مازال مكانك شاغرا يا والى!
مرت علينا خلال اليومين الماضيين الذكرى السنوية رقم (٢٣) لرحيل درة الملاعب السودانية ونجم نادى الهلال اللاعب الخلوق (والى الدين محمد عبدالله) والذى ودع الدنيا الفانية عقب إجراء عملية جراحية عادية جدا تخللتها جرعات زائدة وإضافية من التخدير كانت سببا لوفاته كما جاء فى التقرير الطبى والحمد لله على إرادة الله فالموت حق ونقاد يختار الجياد وكان الوالى الغالى أكرمنا جودا باخلاقه العالية ونسأل الله العلى القدير أن يجعله فى أعلى عليين مع الشهداء والطيبين.
(وللحقيقة والتاريخ فان اللاعب والى الدين يعتبر وأحد من أفضل المهاجمين الذين ارتدوا شعار الهلال على مدى تاريخه القديم والحديث ويكفى أنه منذ انتقاله للهلال قادما من فريق النيل مدنى عام (١٩٩٣) وحتى موعد رحيله فى متتصف مايو من العام (٢٠٠١) إحتل وسحر قلوب كل الأهلة بفنه الكروى الرفيع وبأهدافه الساحرة والتى لايجيد تسجيلها الا الوالى نفسه ويكفى أن له أهدافا لم تمحوها ذاكرة الكرة السودانية عامة والهلالية خاصة ومن أبرزها أهدافه فى الترجى التونسى وفى شباك الحارس المخضرم شكرى الواعر حينما سجل فى مرماه بالقدم و بالراس رغم النهار الحار الذى خاض فيه الهلال المواجهة وكذلك هدفه فى اسطورة حراس السعودية الدعيع والذى قاد به الهلال للفوز على شقيقه الهلال السعودى بهدف فى البطولة العربية بالقاهرة ولاينسى التاريخ هدفه فى مرمى حارس المريخ كاكوم فى الدورة الرباعية بالعاصمة القطرية الدوحة والتى كان لتالقه فيها الدور الكبير لاحترافه بفريق قطر القطرى مقدما معه أجمل المباريات ولكن الوالى ترك المال وعاد للهلال الذى ظل متعودا على أنصارة وسماع الهتاف الدائم والمحبب فى كل مباراة يخوضها مع الفريق والتى يكون حاضرا فيها باهدافه الرائعة والتى يعقبها هتاف (الوالى الغالى ) وكذلك نغمة ( دور بى يالوالى دور بى ) وهى اللحظة التى يطرح فيها الوالى المدافع أرضا بطريقة رائعة ويتخلص منه خاصة فى أطراف الملعب قبل أن يواصل طريقه نحو الشباك.
(الوالى لم يكن لاعبا عاديا حيث شمله حب كل الناس بفنه وأخلاقه وقد حدثنى عنه الزميل العزيز أمجد الرفاعى الذى كان لاعبا بارزا قبل أن يمتهن مهنة الصحافة حيث زامل الراحل الوالى بفريق النيل مدنى فقال لى بانه ومنذ أول يوم تدرب معهم بالفريق أيقنت بأن هناك نجما كرويا قادما فى سماء الكرة السودانية وقد كان . وأذكر عندما بدأت مشوارى الصحفى بالقسم الرياضى لصحيفة (الدار) تم تكليفى بتغطية أخبار الهلال وأول مافكرت فيه هو تكوين علاقة صداقة مع الراحل والى الدين وكنت حريص على الذهاب يوميا الى معسكر الهلال والذى كان فى تلك الفترة يسمى (بيت اللاعبين) وكان بمدينة الصافية ببحرى وأذكر أن رئيس النادى القوى البابا الطيب عبدالله طيب الله ثراه قد فرض ضوابط صارمة على بيت اللاعبين وحمايته خاصة من الصحافيين ولأن للوالى الغالى محبة خاصة لدى حارس المنزل الذى كان صعبا وشرسا فظللنا نلتقيه وناخذ منه التصريحات رغم أنه كان قليل الحديث فى أجهزه الإعلام وكان يتكلم أهدافا داخل الملعب ولم يكن الوالى من محبى (الحوامة) كما يفعل أقرانه وزملاؤة ويظل دائم التواجد فى المنزل و نلتقيه وبمعيته النجوم الجدد حنضلية والرشيد الدويم.
( رحيل الوالى فجر فينا حزنا عميقا لأنه دخل عملية قام بتأجيلها كثيرا بسبب إنشغالة بمباريات الفريق وكان يخوض المباريات تحت تاثير التخدير وهو أكثر لاعب سودانى تعرض للضرب من قبل المدافعين ليدخل للعملية بعيدا من أعين الاعلام والجمهور لياتى الخبر الحزين برحيل الوالى الغالى والذى كان وقعه كالصاعقة على الجميع مخلفا فينا حزنا عميقا وأذكر تحركت وبرفقتى الزميل العزيز والإجتماعى النشط حسين سحرى لمنزل قاهر الظلام عبدالمجيد منصور طيب الله ثراه بأركويت والذى شهد إستقبال جثمان الفقيد قبل أن نتحول الى مدينة الحوش والتى توشحت بالسواد وعاشت يوما حزينا قبل تغبر إبنها الوفى ويكفى أنه الوالى الغالى .
( كثيرين جدا من المهاجمين المحليين والأجانب الذين توافدوا على الهلال ولكن للحقيقة فانهم لم يكونوا فى مستوى جودة اللاعب والى الدين والذى قاد الهلال للمتواليات الشهيرة ومنذ رحيله مازال الهلال يفتقد للمهاجم رقم (٩) الذى يسجل بالقدم والراس ويجلب الكأس.
(رحمة الله تغشاك يا والى )
أخر الأصداء
ما أصلوا حال الدنيا تسرق منية فى لحظة عشم .