الأعمدة

الكاشف.. سحارة الالحان…. الثقافة السودانيه وما تفرع عنها من آداب وفنون (الاخيرة)

ابراهيم الكاشف (هجين) مغاربي مصري والفنان الامين برهان أيضاً من اصول
مغربيه، كثير من المغاربه المُنبتين والمهجنين نبغوا واوجدوا لهم موطِء ومكان علي ارضنا التي تحترِف الضم
والهدهدة وسنعود للامر في حينه.
ابراهيم الكاشف ظاهرة خارقه لم نقف عندها بالعُمق المطلوب، فكيف لاُمي يجهل الأبجديّة ان يصنع من الحروف الموسيقية
جُمل لحنيه مُكتنِزة…؟
اعتقد ان كل الاطياف المهتمه بالابداع لا
زالت تقف عند حواف عُباب الكاشف عجزاً
عن بلوغ العُمق وادراك الخبايا.
حبي الله الكاشف بقريحة متوهجه اذ كان
يحفظ النص من قراءة واحدة ويدخُل الحمام ويبدأ في ترديده، تُلهِمهُ وتستحِثهُ
ذبذبات صدي الجُدُر المُتقارِبة وانثيال ودغدغة الماء، ثم يختمر اللحن ويكتمل
ترابطهُ بذات اللحظه وينتهي بالرتوش والبهار بعد ان يستوضح الشعراء عن معاني بعض الكلمات..
يقول عبيد عبدالرحمن، ان الكاشف حين بدأ
التبريف لاغنية(رسائل) وقف عند مفردة الرُبا ولم يفهم معناها فأوضح له عبيد ان الربا هي المكان المرتفع..
اذكر جلوسنا علي الربا..
نستعرض اسراب الظِبا..
وكان الكاشف يمر علي مفردة الربا بالتسكين ولما ادرك المعني حولها الي الربااا
ورددها وكأنه تتصعد بروحه الي قمم لا نهائيه وهذا هو تلحين المعني الذي وضع
لبِنته كرومه العظيم.
تميز الكاشف بصوت قوي واضح المخارج
//حكي لي الاستاذ علي الحسن مالك ان نسائم الهزيع كانت تحمل صوت الكاشف من اقاصي شمبات الي حي الدناقلة شمال قبل ان يعرف السودان تقنيات الصوت.
في حوار ارشيفي، حكي عبيد عبدالرحمن انه كان مع الكاشف بداره ظُهر احد ايام اواسط خمسينات القرن الماضي فجاء احد
اطفال الكاشف يحمل (نِبلة) فأخذ عبقري زمانه نِبلة صيد الطير من ابنه وصار يردد..
(انا يا طير بنيشك)… بصورة انتشي معها
عبيد فأغتنم السانحه وحول الشطحة الي
دلاله لها وجيب….
انا يا طير بشوفك.
فرحان وبتغني
حبيبك معاك…
وحبيبي غاب عني…!!!
استأثر عبيد عبدالرحمن بنصيب وافر من اغنيات الكاشف واتجه الكاشف اواسط مسيرته القصيرة الي شعراء المدرسه
الحديثه، خالد ابوالروس.. مقرن النيل، صابحني دايماً مبتسم، انا بغير اسماعيل
خورشيد… السر قدور، الشوق والريد، ياصغير يا محيرني ومتحير، وانشودة انا افريقي انا سوداني.. طه حمدتو، الفؤاد المسلوب، ظلموني الناس، وكان نص (الوسيم القلبي رادو) عند الكاشف الا انه اختلف مع طه حمدتو في مفردة
(الوسيم) وطالبه بتغييرها لان الوسامه حسب راي الكاشف وصف يتعلق بالذكور لكن طه حمدتو رفض
وذهبت الاغنيه لاحمد المصطفي الذي سرق موسيقاها الآخاذة من فيلم ايطالي، حسبما ذكر الدكتور انس العاقب.
لحن الكاشف كل اغانيه بنفسه عدا اهزوجة (انا
افريقي انا سوداني)وصاغ لحنها الكرنفالي الموسيقار العظيم برعي محمد دفع الله الذي
رافق الكاشف بالعود وتعلم منه الي حين انفجار
موهبته الهائله،يقول استاذنا الكبير صلاح شعيب
(ان برعي بدا حياته الفنيه فناناً وله ثلاثه اغنيات
مسجلات بصوته في مكتبة الاذاعه)..ابراهيم الكاشف هو من من هندس نقابة الفنانين وحول
الفنان من هاوي الي محترف،واحترف صناعة
الموبيليا،يقول الفنان زيدان ابراهيم،ان الكاشف
صنع له المشاية التي تعلم عليها المشي وربما
ساقته مشاية الكاشف الي ذات درب صانعها.
..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى