المنوعات

زيدان ابراهيم وجنابو عمر والشرطة في خدمة الشعب

 

رأس السنة ١٩٩١م وأنا ملازم في نقطة الدرجة الأولي العمارات حوالي الساعة ٤ ص جيت ماري على النقطة متفقداً الأحوال. لقيت زيدان جوه مكتب البلاغات خلف الكاونتر !! يا أستاذ انشاء الله خير ؟ قال لي خير كيفن عاد

سألت الشاويش النبطشي الأستاذ مالو ؟ قال لي جابوهو ناس الأمن وفتحوا ليهو بلاغات تحت مواد الغناء. الفاضح والزي الفاضح والرقيص الفاضح !!!

يا أستاذ أنت أصلك غنيت شنو ؟ والله يا جنابو ياهو غناي المجاز مافي أي خروج عن النص !! طيب الرقيص والزي الفاضح ديل ما مسئوليتك دا الجمهور وأنت ما ليك دخل على العموم أنا بطلق سراحك بتعهد شخصي معاك بطاقة ؟ قال لي بطاقة تموين  وقتها السكر كان يوزع ببطاقة التموين !! ما معاي اي بطاقة والله.

ما مشكلة كتبت في أورنيك البلاغ يطلق سراح المتهم بالتعهد الشخصي – لايحمل بطاقة – شخص معروف ومشهور. يلا خلاص يا أستاذ أتفضل أمشي تجي المحكمة بعد بكرة وبإذن الله البلاغ بتشطب. قال لي والله ما قصرت كتر خيرك أنا ببيت مع الجماعة ديل وبمشي الصباح لأنه ما عندي عربية وهسا مواصلات مافي !! أنت ماشي وين ؟ العباسية ! تعال يا سواق عربية النقطة ودي أستاذ زيدان بيتهم في العباسية.

تاني يوم الصباح وأنا داخل القسم لقيت رئيس القسم منتظرني في الشارع  قال لي في شكوى ضدك !! ليه سعادتك عملت شنو ؟ انت الما عملتوا شنو  فكيت زيدان وقلت ليهو يا أستاذ وكمان وصلتوا بعربية البوليس

صحيح سعادتك لكن أستاذ دي بتتقال ليهو في إذاعة وتلفزيون السودان يعني ما من عندي أنا وفكيتو بموجب صلاحياتي وفقاً لقانون الإجراءات الجنائية و وصلتوا بعربية البوليس لأنه الشرطة في خدمة الشعب ولو متهم !

قال لي على العموم أنت ملازم حديث عهد بالخدمة وأنا بعالج الموضوع لكن صدقني لو دي طريقتك أنت ما بتطول في الشغلانة دي

الشاهد في القصة دي فعلاً أنا ما طولت ورئيس القسم زاتو نزل المعاش والناس القبضو زيدان أكيد نزلوا المعاش ورغم أنه زيدان رحل لكن ظل بَاقٍ فينا وفي وجداننا يزرع الفرح والأمل.

المهم .. السودان دا عضمو قوي وشاسيه متين غير قابل للهزيمة أو الأنكسار.

جنابو عمر عثمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى