جهاز المغتربين .. خرج ولم يعد ! بقلم الاستاذ فيصل حضرة
كان من المتوقع ان يلعب جهاز المغتربين دورا مهما في ظل تداعيات الحرب العبثية التي افرزت واقعا مريرا تمثل في النزوح ومن ثم اللجوء الى دول الجوار وغيرها، وعلى الرغم من الامكانيات والموارد المالية الكبيرة، لم يتحرك الجهاز ،وبعد انقلاب ٢٥ اكتوبر وحرب ١٥ ابريل ٢٠٢٣ عاد الحرس القديم، الذين ابعدتهم الثورة لازالة التمكين وبينهم هذا . عادوا الى وظائهم وامتيازاتهم والعكننة على الجاليات في الخارج ومحاولة فرض لائحة التمكين وفرض الوصاية لصالح فئة معزولة تساعدهم في ذلك (بعض) السفارات وهو ما ينسف النظم القانونية المستقرة للجاليات والتي تنهض بدور الدبلوماسية الشعبية وتعمل من أجل الوطن .
جهاز المغتربين خرج ولم يعد، وليس هناك ذرة تقدير لدوره المفقود، ولم يقدم شيئا ، وبالامكان عمل الكثير في مساعدة المتضررين من الحرب في الداخل والخارج وفي حدها الادني تسهيل المعاملات،مثل الجوازات والشهادات الدراسية، وتذليل عقبات التعليم ، وتقديم المساعدات للذين هربوا من اتون الحرب الى دول الجوار، ومساعدة الراغبين في العودة ، وتوفير الحماية بالتعاون مع الخارجية والسفارات، ولو كانت علاقات الجهاز على ما يرام وفيها احترام، والنفوس نظيفة وكبيرة، لكن السقف حملة تنتظم كل العالم، للتكاتف وتقديم كل العون والمساعدة لكل سوداني اجبرته الحرب على النزوح او اللجوء . لكن النفوس والمصالح صغيرة. هل خرج الجهاز الى كل الناس بموقف لصالحهم او القيام بدور ملموس – تتوفر الامكانيات – لتقديم يد العون . وقديما قيل (الحل في الحل) . في المقابل تنهض الجاليات وروابطها المهنية بدور كبير في الاهتمام ورعاية القادمين الجدد في رحلة الهجرة الى البلدان المختلفة وتأهيلهم وتقديم المساعدة الممكنة وهذا دور عجز الجهاز عن القيام به وكذا الحال (بعض) السفارات التي من صميم مهامها رعاية وحماية رعاياها لا تجاهلهم او الحد من دورهم والتضييق عليهم لدى الدول المضيفة . تداعيات الحرب لها تأثير على الجميع ولكن رغم كل ذلك وبتكاتف شعبنا العظيم وروح التعاون سيؤدي ذلك الى وقف الحرب . ولن ينتظروا جهازا لا حل لغيابه إلا بحله !