الأعمدة

· نساء عظيمات من بلادي! سارة جادالله حورية النيل التي قهرت المستحيل!! (2) بقلم: أمير شاهين

ساره جادالله أول سودانية تشترك في سباق كابري نابولى الدولي و أول سودانية تتحدي بحر المانش وتقطعه سباحة من بريطانيا إلى فرنسا كرمتها اللجنة الأولمبية العالمية وفاء وعرفانا لها .
فى الحلقة السابقة تعرضنا الى ان سارة جاد الله تعتبر مثال طيب يحتذى به فى قوة الارادة و التغلب على العجز و الاعاقة , فهى قد اصيبت بالشلل فى طفولتها الباكرة عندما كانت فى سن الثانية من عمرها و بتشجيع من اهلها و مساندة والدها الراحل جبارة جادالله ابو فن الاخراج السينمائى و التصوير فى السودان اتجهت لممارسة رياضة السباحة لتساعدها فى تقوية ساقها اليسرى , ومن خلال ممارسة السباحة التى اجادتها و برزت فيها استطاعت ان تكتب اسمها باحرف من نور فى سجل البطولات و الانجازات.داخليا و خارجيا وكان ايضا من حسن حظ سارة جادالله و تدبير الحكيم العزيز انها ولدت فى حلة حمد ذلك الحى الذى اهدى للسودان مبدعين موهوبين فى شتى المجلات التى يضيق المجال عن ذكرها ..
تقول سيرتها الذاتية انها سارة جاد الله جبارة الفكي إبراهيم من مواليد حلة حمد بالخرطوم بحري في العام 1956 م
درست المرحلة الأولية بمدرسة حلة حمد للبنات ثم الأميرية المتوسطة للبنات ببحري وتلقت دراستها الثانوية بمدرسة أبوبكر سرور للبنات بام درمان وبمدرسة شندي الثانوية للبنات والتحقت بكلية الفنون الجميلة ولم تكمل دراستها به حيث تحولت لدراسة السينما بالمعهد العالي التابع لأكاديمية الفنون في القاهرة حيث تخرجت من قسم الرسوم المتحركة في العام 1984 م وهي ثاني امرأة سودانية تدرس السينما وتعمل بها.
بدأت سارة مشوارها فى السباحة فى حوض بلاستيك بالمنزل فى حلة حمد ! ومنها الى حوض سباحة نادى الثقافة الذى كان يقع مباشرة جنوب كنيسة القصر الجمهورى ومنها الى نهر النيل بكل شموخه و عظمته ! فى البداية لم تكن نتائجها فى السباحة مشجعة اذ لم تكن تستطيع المنافسة و احراز المراكز المتقدمة ولكن هذا لم يحبطها او يفت فى عضدها اذ انها كانت على دوام ترن فى اذنيها كلمات والدها بانها ” بطلة” فيزيدها ذلك قوة و اصرار على الاستمرار و عدم التوقف , ومن الانصاف القول بان جادالله جبارة والد سارة كان له اكبر الفضل بعد الله سبحانه و تعالى فى نجاح ابنته سارة التى اصبحت بطلة قومية و دولية , واضافة للمثل الذى يقول بان وراء كل رجل عظيم امراة , فاننا نقوا ايضا بانه وراء كل امراة عظيمة رجل !!
وتواصل سارة انخراطها فى عالم السباحة و اعطته كل اهتماماها و حياتها فهو بجانب صفته العلاجية لاعاقتها فهو ايضا يتيح لها المجال فى اثبات الذات و تحقيق الطموحات فى ان تصبح رمز سودانى يشار اليه بالبنان ! فقد شاركت في العديد من المنافسات المحلية والدولية حيث فازت وهي في الثامنة من عمرها ببطولة الجمهورية و مثلت السودان في بطولات عالمية في الرابع عشر من عمرها. بدأت سارة بالمسافات القصيرة فأحرزت أربع ميداليات في مسابقات 50 متراً فراشة، 100 متر حرة، 100 متر ظهر، و200 متر ظهر أيضاً. ولكن كان التحدى الاكبر هو ولوجها الى عالم سباحة المسافات الطويلة والذى يختلف كلية عن سباحة المسافات القصيرة ويسمى المارثون اذ انه يمارس في المياه المفتوحة مثل المحيطات، الأنهار والبحيرات. ولا تقل المسافة عن 10 كم في مدة تستغرق ما يقارب من ساعتين. ويحتاج الى قوة تحمل و لياقة بدنية وذهنية عالية , وفى هذا المجال حققت سارة نجاحات هامة فداخليا حققت بطولات في كل من العيلفون وعطبرة ومدني ودنقلا , وفازت سارة فى سباق جبل أولياء، كان هو الاطول اذ انه يبلغ البالغة 40 كيلومتراً، من جبل أولياء حتى أمام مبنى التلفزيون في أم درمان،
ونواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى