سيناريو 2008 يهدد حدود مصر رغم تحذرات أممية
ِن المُرجّح أن يزداد نزوح الفلسطينيين من شمال ووسط غزة إلى جنوب القطاع، وقد يضطرون لمحاولة عبور الحدود المصرية تحت ضغط القصف الإسرائيلي، وفق تحذيرات فلسطينية ومصرية، وأخرى صدرت عن الأمم المتحدة.
ومِن أحدث هذه التحذيرات، ما صدر عن رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، فيليب لازاريني، مِن أنّ استئناف الهجمات الإسرائيلية على جنوب غزة المكتظّ بالسكان قد يدفع مليون لاجئ، بما في ذلك 900 ألف لاجئ في مباني الأمم المتحدة، إلى محاولة عبور الحدود إلى مصر.
جاء على حساب الوكالة بمنصة “إكس”، السبت: “إذا كان هناك قتال، فمِن المرجّح أن يرغبوا (السكان) في الفرار إلى الجنوب وإلى ما وراء الحدود”، وحذّر لازاريني من أنّ الهجوم الإسرائيلي “قد يدفع مليون لاجئ إلى الحدود المصرية”.
ُخطّط اجتياز الحدود
لا يرى المحلل السياسي الفلسطيني طلال أبو ركبة، في هذا المخطّط جديدا، قائلا إن الجيش الإسرائيلي يدفع بالفلسطينيين نحو جنوب غزة منذ بداية الحرب، باعتبار أنه توجد جنوبا منطقة للمساعدات.
لكنّه يقول لموقع “سكاي نيوز عربية” إن تكثيف هذا الضغط الإسرائيلي الآن يكشف لنا مُؤشّرات عن مخطّطات إسرائيل، ومنها:
اجتياح منطقة الوسطى وخان يونس كوسيلةٍ لزيادة الضغط النفسي والمعنوي على الفلسطينيين؛ كي يرحلوا جنوبا بحجة أن هناك منطقة آمنة.
من أهداف هذا الضغط كذلك، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، أن إسرائيل تأمل أن يتطوّر الأمر لانفجار في حركة حماس ومقاتليها؛ ما يمنح إسرائيل مكاسب هائلة.
تأمَل إسرائيل كذلك أن زيادة الضربات والقصف على السكان ربما تدفعهم لاجتياز الحدود نحو سيناء ما يدفع المجتمع الدولي للتدخّل والتفكير في حلولٍ للأزمة، ربما تتضمّن نقل النازحين إلى دول أخرى وبذلك تنتهي الأزمة بالنسبة إلى تل أبيب.
إسرائيل تريد أن تضم أكبر كم ممكن من الأراضي في غزة، وجعلها منطقة عازلة تكون الحدود الإسرائيلية؛ وبالتالي لن تسمح للنازحين بالعودة إلى منازلهم مرّة أخرى بعد انتهاء الحرب، وهو مُخطّط غاية في الخطورة يجب على العالم أن يتصدّى له.
وسبق أن شهدت الحدود المصرية محاولات مئات الآلاف من الفلسطينيين اقتحامها في يناير عام 2008، ونجحوا بالفعل في دخول سيناء بعد أن فجَّر مسلحون فلسطينيون جزءا من الجدار الحدودي بين غزة ومصر، متذرعين بالرغبة في إنقاذ السكان من الحصار الإسرائيلي وقتها، لكن مصر رفضت بقاءهم
وقبل ذلك بيوم، أدانت وزارة الخارجية المصرية استئناف القتال، قائلةً في بيان: “حذّرت مصر من مغبة توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة، ودعاوى المسؤولين الإسرائيليين المُشجّعة لتهجير الفلسطينيين خارج حدود غزة، في انتهاك صارخ لالتزامات إسرائيل بصفتها القوّة القائمة بالاحتلال، ولكل أحكام القانون الدولي الإنساني، خاصّة أحكام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949”.
وجدّد البيان أنه بالنسبة إلى مصر، فإن موقفها الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين “خط أحمر لن يتم السماح بتجاوزه”.
وامتدّت الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس من 24 نوفمبر إلى صباح 1 ديسمبر، لتعود المعارك، التي أوقعت حتى الآن مئات من القتلى والجرحى في غزة.