الأعمدة

كوبرى النيل الازرق يبلغ ال114 عام (1) : بقلم : أمير شاهين

كما يقولون تدل كثرة الاسماء على اهمية المسمى , فمن اسمائه كوبرى بحرى , كوبرى الجامعة , كوبرى النيل الازرق , ثم اخيرا كوبرى الحديد وهى تسمية اطلقها عليه شباب اليوم الذين يستخدمون كلمات لم تكن ماوفة من قبل مثل الجغم و البل والفتيل و الحنك السنين و الحنك البيش , كوبرى النيل الازرق وهذا هو اسمه الرسمى فى شهادة الميلاد واحد الرموز الكبيرة المتبقية من فترة الحكم البريطانى للسودان 1899-1956م و يعتبر ثانى اقدم كوبرى فى السودان بعد كوبرى عطبرة و الاول فى العاصمة اذ يبلغ الان ال114 عام اذ انه تم تدشينه و دخوله الخدمة انشائه من قبل الانجليز فى العام 1910 ويستحق الان لقب ” شيخ الكبارى” وبالمناسية فان كلمة ” كوبرى” هى تركية الاصل وتعنى الجسر ومن الملاحظ ان هنالك الكثير من الكلمات التركية التى تستخدم فى العامية السودانية وذلك بسبب الاستعمار التركى للسودان والذى استمر لمدة 65 عام من 1821 الى 1885م فمثلا كل الكلمات التى تنتهى بكلمة ” خانة” وتعنى المكان هى تركية مثال السلخانة ( مكان الذبح) , الاجزخانة ( مكان الدواء) الشفخانة ( مكان الشفاء) الجبخانة ( مكان حفظ الذخيرة) وغيرهم
عندما تم انشاء كوبرى النيل الازرق والذى اصبح فيما بعد واحد من اهم معالم العاصمة السودانية , فما ان نرى صورته حتى نعرف على الفور بان الصورة لمدينة الخرطوم تماما مثل برج القاهرة فى مصر وبرج الساعة (بيغ بن) فى انجلترا و تمثال الحرية فى نيويورك و برج ايفل فى باريس , كان هدف الانجليز الاول بجانب ربط المدينتين الشقيقتين ( الخرطوم عموم و الخرطوم بحرى ) هو مد خط السكة حديد من بحرى الى الخرطوم لتسهيل حركة انسياب القطارات فى المقام الاول ولهذا فان تبعية ادارة الكوبرى اداريا وفنيا كانت تتبع لإدارة سكك حديد السودان، والتي كانت فى ذلك الوقت واحدة من اكبر وافضل السكك الحديدية على مستوى القارة وكانت يضرب بها المثل فى الانضباط ودقة المواعيد وكان الناس يضبطون ساعاتهم على موعد وصول القطارات الى المحطات ومن اهميتها كانت تضم الكثير من المصالح الحكومية الاستراتيجية الهامة مثل النقل النهرى و الخطوط الجوية السودانية وكان الهدف من الحاق الخطوط السودانية بادارة السكة حديد وذلك لتوفير النقل الى الاماكن التي لا تصلها خدمات السكة حديد! وهكذا كان يفكر الحكام البريطانيين !! وتم بناء الكوبرى تحت اشراف المهندس الإنجليزي ا جورج امبولت، ويمثل بناء الكوبرى بهذه المواصفات الفنية العالية تقدم وتفوق التقنية والهندسة الانجليزية على ما عداها في ذلك الوقت اذ ان الكوبرى تم تصميمه على ما يسمى طريقة الBascule” الكوبرى المتحرك” والذى يتم فتحه للسماح بعبور الملاحة النهرية كما ذكرنا وكان الجزء الشمالي منه (على جهة بحرى) هو الذى يتحرك في الاتجاه الاعلى ويتم فتحه بانفصاله عن بقية الكوبرى وعند مرور النقل النهري يتم اعادة الجزء الذى كان الى اعلى الى وضعه الطبيعي مرة اخرى لمباشرة حركة القطارات والسيارات والتي تكون متوقفة في فترة فتح الكوبرى للنقل النهري ! , حيث كان الكوبرى فى السابق كثيرا ما يتم فتحه من جهة بحرى لمرور السفن والبواخر وحتى المراكب الشراعية الكبيرة , ومع ازدياد حركة السيارات فقد كان فتح الكوبرى يسبب الكثير من التعطيل والتأخير لانسياب الحركة بين الخرطوم وبحرى وفى بعض الاحيان كان الكوبرى عند فتحه او اغلاقه مرة اخرى يأخذ الكثير من الزمن بسبب “عصلجته” بسبب عدم الصيانة الدورية للكوبرى , ولكن ومنذ فترة طويلة تم وقف فتح الكوبرى نهائيا اذ ان الاضرار التي تصاحب فتح الكوبرى لمرور الملاحة البحرية اصبحت اكثر من الفوائد هذا من جهة ومن جهة اخرى لعدم وجود نقل نهرى الان !!! وهو من نوع الجملونات الحديدية كانت بنيته وتصميمه تسمح بعبور القطارات ذات الاحمال الثقيلة والسيارات من كلا الجانبين وممر للمشاة ، كان الكوبرى يسمح ايضا بعبور الملاحة النهرية التي كانت مزدهرة فى وقتها تنقل البضائع والاشخاص وبأرخص الاسعار من شمال السودان الى جنوبه , ويا حليل النقل النهري والنقل الميكانيكي!!
ونواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى