النيل الأزرق والسلطنة الزرقاء وتاريخية شرف الدفاع عن الوطن وقوميته النبيلة
👈ظلت الرؤى المتجددة من زمن طويل وقبيل الحرب تحلق في فضاءات ولايات وإقاليم السودان المختلفة تستكشف وتنقب وتستخلص من ارضها واراضينها الممتلئة بالخير الوفير وبالكرم والجود وعظيم التضحيات والصمود الاسطوري امام التحديات والمهددات ..
آخر قراءة حول الموضوع كانت عن دور وجهود وصمود ولايات شرق البلاد أمام المحاولات المستمرة الفاشلة لتخذيله واختراقة اجتماعيا وسياسيا ووطنيا سطرناها تحت عنوان لن يؤتى السودان من شرقه واهله في حالة يقظة في الميدان…
عبر هذه القراءة سنلقى أضواء الرؤى الكاشفة على ولاية وإقليم النيل الأزرق مهد السلطنة الزرقاء وشرف القومية النبيلة والمواقف الوطنية الكبيرة على راسها النواة الأولى لتشكيل نموذج متقدم لتنوع قومية الدولة السودانية( الدولة السنارية سنار أنا ) .
وهي بالمناسبة بمفهوم فكري أعمق أول مقرن نيلي بشري للمكونين العربي والافريقي والعكس صحيح ليجري من عند مقرن (سنار انا ) نيل السودانوية الأصيلة وهو مقرن سابق بقرون لسنار التقاطع تقاطع (سكك حديد السودان) مقرن للقومية النبيلة سطره بوعي رسالي إنساني متقدم اجدادنا عمارة دنقس وعبد الله جماع وعقدهما المتفرد الفريد نيل بشري جرى لعقود من الزمن الجميل بمحازاة مقرن النيليين الجغرافيين بالعاصمة المثلثة النيل الأزرق والأبيض قبل أن تعترضه ويعيق مجراه وجريانه الكثبان الرملية والجبال البحرية وصخور وشعب العرقية والجهوية والقبلية والعنصرية والتمفصل العنصري البغيض المعيق ..
اول زيارة لنا لأقليم النيل الازرق كانت في العام ٢٠٠٥ رحلة خريفية رائعة روعة الأقليم وطبيعته الساحرة .. هناك وجدنا حسن الإستقبال وكرم الضيافة وتحية مطر المبشرين وابلا وطل ورزاز وشكشاك ، إستقبال على أنغام اروكسترا خريف النيل الأزرق ، جتارات وبنقس ودربوكة الرعود وكمنجات البروق وبيكلو الطيور ورق الرشاق ..
هناك تشاهد خضرة وخدرة موزونة شاربة من النيل صباح وأديم دقاقة يتقطر ندى مرتاح ، وألوان زهور الرصيرص تنافس بعضها البعض في الروعة والجمال جمال للقلوب شراح ، والفراشات الجميلة من كل الألوان لاتتوقف جيئة وذهابا ناقلة لرحيق الامكنة ناثرة لعطر السلام والتسامح والوئام الفواح يا سلام هناك في النيل الأزرق مواكب الطبيعة الساحرة الساهرة لا تتوقف عن اداؤ فروضها عبادة وواجباتها إستزادة .. يا سلام في تلك الزيارة ناس النيل الازرق منحوني المواطنة الكاملة من الوهلة الاولى مواطنة محصنة بسماحة وطيب الخاطر وبتقاليد إسبار جدع النار ..
نعم هؤلاء القوم إستدعوا مبكرا تجربة تاريخهم الأصيل في ترسيخ معاني القومية النبيلة ، بل مضوا أبعد من ذلك لدرجة انسنة العلاقات الإجتماعية بينهما ، هزموا داء الهواجس وجائحة الحواجز كالعنصرية والتمفصل العنصري والجهوية والقبلية ونظرية النقاء العرقي المتطرفة في اوساطهم الإجتماعية …
وشاهد القول أن كل الناس الذين قدموا للنيل الأزرق من داخل البلاد وخارجه من اليوم الأول صاروا مواطنيين من الدرجة الاولى حقوق وواجبات ..
النيل الأزرق تمكنت بذكاء إجتماعي وطني متقدم من محاصرة وهزيمة النقاط الأساسية والمسكوت عنها والتي تأكد بما لايدع مجالا للشك هي التي تفرق بين السودانيين بل العالمين حتى درجة الفجور في الخصومة والقطيعة الإجتماعية والسياسية والحروب المميتة ( السلطة الجاه المال والنساء )
هزمتها من منظورين حضاري وإنساني ، وإلا كيف ابن عمنا الأستاذ المربي الكبير ابراهيم بحر الدين عبدالله وهو من أقصى جنوب السودان الجديد تلودي ومن قريتي ام دوال ظل مواطنا بالنيل الأزرق وبلغ أعلى درجات الترقي الإجتماعي والقيادي لدرجة رئيس المجلس التشريعي لولاية إقليم النيل الأزرق هذا على سبيل المثال فقط ، وهناك تجارب أعمق وإسبق من تجربة إبراهيم بحر الدين عبدالله له التحية واهلنا في النيلةالازرق .. ونذكر هنا بأننا كجيل قد خبرنا تماما طبيعة القضية السودانية التاريخية والظرفية ببعديها البنيوي والبيني ومصدر الفتنة النائمة والقائمة والمفتن الذي يمشي بينهما ….
في زيارتي للنيل الأزرق زرت بمدينة الرصيرص منزل عمنا المك يوسف حسن عدلان رحمه الله رحمة واسعة وهو مك عموم قبائل النيل الازرق والد المك الحالي الفاتح يوسف حسن عدلان ، زرناه بمنزله العامر ماشاء الله الذي لخص من خلاله وبداخله ألوان من صور الارث التاريخي السوداني والسناري والمملكة والولاية والإقليم . يا سلام عمنا المك يوسف حسن عدلان أحسن من يجسد المقولة الشعبية السودانية الشهيرة ( الكبير كبير وماعندو كبير اللفتش لو ) رجل رزين حصيف أنيق رائع الطلعة واسع الإطلاع متعدد الثقافات ثقافات تقليدية محلية وقومية ومدنية وعسكرية بأعتباره كان ضابطا بالقوات المسلحة برتبة نقيب ترجل لخدمة اهله والسودان بسلك الإدارية الأهلية السودانية العريقة المحترمة أداء وعطاء. رغم انف المتآمرين عليها والمتربصين. بها وقادتها الدوائر مع قناعتنا التامة بأن لكل قاعدة شواذ .
النيل الأزرق إقليم حافل بمقومات الحياة الكريمة للفرد والمجتمع وفرص النهضة والتنمية المستدامة للوطن على الصعيدين المحلي والقومي فقط المطلوب تحقيق السلام والاستقرار الكلي بالبلاد تحقيقه على أساس منهج التعايش القيمي والاخلاقي الذي ساسه المواطنة دون تمييز وقوامه الحقوق مقروءة بواجبات المواطنة الحرة …
تعرضت ولاية إقليم النيل الأزرق قبل الحرب إلى مؤامرة إجتماعية إستباقية مسيسة بالغة الخطورة تحت ستار الثورة والتغيير مؤامرة إستباقية تحضيرية سابقة للذي يجري الآن بالبلاد شأنها شأن شرق البلاد الذي تصدى له بعزيمة ومسئولية وطنية تاريخية ناظر الشرق والسودان محمد الأمين ترك واخوته شرفاء الإدارة الأهلية نظار الشرق من كل القبائل وعمودياته المستقلة والرموز والاعيان ومواطن الشرق الحبيب ، ومؤسسات الدولة البنيوية كالقوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن الوطني والمخابرات ومؤسساتها المدنية الأخرى التي حاولت المؤامرة المركبة بخبث شديد ضرب النسيج الإجتماعي والوطني بالنيل الأزرق ضربه في مقتل عن طريق إثارة القبلية والعنصرية المسيسة ولكن مجتمع إقليم النيل الأزرق وقادته الشرفاء قد فطنوا إلى تلك اللعبة القردية الماكرة القذرة مفوتين الفرصة عليها وعلى دعاتها وعتاتها حتى تمكنوا من محاصرتها في مهدها والقضاء عليها بمجهود أهلى شعبي رسمي متكامل .
وإلا لما كان إقليم النيل الأزرق يمثل اليوم من اكبر قلاع النصرة والإسناد الوطني ومناطق الإستجارة والإستضافة الوطنية للفارين والنازحين بل اللاجئين جراء ويلات الحرب الوجودية التي فرضت على السودان وشعبه بواسطة المشروع الأجنبي ووكلائه من كل المستويات التحية لإبن الإقليم والسودان البار واحد اعمدة وعمادة المجتمع السوداني الكبير كبير والماعندو كبير يفتش له كبير الفريق مالك عقار إير نائب رئيس مجلس السيادة ..
صحيح إنطلقت شرارة التغيير في ديسمبر ٢٠١٩ سنة حياة ماضية على الأولين والآخرين إنطلقت من النيل الازرق وفي رواية بالاشتراك السياسي التزامني مع بلد الحديد والنار عطبرة الجميلة بجمال أهلها الطيبين .. ولكن وللأسف الشديد تفاجأت النيل الأزرق واهلها في وقت لاحق من عمر الثورة كغيرها من مناطق السودان بأن الثورة قد خطفها الثعلب المحتال ( شفشفها ) شفشافة آخر الزمان من الداخل ومن قريب ومن كل فج عميق ولكن إقليم النيل الأزرق بقيادة حاكمه القوي الحكيم المتواضع الفريق احمد العمدة بادي قد تمكن وحكومته ومن خلفه مواطن النيل الأزرق والإسناد المركزي تمكنوا في وقت وجيز من تجاوز ثلاث عقبات مركبة مرصودة في آن واحد الفتنة الإجتماعية المسيسة ، الدفع بالفرص المتاحة لخدمات الطوارئ والتنمية لمجابهة تحديات ومهددات الحرب الوجودية ..
النيل الأزرق حكومة وشعبا وقوات مسلحة ومنظومة أمنية وعسكرية ومستنفرين ومقاومة شعبية كانوا من البدريين بالمعركة الوجودية وكانوا ولازالوا سيظلوا بإذن الله قدر التحدي وزيادة صخرة تكسرت وستتكسر عندها حتى( الفتفتة ) كافة محاولات العدو المنفصل والمتصل .. وفي سياق زار في الأيام القليلة الماضية وفد لجنة الإستنفار والمقاومة الشعبية بإلإقليم بقيادة الدكتور فرح إبراهيم العقار الذين ابلوا واخوتهم في اللجنة ومن خلفهم مواطن النيل الأزرق الوفي لوطنه ودولته ، أبلوا بلاءا حسنا في سبيل أداء الواجب المقدس لحماية الوطن والمواطن والدولة والقيم والموروث السوداني الأصيل لهم منا التحية معلمين كبار وتلاميذ نجباء وبراعم بارعة في حضرة الحصة وطن ….