الأعمدة

حسناء حلة خوجلى التى كانت احلى من القمر !!

بلا شك فان الخرطوم بحرى هى بلد الجمال و موطن الحسن ومرتع كل ما هو بديع و جميل ! وقد تغنى الشعراء منذ زمن بعيد بهذا الحسن و البهاء وكان للجنس اللطيف نصيب وافر من هذا الشعر , فمثلا شاعر الطبيعة مصطفى بطران و منذ الثلاثينات من القرن الماضى تغنى بجمال حسان بحرى وفى قصيدته الرائعة و البازخة ” دمعة الشوق” يصف محبوبته البحراوية فيقول:
يابديع الزي وأزهر اللون
ياخفيف الروح ياسما الصون
خلقك مولاك زينة للكون
والى جانب مصطفى بطران فان هنالك الكثير من الشعراء الذين كتبوا القصائد و تغنوا و تغزلوا فى حسناولت ( مزز) الخرطوم بحرى يضيق المجال هنا عن ذكرهم , ولعل من اشهر تلك القصائد و الاشعار قصيدة ” زى القمر” التى انشدها الشاعر الراحل السر قدور فى واحدة من حسناوات حلة خوجلى فى بحرى وتغنى بها الفنان الراحل صلاح بن البادية , وكما هو معروف بان حلة خوجلى تعتبر واحدة من اعرق الاحياء ليس فى بحرى وحدها و انما فى كل السودان , اذ يعود تاريخ تاسيسها الى وصول الشيخ خوجلى ابوالجاز قادما من توتى اليها فى حوالى العام 1700م وتتميز بالحضارة و الاستنارة وانتشار التعليم و الوعى و المعرفة , وقصة الاغنية رواها الاستاذ و الكاتب الصحفى المخضرم صلاح الباشا وفيها يذكر بانه كانت هناك حفلا غنائيا بمناسبة فرح لمعارف او اقارب لعميد الفن الاستاذ احمد المصطفى عليه الرحمة فى حلة خوجلى قرب بيوت السادة المراغنة فى بحرى فى اوائل الستينات من القرن الماضى , وكان الحفل يحضره الشاعر الراحل السر قدور والذى كان فى ذلك الوقت واحد من ملوك الشعر الغنائى حيث يتغنى باشعاره كبار الفنين انذاك ويغنى فيه الفنان صلاح بن البادية والذى كان وقتها جديد فى الساحة الفنية وفى بداية الطريق الى الشهرة و النجومية , وفى اثناء الحفل دخلت فتاة فائقة الجمال ويصدق فيها قول الشاعر محمد حامد ادم والتى تغنى بها الراحل عبدالرحمن عبدالله ” فرحان بي شبابو عامل حسنو هيبة و الأنظار تهابو” وبكل ثقة اتجهت الى السر قدور وطلبت منه ان يؤلف عنها شعرا و يعطيه للفنان الجديد ( صلاح بن البادية) ليقوم بغنائه !! ولكن يبدو ان السر قدور لم ياخذ الامر على محمل الجد و تجاهل الامر وتناساه تماما , وبعد انتهاء الحفلا كان السر قدور يقف الى جوار احمد المصطفى فى طريقهم الى مغادرة المكان عندما فوجئ بالفتاة ذاتها تتجه نحوهما و تخاطب الفنان احمد المصطفىق قائلة له: تصدق يا أستاذ أحمد لقد طلبت من الأستاذ قدور أن يعمل لي قصيدة ويعطيها للفنان الجديد هذا (تقصد ابن البادية)، (لكنه طنش طلبي) وهنا ضحك أحمد المصطفى موجهاً اللوم للسر قدورقائلا له : شنو يا قدور .. يعني بنتنا دي ما عجبتك ولا شنو؟ فأجاب السر قدور، كيف لم تعجني، ثم أردف قائلاً: أدوني ورقة وقلم، فلم تصدق الفتاة وأحضرت كراسة وقلم من داخل المنزل على وجه السرعة.. وهنا قال السر قدور لأحمد المصطفى كيف يا أبوحميد تقول البنت دي ما عجبتني .. مضيفاً (دي زي القمر والله) وقد انهمك في كتابة النص فى الحال :
دي زي القمر … والله أحلى من القمر
يا حلوة يا ست البنات .. يا متعة للحب والنظر
طولتي بتخبي الغرام … الليلة في عيونك ظهر
في بسمتك في رقصتك .. في خدودك الحلوين زهرحسناء فى حفلة حلة خوجلى التى كانت احلى من القمر !!
بقلم : أمير شاهين
بلا شك فان الخرطوم بحرى هى بلد الجمال و موطن الحسن ومرتع كل ما هو بديع و جميل ! وقد تغنى الشعراء منذ زمن بعيد بهذا الحسن و البهاء وكان للجنس اللطيف نصيب وافر من هذا الشعر , فمثلا شاعر الطبيعة مصطفى بطران و منذ الثلاثينات من القرن الماضى تغنى بجمال حسان بحرى وفى قصيدته الرائعة و البازخة ” دمعة الشوق” يصف محبوبته البحراوية فيقول:
يابديع الزي وأزهر اللون
ياخفيف الروح ياسما الصون
خلقك مولاك زينة للكون
والى جانب مصطفى بطران فان هنالك الكثير من الشعراء الذين كتبوا القصائد و تغنوا و تغزلوا فى حسناولت ( مزز) الخرطوم بحرى يضيق المجال هنا عن ذكرهم , ولعل من اشهر تلك القصائد و الاشعار قصيدة ” زى القمر” التى انشدها الشاعر الراحل السر قدور فى واحدة من حسناوات حلة خوجلى فى بحرى وتغنى بها الفنان الراحل صلاح بن البادية , وكما هو معروف بان حلة خوجلى تعتبر واحدة من اعرق الاحياء ليس فى بحرى وحدها و انما فى كل السودان , اذ يعود تاريخ تاسيسها الى وصول الشيخ خوجلى ابوالجاز قادما من توتى اليها فى حوالى العام 1700م وتتميز بالحضارة و الاستنارة وانتشار التعليم و الوعى و المعرفة , وقصة الاغنية رواها الاستاذ و الكاتب الصحفى المخضرم صلاح الباشا وفيها يذكر بانه كانت هناك حفلا غنائيا بمناسبة فرح لمعارف او اقارب لعميد الفن الاستاذ احمد المصطفى عليه الرحمة فى حلة خوجلى قرب بيوت السادة المراغنة فى بحرى فى اوائل الستينات من القرن الماضى , وكان الحفل يحضره الشاعر الراحل السر قدور والذى كان فى ذلك الوقت واحد من ملوك الشعر الغنائى حيث يتغنى باشعاره كبار الفنين انذاك ويغنى فيه الفنان صلاح بن البادية والذى كان وقتها جديد فى الساحة الفنية وفى بداية الطريق الى الشهرة و النجومية , وفى اثناء الحفل دخلت فتاة فائقة الجمال ويصدق فيها قول الشاعر محمد حامد ادم والتى تغنى بها الراحل عبدالرحمن عبدالله ” فرحان بي شبابو عامل حسنو هيبة و الأنظار تهابو” وبكل ثقة اتجهت الى السر قدور وطلبت منه ان يؤلف عنها شعرا و يعطيه للفنان الجديد ( صلاح بن البادية) ليقوم بغنائه !! ولكن يبدو ان السر قدور لم ياخذ الامر على محمل الجد و تجاهل الامر وتناساه تماما , وبعد انتهاء الحفلا كان السر قدور يقف الى جوار احمد المصطفى فى طريقهم الى مغادرة المكان عندما فوجئ بالفتاة ذاتها تتجه نحوهما و تخاطب الفنان احمد المصطفىق قائلة له: تصدق يا أستاذ أحمد لقد طلبت من الأستاذ قدور أن يعمل لي قصيدة ويعطيها للفنان الجديد هذا (تقصد ابن البادية)، (لكنه طنش طلبي) وهنا ضحك أحمد المصطفى موجهاً اللوم للسر قدورقائلا له : شنو يا قدور .. يعني بنتنا دي ما عجبتك ولا شنو؟ فأجاب السر قدور، كيف لم تعجني، ثم أردف قائلاً: أدوني ورقة وقلم، فلم تصدق الفتاة وأحضرت كراسة وقلم من داخل المنزل على وجه السرعة.. وهنا قال السر قدور لأحمد المصطفى كيف يا أبوحميد تقول البنت دي ما عجبتني .. مضيفاً (دي زي القمر والله) وقد انهمك في كتابة النص فى الحال :
دي زي القمر … والله أحلى من القمر
يا حلوة يا ست البنات .. يا متعة للحب والنظر
طولتي بتخبي الغرام … الليلة في عيونك ظهر
في بسمتك في رقصتك .. في خدودك الحلوين زهر
خلاك أحلى من البنات .. والله أحلى من القمر
ثم قام بتسليمها للفنان ابن البادية، ولم يمض أسبوع واحد حتى كانت تبث من الإذاعة كأجمل أغنيات صلاح الخفيفة في ذلك الزمان .. نسال الله الرحمة و المغفرة للاساتذة قدور و احمد المصطفى و ابن البادية , اما عن حسناء حلة خوجلى فالله وحده يعلم اين هى الان , هل هى فى عداد الاحياء او الاموات فاذا كانت لاتزال على قيد الحياة فانهه سوف تكون قد اصبحت حبوبة تناهز الثمانينات من عمرها وقد فعل الزمن فعله فى تغيير ملامحها التى كانت وسيمة و قسيمة وسبحان الذى يغير ولا يتغير ! وكما يقول المثل السودانى ” ان خلاك الموت ما خلاك الكبر ” واذا كانت قد انتقلت من دار الفناء الى دار البقاء فنسال الله ان يرحمها و يغفر لها و يتقبلها القبول الحسن .
والى اللقاء

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى