الأعمدة

الدرب التِحت–التاريخ المنسي…

الغناء القديم حوي ثقافات اهل السودان وعاداتهم، وحتي جغرافية السودان بجبالها
وسهولها وميعاتها ودروبها، خلدتها المخيلات الخارقة ورسمتها علي الطبيعة
الحسية–زمن تجمد ولازال مُفعماً ونابِضاً
بالحياة، حين تنصُت الي (سايق الفيات)
تسرقك اللحظه الي (كليبات) عبقرية من زمن
قديم صممها خيال فذ، غاب السمار والندامي، لم
تعُد الاشياء كما كانت، الا ان حروف العبادي
(المُعبقرة) تبعث المشهد وتشحذ الخيال
وتُعيد الزمن بذات الدِفء والصدق والنُبل
والحميمية، ولكأن العبادي (بدوي) علي زامِلة يناجي اطلال هندة…
منك بعيد جبده..
حي هنده المُراد
مِيل بربوع عبده
او لكانه يجاري المتنبئ عظيم شعراء العرب
حين نادي سرور القلِق المُنتظر خلف دركسون الفيات مطالباً ان يشاركه التأمُل في حُسن البداوة صنعة الفطرة..
انزل يا صديق شوف يد القُدرة
شوف حُسن البداوة
الما لِمس بُدرة…
اليس هو ذاته قول المتنبئ قبل مئات
السنين…
حُسن الحضارة مجلوبٌ بتطريةٌ
وفي البداوة حُسنٌ غير مجلوبُ.
سال العبادي حسناوات النهر ماعوناً يروي به ظما روحه…
مافيش كاس..
قالن بدون كُلفة
تشرب بكفوفنا..
حتي تتكفي..
وافاق العبادي علي صوت سرور الصارم؛
يا ابراهيم ياخي، اهل البنات ديل ما بيرضوا
واصلت الفيات انينها تشُق صدر الارض البكر تجاه الدرب التحت…
ياسايق الفيات عود بي وخُد سندة
بالدرب التحت..
تجاه ربوع هِندة…
الدرب التحت الخالد يشمل قري طيبه
اللحويين /ام شوكة/الشلال /الرماش/
الدبكرة/الرايات/ود الجزولي…
قول لي دحين وين ماش
فارقت الطريق
واتيمّن الرماش
فاضلات ثواني قُلال
بينك والغروب
داك مُشرع الشلال…
الدرب التحت بقراه وميعاته دنسته المليشيا
وكانها تستهدف ماضينا الثر كما استقصدت
حاضرنا وافقرته وسليتنا نضار ارواحنا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى