الأعمدة

رؤى متجددة. :أبشر رفاي. / قراءة حول نداء الإستنفار وعن جولات البرهان لتقديم واجب الشكر والعرفان .

ذكرنا في قراءات سابقة بأن لكل تجربة حكم في التاريخ السياسي محاسن وكذلك مساوئ هذه حقيقة علمية ثابتة في أساسيات علم التاريخ ، وأي كلام خلاف ذلك ليأتي من يحدث الناس عن محاسن مطلقة أومساوئ فقط ، هذا كلام يفتقر لأخلاقيات الوعي السياسي الناضج وللباقة والمناعة السياسية الكافية ، ولذلك يمكننا القول من محاسن النظام السابق بأنه قد سعى سعيا فكريا حثيثا بهدف ترقية ورفع معدلات الوعي الفكري السياسي والإجتماعي والإقتصادي والدستوري والاستراتيجي رفعه من حالة التنميط التراكمي الفكري والسياسي في المشهد السياسي الوطني العام إلى رحاب التنمية الفكرية ومنتوجاتها المفاهيمية والفلسفية بل حتى مواعينها التعبيرية ، ومن هنا ينبغي ان نفرق بين العمليات العقلية وادواتها وأعمالها ومنتوجاتها كالفكر والفكر الإبداعي وصور التفكير وإنماط الأفكار نفرق بينها وبين إتجاهات ومسارات وعقليات الفكر المؤدلج الذي عرف بأنه ومن خلال جميع مدارسه بانه يضيق واسع العقول التي جعلها الخالق البديع وديعة ربانية في الذات البشرية للإستثمار الآمن في فرص الحياة المتاحة .
صممت تجربة النظام السابق كما صمم من قبله نظام مايو وإنظمة أحزاب الديمقراطيات الثلاث صمم شعارات ملهمة للغاية تتناسب وترتيبات البناء البنيوي للدولة الحضور والمتحضرة مثل شعار المجتمع القائد وهو مجتمع ينبغي في المحصلة النهائية أن يتقدم الدولة ويقودها بإتجاه مطلوباته ومسئولياتها المؤسسية ، ويتقدمها أيضا نحو أمان وتأمين الوطن والمواطن وذلك بتقديم الأفكار والمقترحات والمبادرات والمناشط والأعمال التكاملية والتضامنية في سياق فلسفة تكامل وتضامن الجهدين الرسمي والشعبي حتى يفهم في مجمل ثقافة العملية الفكرية المتقدمة بأن الشعب هو عظم الدولة ومؤسساتها المقتدرة لحمها والإثنان لياقتها ومناعتها هيبتها ووجاهتها . ثم يأتي شعار المجتمع الشامل الذي غايته الإستراتبجية التأكيد على معاني التعارف والتعرف الشامل بين مكونات وألوان طيف المجتمع والذي بموجبه يتم القضاء على جوائح الحواجز والهواجس المجتمعية كالنوعية والعرقية والقبلية والإثنية والعنصرية والسلوكيات ومسلكيات العلو والدونيات الهيكلية والإستهلاكية وسط المجتمعات وغير ذلك من الوبائيات النفسية والذهنية التي تعاني منها المجتمعات الطبقية والطبيعية وتلك التي تدعي القداسة والنقاء العرقي سرا وعلانية .
ثم يليه شعار المجتمع الفاضل او مايعرف وضعيا بالمجتمع الإنساني وحضاريا بالمجتمع الرسالي مجتمع أساسه القيم وقوامه جميل الإحسان والتواضع وعروشه حسن التعارف والتعرف المثمر غايته العليا سيادة روح القيم الإخلاق التي من شأنها ترقية المجتمعات والشعوب ترقيها من درك العصبيات إلى مدارك النهضة الإجتماعية الإنسانية الواسعة .
ولكن صحيح في النهاية الأمر العبرة في الأفعال وليس الأقوال وصحيح الشعار شئ والمشروع ونقطة الشروع شئ آخر ، وصحيح النظرية شئ والتطبيق شئ آخر ، والتقاوي المحسنة شئ والأرض وكفاءة وكفاية العمليات الفلاحية شئ آخر . وفي سياق إستنهاض الوعي الفكري والسياسي الأستراتيجي للشعب تلاحظ بأن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة في مرحلة معينة من مراحل سير عمليات معركة الكرامة إطلق نداءا سياسيا وطنيا دستوريا خاطب من خلاله الشعب بأن هلموا وأنفروا خفافا وثقالا نحو التدريب وحمل السلاح من أجل حماية الوطن والدولة التي تتعرض إلى خطر المهددات الوجودية ، وبالمناسبة هذا النوع من المهددات في القاموس السياسي الإستراتيجي يصنف من أخطر أنواع المهددات وخطورته تكمن في المعادلة الحسابية التالية وهي أن ذهاب الدولة يعنى ذهاب الوطن جغرافية وشعب وقيم ومكتسبات وبذهابه يكتب على شاهد آثاره وأطلاله كان هنا وطنا ذهبت دولته وبذهابها ذهب مواطنه هائما في مناكب الأرض والأمصار مجهول المصير .
صحيح هناك من إنتقد وتحفظ على نداء السيد البرهان من زاويتين زاوية منفرجة متحيزا لفئة وزاوية حادة مشحونة بفجور الخصومة والبغضاء والتباغض السياسي ، أما عن حقيقية ومشروعية النداء فهي بالأساس تتعلق بثقافة الوعي الدستوري الإستراتيجي الأحاطي المتعلق بالشعب وبالمواطن وكذلك بالمفاهيم وتفكيك المفاهيم ، وقد أبنا من قبل خصائص العلاقة بين الوطن والمواطن والدولة والحكومة والقوى السياسية والمجتمعية وهي خصائص تنم عن حتمية العلاقة تكاملية تضامنية بينهم جميعا لإجل غايات أسمى معروفة بالضرورة ، فالوطن إطار جغرافي ومكون إجتماعي وقيم ومبادئ وكريم أعراف هذه تسمى بالأصول الدستورية الثابتة ( أ ) أما الدولة بمؤسساتها الدستورية العامة عسكرية ومدنية تسمى أصول دستورية ثابتة ( ب) اما الحكومة وتشكيلات القوى السياسية والمدنية والشعبية هي أصول دستورية متحركة لماهيتها وطبيعة مهامها ، وبتالي حينما يتعرض الوطن والدولة إلى خطر المهددات الوجودية فأن مسئولية الشعب والمواطن وفقا لتلك المعادلة الدستورية تتعاظم وتتحتم وبتالي لاينبغي حصر وتسقيف الموضوع عند الشخصية المجردة للسيد البرهان وإنما تتعداها فكريا وسياسيا وإستراتيجيا إلى محطات أعمق ليبقى أمامها دور القائد العام رئيس مجلس السيادة دورا فنيا إداريا أمنيا إستخباراتيا لرفع الحقيقة والبلاغ والتبليغ لمن بيده السلطة العليا لحماية نفسه والوطن والدولة وهو الشعب السوداني ليصبح البلاغ مقيدا بيومية المسئولية التاريخية تحت عنوان اللهم إني قد بلغت اللهم فشهد . ولذلك كل من به جينة سياسية وطنية من هذا الوعي الوعي لا يستغرب ولا يستنكف التدافع التلقائى الكبير للمواطنين على إمتداد الوطن ملبيين لنداء النفرة والإستنفار . وهذا تطبيقا عمليا لشعار الأمن مسئولية الجميع وفقا للشروحات الفكرية والسياسية والدستورية الإستراتيجية التي أشرنا إليها في متن القراءة .
وعن الزيارات التفقدية الميدانية للقائد العام رئيس مجلس السيادة هي زيارات تندرج في إطار مسئولياته الدستورية العسكرية والسيادية المرتبطة بحماية الوطن وضمان تسهيل وتفعيل حركة دولاب الدولة وتصريف حوائج المواطنين والوقوف الميداني والديواني على قضاياهم الطبيعة وتلك المتصلة بتحديات وآثار الحرب اللعينة ( إرتفاع ومضاعفة معدلات الروح المعنوية وسط جموع المواطنين ، وركل الشائعات وتخفيض رسوم الجواز وفتح المعابر وغيرها خير مثال . وفيما يتعلق بزيارات القائد العام رئيس مجلس السيادة وتحركاته بكافة أشكالها وطبيعتها وبعد خروجه الآمن ونتيجة لخباثة وإبعاد ولعنة هذه الحرب يجب أن يبتعد كليا في هذ المرحلة الرمادية أمنيا وسياسيا عن صورة من صور المجاملات الشعبية وغير الشعبية وأن تكون درجات التأمين والحيطة والحذر من بعد الله أبعد وأعمق من خطة تأمينه الأولي وهنا لا مجال على الأطلاق للغفلة والتغافل والتفريض وحيث الندم .
أما عن الجولات الخارجية للقائد العام رئيس مجلس السيادة التي إبتدرها بجمهورية مصر العربية الشقيقة الغالبية المطلقة تؤكد بأن الزيارة قد صادفت أهلها ومحلها تماما ، وذلك لقاء الدور التاريخي الاخلاقي الأمين الذي قامت به مصر أخت بلادي قبل المحنة وفي ذروتها ممثلة في شخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أثبتت الأيام الغالية والخالية أثبتت جدارته وأمانته وإخلاصة وكريم أخلاقه تجاه السودان والشعب السوداني الأبي يقال هذا الحديث على رؤوس الأشهاد ولو كره الكارهون لتعزيز عرى العلاقات الثنائية السودانية المصرية بالبلدين الشقيقين .
من منطلق إنتهازي وخبيث كما يصور البعض كان من الممكن أن تلعب مصر ورئيسها أدوارا خلافا لتلك التي قامت بها تجاه السودان لان الفرص والإنتهازيات وسوق الخباثات والإصطياد في مياه السودان شديدة العكورة كان ولازال مفتوحا على مصراعيه ، كيف لايقال هذا الإطراء المستحق بحق مصر والشعب المصرى الشقيق ورئيسه المحترم عبد الفتاح السيسي مصر فتحت حدودها للسودانين من اول طلقة أن أدخلوها بسلام آمنين مصر أستقلبت بصدر رحب السودانين ليس بإحساس اللجوء وإنما بعمق الاخوة والمواطنة ومقاصد الحريات الأربعة ، مصر ورئيسها السيسي والجامعة العربية بقيادة أمينها العام المؤتمن د أحمد ابوالغيط ورئاسة الجامعة العربية للدورة الحالية الشقيقة السعودية هؤلاء قد لعبوا ادوارا تاريخيا ستظل محفورة في ذاكرة الشعب السوداني وبلاده تتعرض لإخطر هجمة مدمرة في تاريخيه مابعد الإستقلال موقفهم كان واضحا شفافا بقرارات موثقة أكدت على وجودية السودان وحدة شعبه وأراضيه وسيادته وكامل إستقلاله ، في وقت كانت هناك ومن الأشقاء الأفارقة وقوى الإستعمار الحديث عبر ساتر الأطر الدولية والإقليمية والوكلاء والعملاء كانوا يعدون العدة وعلى عينك يا تاجر لدق جرس الدلالة على السودان والعمل على ضربة بالضربة القاضية عبر أدوات التدخل الدولى المباشر أو غير المباشر من خلال الأشقاء في منظومة الإيساف ، والتي يعتبر السودان صاحب الفكرة وأفكار أخريات كانت شديدة الفجور في الخصومة غير المبررة شديدة العقوق شديدة الدعوة والتحريض الجماعي ( لمعارتت) السودان (والمعارته) في ثقافة الوسط الشعبي السوداني بأن تورث الإنسان والسودان وهو حي يرزق لم يفارق الحياة بعد .

نعم تحية الرئيس البرهان للرئيس السيسي وعبره لدول وشعوب ورؤساء الجوار الشقيق تحية شكر ووفاء وتقدير وردا للجميل مستحقة ، كيف لا والرئيس السيسي قد وجه لهم دعوة مبادرة دول جوار السودان في زمن قياسي لبوها على وجه السرعة لم يتخلف احد بصورة أكدت عمق ووفاء وتقديرهم للسودان والشعب السوداني ولدولته وقيادته ، حيث لازالت كلماتهم الرصينة الأمينة بحق السودان ترن على المسامع كلمة الرئيس السيسي المفتاحية كلمة الرئيس الأريتري اسياس افورقي القوية وبنفس الدرجة رؤساء جنوب السودان أفريقيا الوسطى تشاد رئيس وزراء أثيوبيا رئيس مفوضية الأتحاد الأفريقي والأمين العام للجامعة العربية تحية وفاء وتقدير السودان والشعب السوداني وقيادته ورئيس مجلس السيادة قطعا ستمتد وتتمدد نحو المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لقاء مبادرتهم الكريمة التي تصدت لمشهدنا القتالي الدموي في وقت مبكر تصدت له بأكثر من هدنة ومحاولات تيسير مهام وأزديدت بالجهود الإنسانية الكبيرة لمركز الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه .
يضاف لها الجهود والمواقف القوية الداعمة للدولة التي تلقاها السيد مالك عقار أير نائب رئيس مجلس السيادة من قبل الدول التي تفضل بزياراتها ضمن جولاته السيادية الخارجية الأخيرة
ختاما تحيا مصر ، تحيا دول الجوار ، تحيا المبادرات الاخلاقية الأخوية الإنسانية الوفية بحق السودان وشعبه الأبي الصابر ، وبحياتهم جميعا يحيا السودان والشعب السوداني الوفي عضوا فاعلا بمحيطه الجواري وعمقه الإقليمي وبعده الدولي الذي ارساه بحق وحقيقة وشرف باذخ فور إستقلاله المجيد عضوا بالأمم المتحدة ورائدا بالمنظمات الإقليمية الأفريقية والعربية وغيرها …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى