على آخر “دعامي” لأن الدعم السريع ارتكب جرائم وانتهاكات في حق المدنيين ولا يجب أن يغفر له ذلك ولا تعايش مع المجرمين بتاتاً.
سقطت هذه الأكذوبة تماماً بنموذج كيكل وما حدث معه، فالرجل الذي قاد عملية اقتحام الجزيرة وارتكبت أفظع الانتهاكات تحت قيادته، تم تكريمه بمنحه رتبة لواء في الجيش واحتفظ بقوة تتبع له تحت اسم “درع السودان” ويا دار ما دخلك شر.
قالوا ان هذه الحرب للتصدي لمليشيا ممولة من الخارج وأن هذا أمر جلل فيه انتهاك للسيادة الوطنية.
سقطت هذه الأكذوبة أيضاً وهم يستقبلون قبل أيام قوات الأمين داوود الذي صرح على الملأ بأن قواته قد تم تدريبها وتسليحها من قبل دولة أجنبية، ليس ذلك وحسب بل حتى طعامها وامدادها لا زال يأتي من ذات الدولة الاجنبية، فأين السيادة والوطنية في ذلك؟
قالوا إن هذه الحرب جاءت لإنهاء ظاهرة تعدد الجيوش والحفاظ على وجود سلاح الدولة حصراً بيد القوات المسلحة، وأن الدولة يجب أن تبقى والحفاظ عليها مقدم على ارواح الناس وحياتهم، وها هي الآن أزمة تعدد الجيوش تتعقد بتفريخ عشرات المليشيات الحزبية والقبلية كل يوم. قبل الحرب كانت هنالك قضية الدعم السريع، بفعل الحرب الآن صار هنالك قضايا ومشاكل عشرات القوى المسلحة وانتشار السلاح في يد الناس في كل مكان، فكيف ستحل هذه المشاكل الأعقد اذا افترضنا ان أحد أهداف الحرب فعلاً هو وجود قوات مسلحة واحدة في البلاد.
التسجيل المصور الذي ظهر فيه ضابط رفيع الرتبة يمدح قوة مسلحة حزبية مثل جماعة البراء بن مالك، ويقول كلنا براؤون! هي ذات الوجهة التي كانت تمدح الدعم السريع من قبل، حين كان أداة بطش في يدهم ضد اعداءهم، فسمحوا له بالتمدد والتسليح والتدريب والانتشار، وجاءوا اليوم ليقولوا للشعب انهم العدو الاجنبي الواجب الجهاد ضده، فتأمل حجم فاجعتنا في بلادنا ومؤسساتها وقادتها!!
لا مخرج لنا من هذه الكارثة إلا باعتزال فتنة الحرب كلياً، وسحب أي مشروعية عنها، وعدم تشجيع اطرافها والمتكسبين منها، وخلق موقف شعبي واسع ضد الحرب وجرائمها ومجرميها، ومع سلام عادل ومنصف وشامل، وضغط لوقف الحرب اليوم قبل الغد، والوصول لحل سلمي دون اراقة المزيد من الدماء تحت ادعاءات كاذبة ومضللة.