الأعمدة

أمومة لاقلب ..

اصبت بصدمة دامية وانا اري صور الطفل صاحب العامين فقط وهو مليئ بالحروق والكسور
منذ اول مرة وانا اتبين ملامحه البريئة وانا اتعجب للقلوب ماذا بها وما اصابها وكيف هي تقدم علي هذا الخراب وكيف تحولت كل اللحظات التي قامو بها بتعذيب هذا الطفل الي شئ بشع ومخيف ….
وزادت صدمتي عندما علمت أن من فعل به هذا من دمه ومن اقرب الناس اليه لكن الحقيقة اننا تعودنا علي الصمت والخوف والبعد واننا نراهن دوما علي البقاء علي ضفة المشاهدة فقط
فلايوجد صوت حق يخرج ولا يد مساعدة لكننا فقط ننظر بعين شفقة لاتفيد ونضع يدنا علي خدنا ونتحسر ثم نضع الزمن تحت رهان النسيان ونصمت ..
عندما تكون الأم مجرد وعاء يحمل وينجب ..وعندما تكون الرغبة فوق الوعي .وعندما يكون المخدر هو سيد الموقف تكون النتيجة طفل مهمل علي ازقة الطرقات وصور صعبة تحتشد بها الميديا وتملاء البوستات بالحسبنة والتهويل …
هذا الصغير ضحية ام تائهة حتي عن نفسها ..وصناعة حب غبي تستعمره الشهوات ..ومزيج تعاطي مقرف يجعل القلب مجرد جماد اصم يضخ دم مليئ بالاوساخ ….
اين نحن بحق السماء .واين هو القانون الاعمي الذي يحول الانسان لمجرد اجرائات قد تجعله للمرة الثانية مجرد تعهد لقاتليه ..
انا اسفة انني في وطن جاحد يصنع من الاطفال مجرد ارقام هالكة لايعرفها غير الساقطين الغائبين ..
ومن قال ان الأمومة مجرد حمل ومجرد لحظة ..
انا لم انجب اطفالا لكني اشعر انني مليئة باأمومة تحتم علي الدفاع عنهم ومسح دموعهم وكسر حسراتهم …
ومن لي بصفارة انذار للقلوب ووعي للعقول وصراخ يملاء الدنيا بالاوجاع ..
لك الله ياوطني الغائب ..ومنكم للله يامن فصلتم القوانين بمقاسات الضياع وبعتونا للمخدرات ثمن رخيص ..ومن اوهومنا بأن الحب ينجي ويجعلنا مثل العرائس بلا روح او قلب
ومن يقفون ينتظرون غفلاتنا وعثراتنا ومن يقتلون كل مافينا لأجل لحظة محرمة نفقد بعدها اعز مانملك ونحب ..
وتبا لأمومة ناقصة تجعل ابنائنا مزيج حوجة وخوف وطفائات سجائر ..ومجموعة كسور ..
تبا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى