الأعمدة

أدركوا المخاطر علي تراب الوطن .

هل التاريخ يعيد نفسه . أحمد الجلبي ( العراق ) حامد كرزاي ( أفغانستان ) عبد الله حمدوك ( السودان ) حكومات جاءت من أمريكا .
في يوم ٩ سبتمبر ٢٠١٩ م كتبت مقال عن حكومة الدكتور عبد الله حمدوك التي جاءت الي السودان من ولاية فرجينيا الأمريكية وكتبت ان هناك أوجه شبه بينها وبين حكومة احمد الجلبي في العراق التي جاءت من امريكا .
ويمكن ان تسقط مثلها وذكرت الأسباب وفعلاً سقطت حكومة الدكتور حمدوك ثلاثة مرات مع ثلاثة فرص بدل عن واحدة وكانت اخرها بالاستقالة التي قدمها بمحض ارادته بخطاب ذكر فيه انه سلم الأمانة للشعب .
وتساءلنا لصالح من كانت حكومة حمدوك تهدف لتحويل المسار في السودان من الإسلام الي العلمانية ، ولماذا سلك هذا الطريق ولم يكتفي بالجانب الاقتصادي البحت .
بحكم علاقاته ، وعدم المساس بالديانات وعقيدة أهل السودان وعدم خلق عداوات لنفسه وحكومته مع أي من الاطراف المدنية المتعددة من مكونات المجتمع المدني السوداني وغيره .؟
لماذا تماهي الدكتور حمدوك مع وظيفته التي وظف لأجلها ” بضم الواو وكسر الظاء وفتح الفاء ” لدرجة تعيينه للسيدة عائشة حمد مستشارة للنوع بمجلس الوزراء !!!
في سابقة هي الأولى بأفريقيا والشرق الأوسط المسلم . !!!! … وهي سابقة لا تشبه مجتمعنا السوداني بل ولسنا في حاجة لها حتى يوليها اهتمامه ويفرضها في مجتمع ضد المثليين ومن شايعهم .
و لماذا ارتضت حكومته بان تكون مدعومة من الخارج برواتب دولارية عالية دون الحاجة لرواتب من خزينة السودان المالية ليثبتوا انهم سودانيين أصليين شربوا من معدنه ومتجردين لخدمة البلاد .
من حق الدكتور حمدوك أن يطمع في حكم السودان مرة أخري بعد أن استقال من رئاسة الوزراء وترك البلاد ليعيش في الخارج .
ولكن الي أي شئ تهدف تحركاته الآخيرة علي المستوي الدولي وظهوره علي الساحة السياسية مرة أخري من خارج السودان من ( منصة ) بدولة الإمارات العربية المتحدة .
التي كتبت عنها صحيفة نيو يورك تايمز الأمريكية بالمانشيت العريض ( نتحدث عن السلام في السودان والإمارات تشعل القتال سراً ) .
لا نريد ان يسجل التاريخ أوجه شبه جديدة بأعمال مشابهه تحدث في السودان مستقبلآ كما حدثت في العراق وأفغانستان بسبب الموارد . كانت بدايتها في أوزبكستان بعقود الغاز التي وقعها إمرون مع شركة يونيكال التي كان فيها جورج بوش الأب عضوا في مجلس ادارتها لمد خطوط انابيب كبيرة بين أوزبكستان وكازاخستان مرورا بافغانستان ووصولاً الي المحيط الهندي
وكان هذا هو السبب الحقيقي لغزو أفغانستان كما قال السفير البريطاني ( موري ) بل أن شركة يونيكال اجرت محادثات مع طالبان لطلب تأمين الخطوط ، وكان المسئول عن اجراء تلك المحادثات هو مستشار شركة يونيكال السيد ( حامد كرزاي ) الذي تحول من موظف لدي جورج بوش الأب الي رئيس أفغانستان .
كانت هذه خطتهم البديلة إذا لم تستطع طالبان فعلها فانهم سيحتلون البلاد ، ان الأمر دائماً يتعلق بالسيطرة علي الموارد انه فساد شامل بقدر فسادهم .
لقد تم غزو العراق رقم أنف مجلس الأمن الدولي ، ليس فقط بدون إذن من مجلس الأمن بل كانوا علي دراية كاملة بان مجلس الأمن كان سيرفض الطلب .
وقد اتضح من الذين راقبوا أسلحة الدمار الشامل في العراق انه لم تكن هناك أسلحة من ذلك النوع ، لم يكن ذلك خطأ ، بل ( أكذوبة ) .
ولقد وصف دبلوماسي بريطاني بان قرار غزو العراق كان يشبه ما فعله هتلر وموسوليني بعصبة الأمم . في ذلك الحين قصفوا ليبيا والكارثة التي سببوها وهي قتل ١٥ الف شخص في قصف الناتو .
السودان حالياً أبوابه مفتوحة وممهدة بعدة مطارق بعضها بسبب أبناءه تهدد وجوده كوطن آمن وسالم غير ممزق مما يستوجب تدارك المخاطر قبل فوات الأوان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى