الأعمدة

العاميه السودانيه واثرها علي الفعل الثقافي السودانوي علي تقلب الاجيال والحقب.. بقلم محمد دنقلا

ارجو و أن يعزرني القراء علي عدم الالتزام بالتسلسل واعد بأن افي المطلوب دون تقاطعات حتي تمام الموضوع….
∆ تطرقت عصفا وتحليلا في المقال السابق الي نشوء العاميه كلغه وسيطه وسعة قالبها وتأثرها بتداخل التيارات الثقافيه وأثرها بطبيعة الحال علي الوافدين الذين أثروا فيها وتأثروا بها بالضروره .
.احاول هنا التوقف عند بعض الامثله التي تؤكد رحابة
العاميه السودانيه وسهولة الولوج الي قاموسها المفتوح الرحب ولك عزيزي القارئ أن تتوقف معي عند كلمة (ركس)ما معني ركس المرتبطه باسم عباس ..؟
فكل عباس علي ظهر بلد النهرين والبحر ركس…!!!
∆ركس Reux في الأصل كلمه (لاتينيه) تعني الملك ،اعطيك مثالا في منحي مختلف،البسكويت اول دخوله السودان كان يعرف (بالبسكومات)والكراس (الكرسه) والداندرمه التي ارتبطت بايسكريم الاكياس هي في الأصل جسم متماسك مكون من ودك أو شحم الضأن واستعمل من ازمان بعيده في دهن شعر الرأس بعد تسييله وتحويله الي دهان بلدي يسمي الكركار/راجع كتاب حياتي للاستاذ بابكر بدري،الجزء الثاني..
∆من هنا يتضح بجلاء لا يقبل الشك أن السودانيين الاوائل وجدوا صعوبه في نطق بعض المفردات الوافده فتعاملوا معها بنحو خاطئ بعد أن وجدوا عناء في نطقها مما ادي لحدوث تحوير كبير لم يسع أحد لتعديله وتلك أحد أهم مرتكزات نشوء عامية اهل
السودان المستعربه.
∆قرأت في كتاب العقد الفريد أن اهل الكوفه يقومون بحذف الحرف الاخير من كل كلمه ينطقونها ..فمثلا ينادون سعاد..بسعا…مثل الشوايقه تماما ولا اعرف ماهو الرابط ،لكن يبدو أن بعض القبائل حافظت علي خصوصيتها علي تقلب الحقب والاجيال، بقصد او بدون قصد وعلي هذا فإنك تلحظ بوضوح جلي مثل هذي الخصوصيه عند المسيريه والجعليين والشوايقه والرزيقات ويمكن أن تصنف
كل منهم من طريقة حديثه.
∆ شعوب السودان القديمه أثرت بنحو بائن في العاميه خاصه البجه والنوبه والميدوب
وانتظر منكم توسيع المنشور وتكملة النواقص من خلال ذكر اضفاءتهم،ولتقربب الصوره فأن اسم (الشول)الذي انقرض أو كاد، يعني الطعام الكثير ،والعول تعني الجيش الجرار ،واستبرس تعني شرب اللبن نهارا ..والكلمات الثلاث (سناريات) لا زلن يشكلن حضور ووعي في ذاكرة اهل سنار.
#اواصل عبر التغيير الذي طرأ علي العاميه ازدهارا وانحطاطا مع الاستشهاد بالامثله والبراهين…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى