الأعمدة

هذا البرازيلي المتخم بالمواهب والمناقب الفنية الكثيرة..مثل طائر النورس..قطع آلاف الأميال في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى أن بلغ الشاطئ الذي يليق به..محمد العولقي

رافينيا دياز..المزاج برازيلي لا شك في ذلك..لكن النضج التكتيكي صنع في أوروبا وتحديدا في مصنع الداهية هانز فليك..
هذا اللاعب كان محاصرا بإكراهات كثيرة..ظل مستواه يتراوح بين المد والجزر..وكاد يغادر برشلونة من الباب الضيق لولا قدوم هذا الألماني الذي احتضنه وآمن بمواهبه فجعل منه حجر الرحى في برشلونة..
لقد تفطن هانز فليك لأمور فنية وتكتيكية حبيسة أفكار هذا اللاعب..فقط حرره من قيوده..جهزه نفسيا..وتعامل معه على أنه الجوكر الذي يصلح لكل حالات التموضع التكتيكي..
لا خلاف على مهارات رافينيا الفنية..ولا على براعة ودقة تسديداته المتقنة..ولا على نوعية حركته الانسيابية..لكن الواقع أن رافينيا يتميز عن بقية لاعبي برشلونة بعامل مهم لا يراه و يقدره حق قدره سوى مدرب لبيب مثل هانز فليك..
رافينيا يتفوق على الجميع في عملية التحرك بدون كرة..اللاعب يمتلك خيالا خصبا يجعله بحدسه يتوقع مسار الكرة..غالبا يخرج رافينيا زملائه من كل مأزق..إما بالتسجيل أو بصناعة الفرص..أو بإيجاد حلول لأي معضلة تكتيكية في الثلث الهجومي أو الوسط..
لاعب مثل رافينيا قيمته في أنه يؤدي عملية الضغط الأمامي بشكل مذهل..تجده حاضرا سوى بالكرة أو بدونها..يسجل..يصنع..يستعيد الكرات..يضغط بقوة.. إنه النسخة المعدلة التي خرجت من مختبر هانز فليك ليؤدي كل تلك الأدوار المركبة والصعبة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى