رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

مجزرة القيادة .. الأسئلة المشروعة

كمال كرار
في قلب الخرطوم، وأمام القيادة العامة للجيش،يهاجم آلاف العسكر من مختلف القوات،بكل الأسلحة الفتاكة،الثوار المعتصمين هناك، سلميا،قتلوا الكثيرين،ورموا بالأحياء في النيل واغتصبوا الثائرات، وأحرقوا الخيام المنصوبة .. وكل هذا مسجل صورة وصوت .. أمام سمع المجلس العسكري الذي كان يمثل سلطة الأمر الواقع آنذاك … كيف وممن صدرت الأوامر بارتكاب المذبحة ؟ !
وبالصورة والصوت أغلقت أبواب القيادة العامة،القوات البرية والبحرية أمام الذين حاولوا الدخول عبرها، كيما يبقي الثوار في ( الكماشة) ولتكتمل أركان المذبحة .. من أمر باغلاق الأبواب ؟
ولاحقا اكتشف أن الكثير من الشهداء وضعوا في حاويات، ونقلوا بليل لثلاجات الموتى في بعض المستشفيات،والسؤال ممن صدرت التوجيهات؟!
ورغم الأدلة القاطعة على المذبحة والذين نفذوها، تلكأت لجنة نبيل أديب في عملها، لم تعلن أي نتيجة للتحقيق، وفي الحقيقة كانت تتواطأ مع القتلة .. أليس كذلك؟
واللجنة مسؤول عنها مجلس وزراء الفترة الانتقالية .. ولكنه تواطأ أيضا، وتجاهل القضية .. هل كان هنالك اتفاق تحت الطاولة ؟
النائب العام وقتها، لفق نتيجة تحقيق مزيفة،لطمس آثار المذبحة،تحدث فيه عن كتيبة وهمية تحركت من أمدرمان وقطعت الكباري وقتلت وسفكت الدماء دون أن يراها أحد .. كتيبة ربما كانت تلبس طاقية الاخفاء .. من الذي كتب هذا التقرير ؟ وأين هو ذاك النائب العام المضروب ؟
المفقودون حتى الآن .. وهم شهداء في أغلب الظن أين رموهم .. وهل دفنوا في مقابر جماعية ؟
حكومة شراكة الدم، وانقلاب ٢٥ أكتوبر .. والحرب اللعينة هذه .. والاتفاق الاطاري .. والمشاريع السياسية المطروحة .. هدفت وتهدف لطي ملف مجزرة القيادة العامة .. أليس كذلك ؟
التعديل الأخير في الوثيقة الدستورية،وتعديلها بعد انقلاب ٢٥ أكتوبر كان هدفه ولازال إلغاء أي تحقيق في المجزرة .. لمصلحة من ؟
قيل والعهدة على الراوي أن كل التفاصيل الخاصة بالتحقيق حفظتها لجنة نبيل أديب في مكان آمن .. أين هو هذا المكان ؟ ونبيل نفسه انتقل من موقع لموقع يضعه في (سرج واحد ) مع من ارتكبوا المجزرة .. هي الحقيقة المجردة أليس كذلك ؟
لماذا لم يصحو ضمير أي عضو آخر في لجنة نبيل أديب ليدلي بالحقيقة حول الافادات التي سمعوها وهي لا تقل عن ٣ ألف كما قالوا ؟ .. أم أن الجرادة لا زالت في خشم الدبيب ؟
عاشت ذكرى الشهداء ..
شهداءنا ما ماتوا عايشين مع الثوار .. المات ضمير خاين حالفين نجيب التار .. هذا هو عهد الثوار لرفاقهم ورفاقهن الذين قتلوا في سبيل الوطن ..
وأي كوز مالو ؟

زر الذهاب إلى الأعلى