الأعمدة

رؤى متجددة : أبشر رفاي/ المبادرة السعودية الأمريكية بين فرص النجاح وأسباب الفشل

????آخر قراءة سطرتها الرؤى المتجددة حول المبادرة السعودية الأمريكية كانت بعنوان (حليب الكلمات الدسم وسمها النقوع ( الهدنة التهدئة المهادنة والتهديد ) قناعة منا بأن اللسانيات على إطلاقها هي قوارير لنقل المفاهيم والمعاني وبتالي كل إناء بما فيه ينضح .
في ثقافة الوسط الشعبي السوداني يقال لك نحن إذا لم نمت شقينا المقابر ، والحق تعالى عرف بالعقل ولم يره أحد .
المبادرة السعودية الأمريكية من باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله هي مبادرة قيمة ممتازة أتت في زمانها ، وبرأينا ورأي الكثرة الغالبية من الشعب السوداني ومن المهتمين بأن هناك أربع نقاط اذا لم يتم تداركها والتعامل معها بموضوعية وشفافية كاملة من جانب الوسطاء لن تنجح المبادرة السعودية الأمريكية لا إعلان مبادئ ولا إتفاق هدنة ولا لجان مراقبة ، وذلك من واقع الأداء الفعلي للهدنتين السابقتين هدنة ٧+ ٥ أيام والتي ضاعت ساكت تحت أقدام المواجهات العسكرية ( راحت شمار في مرقة ) كما يقولون .
النقطة الأولى :- هل الموقعون على إعلان المبادئ وإتفاق هدنة جدة ومن قبلهم الوسطاء يتحدثون عن هدنة إنسانية بمعنى الكلمة ام هدنة سياسية بغطاء إنساني فالنصيحة حارة ولكن الأحر منها الحقيقة فالأعمال بالنيات ولكل إمرئ مانوى .
النقطة الثانية :- أين موقع الإتفاق الإطاري وحماته سرا وعلانية موقعهم من الإعراب السياسي بخصوص أعلان المبادئ وهدنة جدة ، وهنا نشير ونؤكد وبشكل قاطع لو أن للإتفاق الإطاري ورعاته وإعلامه دورا سريا أو علنيا فيما يجرى بجدة تأكد بأنه لا محالة سيعقد جهود هدنة جدة لدرجة الفشل التام كما فعل ذلك بالضبط في تحقين وتحقير مشهدنا السياسي التراكمي حتى إنتهى به إلى حيث الحرب المستعرة الآن ومن يرى منهم خلاف ذلك برشق الرماد في العيون بتحميل المشهد المأساوي برمته تعمية وتضليل سياسي يحمله للنظام النظام فهو كاذب كذب صريح ، فأن كان للنظام السابق نصيب في تعقيد مشهدنا السياسي لحد الحرب فمن المؤكد بأن النصيب الأكبر للإطاري بمنطق ان الكرة ظلت طيلة السنوات الماضية حتى قبيل إندلاع الحرب كانت في ملعب الإتفاق الإطاري والإطاريون والإطاريات والمؤطرون الحقيقيون وذلك لأمرء كانوا يقصدونه بدقة ولازالوا , وإلا لو الأمر خلاف ذلك فكيف ضاعت عشرات الفرص وخيارات الحلول والتي كانت يمكن أن تجنب البلاد الشرور التي تعيشها اليوم فرص مجانية لا تعوض فقط كانت تتطلب ترسيخ قيم الديمقراطية عبر سعة العقول والصدور وطرح البصائر وإعمال الضمائر وإرسال البصر بعيدا عن أرنب الأنوف إرساله كرة كرتين بمقياس زرقاء اليمامة ونبذ روح الكراهية والتطرف السياسي والإقصاء وتكريس الدكتاتورية المدنية المحمية .
النقطة الثالثة :-ماهو المانع والموانع التي حالت دون قيام الوساطة عند نهاية هدنة السبع أيام قبل الدخول في هدنة الخمسة أيام الفاشلة ماهو المانع الذي جعلها لم تتبع الإجراءات والنظم الأدارية والقانونية في اعمال الرقابة والمحاسبة بالنسبة للأطراف الموقعة بما فيها آلية الوساطة نفسها وهي خطوات معروفة بالضرورة ومحددة ، خطوة تقييم وتقويم تقارير الأداء ، إداء القوات المسلحة ومدى إلتزامها ببنود أتفاق الهدنة ، واداء قوات الدعم السريع ودرجة إلتزامها ببنود إتفاق الهدنة ، وثم تقرير اداء الوساطة ودرجة إلتزامها بالإستحقاقات الوساطة ، وبناء على تلك التقارير يمكن لها إعمال المحاسبة والعقوبات مستوياتها ودرجاتها المختلفة وهذا مايعرف في علم الإدارة المتقدمة بالمحاسبة المعيارية والتي تأتي دون سابق تقييم وتقويم تعرف بالمحاسبة الشمولية ، تقوم المحاسبة المعيارية على الشفافية وعندها كل شاة تعلق من عصبتها ، فالذي ذكرناه حقائق معلومة بالضرورة ولكننا لا ندرى لماذا حدث العكس تماما ، فتقويم الهدنة السابقة يشكل مدخلا جيدا لتمديد الهدنة وفق اسس وضوابط جديدة تتلافي الأخطاء السابقة .
أما فرص نجاح المفاوضات القائمة الآن بجدة كثيرة نذكر منها النقاط التالية على سبيل الإسهام الوطني .
١— تقويم الهدنتين السابقتين ٧ + ٥ أيام
٢— الوقف الفوري لإطلاق النار للأغراض الإنسانية على كافة الجبهات بصفة مستديمة أو لأطول فترة ممكنة لا تقل عن شهر وذلك لتجاوز الأثر النفسي والعملى لمسألة هدن عدد الأيام السابقة .
٢— الوقف الفوري لكافة أشكال العدائيات وصورها وذلك لتعزيز اجواء بيئة العمل والعون الإنساني .
٣— فتح الممرات الإنسيابية الآمنة لتوصيل خدمات العون الإنساني ( ماء كهرباء إتصالات دواء غذاء كساء إيواء مصحوب بتسهيل حركة المواطنين وذلك بإزالة كافة صور الإرتكازات العسكرية والأمنية ذات الطابع العملياتي وتلك المتصلة بالحريات وحقوق الإنسان مقروءة بالحق الإنساني في ظل الحرب .
٤— الخروج الكامل والآمن من منازل المواطنين والمشافي والمقار المدنية .
٥— إسعاف جرحى الحرب والمصابين والمفقودين وإطلاق سراح الأسرى للأغراض الإنسانية .
٦— سرعة توصيل الإغاثة والعون الإنساني لمتضرري الحرب من الوافدين والنازحين واللاجئين جوا وبرا وبحرا حيثما ما وجدوا وبشفافية وعدالة تامة .
٧— وضع التدابير والترتيبات المحكمة لعمل آلية مراقبة الهدنة الإنسانية الجديدة التي تبدأ من تاريخ التوقيع عليها .
٨— قبيل نهاية مدة الهدنة أعلاه يلتئم إجتماع ثلاثي يضم طرفي الهدنة والوسطاء بهدف التقويم ومن ثم فتح الباب لمرحلة جديدة تتشكل من ثلاث محاور . المحور العسكري ، والأنساني ، والسياسي ، وذلك لوضع الترتيبات اللازمة للإنتقال الدستوري مابعد الحرب والذي سنفصل فيه لاحقا بإذن الله .
٩— وفي حال دخول مبادرة الأتحاد الأفريقي الموسعة في الخط في الساعات والأيام القريبة يقترح أن تتكامل معها المبادرة السعودية الأمريكية ولا تتقاطع معها لطبيعتها الإنسانية .
١٠ — ترتكز مبادرة الأتحاد الأفريقي والجامعة العربية ودول الإيقاد المعلنة الآن ترتكز كما هو معلن على ثلاث نقاط تمثل أس الأزمة السودانية وهي ، منع التدخل الأجنبي ، التأكيد على الحل الداخلي حل سوداني سوداني وبضمانات وشهادة الأشقاء والأصدقاء حل شامل يمكن جميع السودانيين بالداخل والخارج بلا إقصاء يمكنهم من المشاركة في شيئن ، المصالحة الوطنية الشاملة ووضع أسس وقواعد ومعايير وطنية دستورية جديدة لسودان المستقبل . هذا الكلام تتهدده ثلاث جهات الإتفاق الإطاري ، أجندة النظام السابق ، والتدخل الأجنبي الخجول والمابخجل ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى