الأخبار

في جلسة مجلس الأمن: لعمامرة يطلب تغزيز الجهود لعقد محادثات بين الأطراف في جنيف لانهاء الحرب

خلال جلسة مغلقة يوم الاثنين مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة، دعا أعضاء مجلس الأمن إلى تعزيز الجهود المكثفة لعقد محادثات بين القوى السودانية المتنازعة، بدعوة من الولايات المتحدة، وباستضافة المملكة العربية السعودية في جنيف الشهر المقبل، آملين في التوصل إلى حل سياسي يعيد الاستقرار لهذا البلد العربي الأفريقي.

بناءً على طلب من بريطانيا، التي تتولى المسؤولية عن ملف السودان في مجلس الأمن، عقد أعضاء المجلس جلسة مشاورات مغلقة حيث استمعوا إلى إحاطتين من لعمامرة ومديرة قسم التمويل والشراكات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ليزا دوغتن.

ووفقًا لدبلوماسيين، أطلع لعمامرة أعضاء المجلس على آخر المستجدات بشأن الجهود المبذولة لحل الأزمة في السودان، بعد أن قام بوساطة في منتصف الشهر الجاري في جنيف لمحادثات غير مباشرة بين وفدين من القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان و”قوات الدعم السريع” بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”. ودعاهم إلى إجراء مناقشات “عن كثب” بدعم من فريق فني شامل من الأمم المتحدة.

أشار إلى أن الغرض هو “بحث المواضيع المتعلقة بالتدابير التي تهدف إلى ضمان توزيع المساعدات الإنسانية وخيارات حماية المدنيين في جميع أنحاء السودان”.
وقال إن فريقه عقد حوالي 20 جلسة مع الجانبين، تشمل اجتماعات فنية وجلسات عامة، حيث عبرت الوفود عن آرائها بشأن القضايا الأساسية المثيرة للقلق، وبالتالي “تم تعزيز الفهم المتبادل”.

وصف المناقشات التي جرت في جنيف بأنها “بداية إيجابية في عملية طويلة ومعقدة”، معرباً عن ترحيبه بالالتزامات المعلنة لتعزيز المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.
ذكر الرسالة التي أرسلها “قوات الدعم السريع” إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المتعلقة “بالالتزامات التي تعهدت بها، والتي تشمل تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية بالتعاون مع الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية التابعة لـ(قوات الدعم السريع)، وتعزيز إجراءات حماية المدنيين، وتمكين المرور الآمن للأشخاص والإمدادات”.
كما قام لعمامرة بإحاطة مجلس الأمن بنتائج الاجتماع التشاوري الثاني المتعلق بتعزيز التنسيق بين مبادرات السلام المختلفة في السودان، الذي تم تنظيمه في جيبوتي الأسبوع الماضي، بمشاركة لعمامرة وممثلي الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية “إيغاد” وجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى ممثلين من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والبحرين ومصر وموريتانيا.
وأكد على أهمية تنفيذ قرارات الاجتماع، والتي تشمل: دعم جميع الجهود الحالية والمستقبلية المتعلقة بالالتزامات الرفيعة المستوى للسلام، والتعهد بالتعاون في المبادرات الهادفة إلى استعادة السلام والاستقرار في البلاد والمنطقة، بالإضافة إلى التركيز على المسؤوليات المشتركة والمتفاوتة للآليات المتعددة الأطراف الموجودة والاعتراف بدورها.
حث على تأييد ما أعلنته الولايات المتحدة مؤخراً، بشأن دعوة الأطراف المتنازعة للمشاركة في محادثات تستضيفها المملكة العربية السعودية لوقف إطلاق النار، والتي ستبدأ في 14 أغسطس المقبل في سويسرا. ومن المتوقع أن تضم هذه المحادثات مشاركة كل من الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة كجهات مراقبة.
خلال الجلسة، أعاد أعضاء المجلس التأكيد على بعض النقاط التي وردت في بيانهم الصحفي الذي صدر في 12 يوليو الماضي، بما في ذلك الترحيب بالمحادثات القريبة التي قام بها لعمامرة في جنيف. كما طلبوا منه تقديم تقييمه لـ”مواقف الأطراف السودانية وآفاق خفض التصعيد وزيادة الحوار”، بالإضافة إلى تفاصيل حول تواصله مع “مفاوضين إقليميين ودوليين رئيسيين كجزء من جهود الوساطة الأخيرة وتنسيق مبادرات السلام المختلفة”.

قدمت دوغتن تحديثاً حول الوضع الإنساني في البلاد في ظل التطورات الأمنية الأخيرة، بما في ذلك التصعيد في ولاية سنار الجنوبية الغربية، الذي أسفر عن نزوح أكثر من 136 ألف شخص. وأشارت إلى أن “القتال في سنار كان له تأثير كبير” على عمليات برنامج الغذاء العالمي في المنطقة، بما في ذلك ولايات النيل الأبيض والنيل الأزرق وكسلا والقضارف. كما أن الأعمال القتالية قد عطلت طرق الإمداد الرئيسية للغذاء والوقود إلى سنار، إضافة إلى إغلاق الطريق من بورتسودان إلى مدينة كوستي، مما أدى إلى توقف المساعدات الحيوية عن مئات الآلاف من الناس، ومن بينهم الكثيرون المعرضون لخطر المجاعة في كردفان ودارفور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى