تقارير

بخصوص إيجارات البيوت.. إحدى عشر نصيحة للوافدين الجُدد الي كسلا

قبل أن انزح إليها قبل عام أعرف كسلا جيداً مُنذ عقدين ويزيد من الزمان، لذا استند على معلومات وليس انطباعات، ولأن المدينة تشهد تدفقات من الذين خرجوا من مناطقهم بولايتي الجزيرة وسنار وغيرهما من ولايات فإن هؤلاء معلوماتهم قد تكون ناقصة، لذا لابد أن نسديهم النصح خاصة فيما يتعلق بالسكن الذي يُعد الهاجس الأكبر لكل قادم إلى كسلا التي ورغم أنها ترتكز على عدد جيد من النُزل السياحية إلا أن إعداد الوافدين أكبر من أن تستوعبه وانسحب هذا الأمر على البيوت بالأحياء السكنية، لذا ننصح بالاتي:_
1_ على الوافد أن يعلم بأن الأحياء السكنية في كسلا تبدو متشابهة في الكثير من التفاصيل، وهذا يعني إلا يبحث عن السكن فقط بالأحياء التي تقع في وسط المدينة او تلك التي يتم تصنيفها بالدرجة الأولى.
2_ كل أحياء كسلا تشترك في توفر الأمن والأمان المجتمعي والرسمي، لا نقول ان معدل الجريمة صفر إلا أنه ومن خلال تجربة فإنه ربما يُعد من أقل المعدلات في السودان خاصة المتعلق بالسرقات المنزلية وأنواع الجريمة الأخرى، وهذا يعني ان من يبحث عن الأحياء الآمنة نقول له أن كل مدينة كسلا تشهد إستقرار أمني كبير نسأل الله استدامته.
3_ ذات أحياء كسلا تشترك في صفات المجتمع الذي ينسجم سريعاً مع الضيف او المستأجر الجديد، وانسان كسلا يتعامل باريحية من واقع خلفيته وموروثاته عطفا علي أنها مدينة سياحية، ونظرية “الجار قبل الدار” ماثلة في كل أحياء المدينة فاينما سكن المرء يجد الجار الذي يبحث عنه.
4_ أزمة المياه تتفاوت من حي إلى آخر إلا أن المدينة بصفة عامة تعاني في هذا الصدد، غير أنها ليست معدومة فإن لم تتوفر عبر الشبكة يمكن الحصول عليها من عربات الكارو، وهذا يعني عدم التمسك بضرورة وجود مياه عبر الشبكة خاصة في البيوت العادية لأنه يمكن توفيرها عبر عربات الكارو.
5_ البعض يبحث عن الأحياء التي تقع بالقرب من السوق الكبير، وهنا نشير إلى أن كسلا ليست مدينة شاسعة المساحة وأبعد حي عن وسط المدينة لايتجاوز بالمواصلات ثُلث الساعة وربما نصف ساعة، كما أن وسائل النقل متوفرة، وهنا ينتفي معيار اشتراط السكن في أحياء محددة.
6_ مما سبق ذكره فإنه ليس مهما أن يتمسك الوافد بمعايير محددة للسكن خاصة فيما يتعلق بالأمن، المجتمع ومياه الشرب والمواصلات، ومن يملك مال فله الحق في أن يسكن حسب الوضع الذي يريده.
7_على الوافد أن يتذكر أن إيجار بيت بمواصفات محددة وعالية قد يكلفه مبلغ شهري ضخم وفي ظل الأوضاع الراهنة فإنه ربما يعجز لاحقآ عن السداد.
8_من الأفضل إيجار بيت غير مفروش لأن سعره اقلّ من الذي به اثاث في الأصل معظمه مستعمل، ويمكن شراء أثاث بأسعار لا بأس بها بالإضافة إلى الضروريات الأخرى.
9_من الأهمية بمكان التعايش مع الظروف ومواكبة المتغيرات لتحديد الأولويات، وبالنسبة للنازح فإنه من الأفضل أن يضع البيت هدفه الأول وفقا لسعر متوسط في ظل حالة الارتفاع الحالية بالإضافة إلى الأكل والشرب وماعدا ذلك من رفاهيات ليست ذات أهمية إلا من كان يملك مال او له مصدر دخل ثابت يغطي تكلفة معاشه.
10_أسعار إيجارات البيوت والشقق شهدت إرتفاع غير منطقي ولايتسق مع الظروف التي يرزح تحت وطأتها النازح، وهذا يعني ان إختيار الأحياء التي يتم تصنيفها شعبية أفضل لان أسعارها أقلّ من تلك التي تندرج ضمن فئة الدرجة الأولى.
11_ حالياً توجد أزمة في البيوت المطروحة للإيجار بداعي انخفاض عددها، لذا على الوافد عدم توسيع الخيارات حتى لايفقد ماهو متاح، وانصح بالانفتاح على المحليات القريبة مثل ريفي كسلا وريفي غرب كسلا.
11_ عن نفسي اسكن في غرفة وبرندة بالحلنقة وسط لكن أبدو مرتاح ولله الحمد لأن الحي الذي اقطنه هادي ويوجد به أمان كبير واهله محترمون واصبحت فرد منهم، وعلى الوافد ألا يشعر بأنه غريب او اقامته عابرة، عليه استكشاف حياة جديدة وناس جُدد والتعايش برضاء وقناعة وسعادته مع واقعه الجديد.
أتمنى من أصحاب البيوت و السماسرة أن يتقوا الله في الوافدين لأن المال “ضُل ضحى” إلى زوال، غير أن الرحمة هي التي يحصد الإنسان نتائجها الطيبة في الدنيا والآخرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى