حسين خوجلي يكتب:أمريكا بين وطنية ميرغني إدريس والتزام ابن تيمية
للراحل الدبلوماسي والشاعر المفكر صلاح احمد ابراهيم تعبير شهير يتداوله أهل الصحافة والاعلام والسياسة يقول فيه: إن الموقف الوطني الشريف لأي قيادي هو أن يقف ضد موقف دكتور فلان ونحتفظ بالاسم فإن الرجل في عداد الراحلين أو تقف أمريكا منبع الشر وأكبر قوة ضد قوى الخير والسلام في العالم ضدك)
قد تذكرت هذه العبارة وأنا اقرأ نص القرار الأمريكي بفرض العقوبات ضد الفريق ميرغني ادريس سليمان، وذلك لدوره في تسليح الجيش السوداني واعادة ترميم منظومة الصناعات الدفاعية التي حطمتها المليشيا لأن الرجل وقف سدا منيعاً أمام مشاركتها في هذه المؤسسة الوطنية الكبرى.
فكان حظها هذا التدمير المريع الذي شهده شعبنا بعد أن كانت أكبر مؤسسة عربية وأفريقية في انتاج الأسلحة والذخائر التي اكتفت منها القوات المسلحة وصدرت منها للكثير من الدول وحركت بانجازاتها الجيش السوداني إلى مرتبة متقدمة جداً أفريقيا وعربياً وعالمياً.
ورغم هذه الخسارات الاستراتيجية الفادحة فقد ظل الفريق ميرغني يجوب عواصم العالم لجلب السلاح لقواته ورفاقه، مما أدى إلى أن تعود الكفة رابحة وراجحة لصالح شعبنا. ولم تبقى له إلا أيام من الانتصار الكبير رغم الجراح والمذابح والخيانة.
إن تهمة الرجل عند الإدارة الأمريكية هي هذه المهمة الوطنية الكريمة في تسليح جيشه وحماية شعبه ويا لها من تهمة ويا لها من شرف ويا لها من وسام.
الذين يعرفون الرجل يعرفون فيه هذا الايمان المطلق بعقيدته وشعبه وجيشه والثقة في قيادته ورفاق سلاحه وأمله الفياض في النصر القادم، الذي يضع بلادنا تحت شمس العزة مباشرة رغم كيد الأعداء في الداخل والخارج.
قال الشاهد أن الرجل عندما بلغه القرار الأمريكي كان انذاك في مهمة عسكرية وتوقيع صفقة تسليح بالغة التأثير على معركة الكرامة مع إحدى الدول الصديقة.
ابتسم ابتسامة الرضا التي عرفت عنه وردد مقولة الامام ابن تيمية الشهيرة التي يتعزى بها المناضلون والأحرار : ( ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري إن رحت فهي معي لا تفارقني إن حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة)
**حاشية:
عند كل حدث أو واقعة سياسية يبحث الصحفيون عن النواة وبيت القصيد التي تختصر الحادثة. وأصدق ما سمعته حول الهروب الكبير الذي مارسته تقزم في العاصمة البريطانية وهم يهرولون من مقر معهد شاتام هاوس رغم حماية الشرطة البريطانية عبارة الإنصرافي المثير للجدل: (يكفي تقزم مزلةً أن كبيرها اضطر للخروج من الباب الخلفي للزبالة)